يا سبحان الله!ويقول السيد رضي الشيرازي أيضاً: قبل عشرين عاماً تقريباً، جاء المرحوم آية الله ملاّ علي الهمداني إلى طهران لاجل العلاج. فذهبت لعيادته مع أحد الأصدقاء، جلسنا عنده ثلاثين دقيقة تقريباً وكان حديثنا يدور حول مسألة فقهية. وبعد ذلك عرّفني له صديقي قائلاً: أن هذا السيد هو السيد الشيرازي.
ولكن المرحوم الهمداني ما استذكر شيئاً في وقته. ولما ودّعناه وتقدمت نحو الباب، استوضح عني من صديقي، فقال له:
هو السيد رضي حفيد المجدّد الشيرازي الكبير!
فناداني المرحوم الهمداني، واعتذر من عدم تذكره حالاً، ثم قال: أجلس لأسرد لك قصّة عن جدّك الشيرازي:
(كنت في طهران أدرس عند المرحوم الشيخ عبد النبي النوري، نقل لي الشيخ أنه لما كان يحضر دروس المرحوم جدّك في سامراء كان يأتيه بعض المال من أهله من مدينة (نور)، فمع راتبه الذي يعطيه المجدّد الشيرازي كان يسدّ حوائجه ولا يزيد. واستمر الأمر على هذا المنوال حتى انقطع المال الذي كان يأتيه من أهله، في الوقت الذي كان قد دفع لكاتب يستنسخ له كتاب (وسائل الشيعة). - وهو كتاب ضخم طبع حديثاً في عشرين جزء لا يستغني عنه طالب العلوم الدينية -.
فستقرض الشيخ مبلغاً قدره مائة وعشرون (توماناً).
وعلى اثر ذلك صار الشيخ كآسف البال لا يدري كيف يسدّد هذا الدين الثقيل ومن أين يؤمّن سائر حاجاته. إذ أن ما يعطيه أستاذه المجدّد الشيرازي لم يكفه ولا يغطي حاجاته كلها. فأخذ الشيخ في ذلك اليوم يصلي في حجرته، ثم توسّل بأهل البيت (عليهم السلام) وشكا إليهم حاله، وخصّص الخطاب إلى الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عجّل الله فرجه الشريف).
يقول الشيخ: غلبني النعاس وبينما أنا بهذه الحالة استغرقت إلى النوم وإذا بي أرى في المنام جمال سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان جالساً وعلى رأسه الشريف عمامة خضراء.
دخلت عليه مسلّماً، فردّ عليّ السلام قائلاً:
(يا شيخ عبد النبي، هناك مائة وعشرون (توماناً)، خذها وسدّد بها دينك!
فاستيقظت من النوم وبينما كنت أتأمّل في رؤياي هذه، وإذا بالباب يطرق! قمت وفتحت الباب، وكان الطارق (نصر الله) الخادم الخاص للمجدّد الشيرازي، فقال: إن السيد يطلبك! فأسرعت ودخلت عليه، وكان جالساً في السراب.
فلما وقعت عليه عيني، وإذا هو على ذات الهيئة والهيبة التي رأيت فيها النبي محمد في رؤياي!
فسلّمت عليه، فردّ علي سلامي وقال فوراً:
(يا شيخ عبد النبي، هناك مائة وعشرون توماناً خذها وسدّد بها دينك)!
يا سبحان الله إنها نفس الجملة التي قالها لي رسول الله في الرؤيا!!!
وهنا أردت أن أنقل للسيد الشيرازي رؤياي التي رأيتها، فقال السيد: لا حاجة! وكأنه كان يعلم بها.
المفضلات