و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ...
أخي الكريم / بحر الشوق .... طرح قيَّم و يستحق وقفة
مِن مُقدمة كتابة (كيف تتمتع بالسعادة في حياتك) لهادي المدرسي ..
(لو طرحنا السؤال الذي يقول : "ما هي السعادة؟" على عينات مختلفة من الناس , لجاء الجواب مُختلفاً
جداً , إلى درجة أننا ربما نستنبط من ذلك أن السعادة حالة شخصية و ليس لها مفهوم عام ...)
و بِحكم أن السعادة حالة شخصية و لها دوافع عديدة لتحقيقها تتفاوت من شخصية لأخرى , فعلينا البحث
أولاً عن التعريف الشامِل للسعادة أو الدوافع العامة التي قد تحقق السعادة لدى أغلب الناس ..
في رأيي أن الذات هي المنفذ الأول للسعادة . و لنكون سُعداء رُغماً عن أنف الظروف المُحيطة علينا أن
نعتمد على ذواتنا في تحقيقها سواء لنا أو للآخرين ..!
مثلاً ...
حينما نلجأ لذاتنا لإسعادنا فنحن بهذا نظمن بإن ذاتنا راغبة في السعادة بينما حينما نرغب بالسعادة من
شخصية أُخرى فإننا هُنا لسنا على ثقة بإن تِلك الشخصية تُريد لنا السعادة ..
و هُناك طرق و سُبل عديدة لنحظى بالسعادة أو لنولد السعادة في أنفسنا ... عن طريق ترفيهها و تدليلها
أبسطها و أحبها إلى قلبي ... هو الحوار مع الذات , فالإنسان مجموعة ذوات في روحٍ و جسدٍ واحد ....
هُناك الذات العقلانية و هُناك الذات الفوضوية و هُناك الذات الخيّرة و هناك و هناك ... , لِذا فإن الحوار مع
ذواتنا و الإختلاء بها و الركون بها لإستيعابها هو إحدى المُتع التي تحقق السعادة ...
و الحديث في مولدات السعادة التي نستطيعها لأنفسنا طويلٌ لا ينتهي ....
و كما يقول مُصطفى لطفي المنفلوطي
(إن السعادة ينبوع يتفجر من القلب , و ليس من الخارج . و أن النفس الكريمة الراضية البريئة من أدران الرذائل
و أقذارها , و مطامع الحياة و شهواتها , سعيدة حيثما حلت , و كيفما وجدت . فمن أراد السعادة فلا يسأل
عنها المال و الفضة و الذهب و القصور و البساتين و الأرواح و الرياحين , بل يسأل عنها نفسه التي بين جنبيه ,
فهي ينبوع سعادته , و مصدر هناءتهِ إن أراد.)
و أختِم بكلمات أمير المؤمنين عليهِ السلام حينما قال :
(من أجهد نفسه في صلاحها سعدّ , و من أهمل نفسه في لذتها شقي و بعُد ...)
فإن كانت تِلك القناعة ..... فإذاً السعادة هي قناعة النفس !
هذا و أشكركَ أخي الكريم بحر الشوق جزيل الشكر على هذهِ الصفحة النيَّرة , جزاك الله كُل خير
سلام
المفضلات