الجزءان الرابع
اذهل مرام ما رأته تراجعت الى الوراء واضعة كفيها على عينيها من شدة الانفعال والذهول.
فتحت عينيها مرة ثانية ولكنها وجدت السيدة وهي تحمل طفلها وترتدي نفس الفستان
دون أي أثر للدم, همت مرام لتكلم السيدة ولكن الأخرى فتحت الباب وأختفت
خرجت مرام وارئها تدور وتسأل الحاضرين والاجابة كانت((لا لم نرى أحدا))
لن تنسى هذا اليوم وكيف تنساه وهو يوم عيد ميلادها (30/5/2002)
في صباح اليوم التالي حضرت صديقتها هدى كما وعدتها
وصلت المنزل واستقبلاها والدي مرام بحرارة منتظرين ان تدخل على ابنتهم وتخرجها من خلوتها
منذ ليلة أمس ومرام لا تزال في غرفتها لا تريج أن تكلم احدا؟
هدى: ((مرحبا مرام ....لقد حضرت حسب الوعد )) , نظرت اليها مرام وكأنها تراها لأول مرة
مرام: ( (من ..؟ ماذا...؟))
هدى: (( ما بالك عزيزتي تنظرين الي وكأنك رأيتي شبحا...!!!!؟))
مرام: (( اعتذر عزيزتي لقد سرحت قليلا))
هدى: ((قليلا ؟! يا آلهي انتي لم تبدلي ملابسك من أمس ...!!!خبريني ماذا حصل معك؟؟؟؟))
مرام: (( لا عليكي سأبدل ملابسي حالا ونخرج لنتمشى قليلا لدي ما اخبرك به.))
حرجت مرام وهدى الى الصالة وقالت لوالدتها سأخرج قليلا مع هدى الى أن يحين موعد الغداء
الوالدة: (( حسننا ولكن احضرا قبل عود والدك يا مرام))
مرام : (( ان شاء الله))
خرجت مرام وهدى من المنزل لتسيرا متوجهتان الى المزارع المحيطة بمنازل المدينة.
حدثت مرام هدى بكل ما جرى معها ليلة أمس استغربت هدى حديث مرام قائلة:
(( لعله تهيأ لك موضوع الفستان المضرج بالدم ..
او لعل لونه الأحمر والأبيض جعل نظرك يضيع.))
مرام : (( فرضا أن كلامك حقيقي وان ما رأيته تهيئات.. اين ذهبت المرأة؟؟؟؟
بحثت عنها في جميع ارجاء القطار,وسألأت عنها كل من في القطار, والاجابة كانت
دائما "لا" هل قفزت من القطار أو لعلها طارت...؟؟؟؟!!!!!! ))
اكملتا طريقهما ووصلتا الى المدافن قالت هدى ضاحكة : (( ما رأيك بزيارة المدافن؟؟؟؟؟؟))
مرام: ((فكرة ممتازة.. انا سأدخل أولا.))
هدى: ((هل جننتي ...!! انا أمزح))
مرام: (( ادخلي هيا هنا المكان الوحيد الذي لا يوجد به ضرر))
هدى ترتعش خوفا: (( لكنني لم اعتد زيارة المدافن))
دحلتا واخذتا تقرآن ما كتب على المدفن وسنة الموت واسم الميت
هدى : (( انظري لهذا التاريخ لقد مات شابا رحمها الله))
مرام : (( انظري هنا الميت لم يتجاوز السنة حامد سعيد 11 شهرا .))
هدى : (( نعم..... انظري لتاريخ الميلاد وتاريخ الوفاة ، ولد في 15/6/1968))
مرام : (( اجل و توفي في 30 /5 /1969))
هدى : (( مسكينة والدته .... ماذا؟؟؟ هنا ترقد سكينة والدة الفقيد حامد....!!!!!!؟؟؟؟؟؟ مراااااااااااام انظري ))
مرام : (( والدته توفيت معه في نفس اليوم يا آلهي 30 / 5 والطفل لم يتجاوز السنة......؟؟؟ ))
هدى : (( نعم وماذا في ذلك ....أمر طبيعي ...
حوادث كثيرة لعلهما تعرضا لنفس الحادث وماتا في نفس اليوم.))))
مرام: (( ليس هذا ما اقصده انه نفس الشهر الذي ولدت به أي أمس.))
هدى : (( وماذا بعد قد تكون مصادفة ))
مرام : ((لا اعني هذا بل ما عنيه هو ما حصل معي بالأمس في القطار في نفس التاريخ
30 /5 وهنا مدون يوم الوفاة 30 /5 وتقولين لي مصادفة))
مرام: ((لا بد ان اسأل عن الموضوع .
بأي طريقة يجب ان اعرف لماذا رأيتها في القطار وهل هي نفس السيدة التي رأيتها .....؟؟؟))
هدى : (( دعينا نعود الى المنزل ونسأل والدتك لعلها تعرف شيءا أو سمعت شيئا))
اسرعت هدى ومرام الى المنزل ووصلتا مع الوالد.
سلمت هدى على وةالد مرام ودخلت المنزل..............سألت هدى والدها :
(( ابي ..؟؟ هل سمعت عن إمرأءة اسمها سكينة توفيت هي وولدها في نفس اليوم؟؟؟؟))
سكت الوالد قليلا والتفت الى مرام قائلا : (( كيف علمتي بهذا الموضوع ...من قال لك..؟؟))
مرام : (( بالصدفة ..وقلت لنفسي بما انك طبيب وتعمل هنا من زمن بعيد فلا بد لك أن تعرفها))
الوالد مشيحا وهو يحاول ان يبتعد بأي حجة : (( لاحقا ...سنتكلم بالموضوع لاحقا))
مرام: (( ولماذا لاحقا هل هناك ما تخفيه عني؟؟))
الوالد : (( قلت لك لاحقا دعينا نتغدى الآن وخصوا ان ضيفتك لا بد ان تكون جائعة))
سكتت مرام وقلبها يغلي من الحيرة متسائلة
لماذا يتهرب ابي من الموضوع ؟؟؟؟
لماذا يٌخفي عني الحقيقة؟؟؟
هذا ما سنعرفه في الجزء القادم
ان شاء الله
المفضلات