بسمه تعالى

أهوال الجوال ..!!

تأكدت الآن بما لا يقبل الشك إن الجوال على رغم فائدته إلا أن أضراره وخيمة أحياناً إن لم يتم استخدامه بالشكل اللائق وفي الزمان المناسب وفي المكان المناسب ، فقد حدث لي ولعدة مرات وأنا أتحدث عبر الجوال خصوصاً أثناء قيادة سيارتي أن ضيّعت هدفي وطريقي فلا أنهي مكالمتي حتى أجد نفسي في طريق غير الطريق الذي أقصده وفي جهة غير الجهة التي أريدها ، وهذا يؤكد تماماً إن الدماغ لا يمكن له أن يركز في شيئين في آن واحد ، وعند الاصرار على الحديث عبر الجوال أثناء المشي أو أثناء قيادة السيارة حتماً ستجد نفسك في وادي والأهداف المرسومة في الدماغ في واد آخر مما يعني إن التركيز على بعض الأشياء تتلاشى من خارطة الذاكرة أثناء التحدث والقيادة في الوقت نفسه 0
وقد تيقنت من صحة هذا الخبر بعد قراءتي لخبر يفيد بأنه تمّ القبض على شاب من إحدى الدول العربية الشقيقة لسبب مضحك وهو بينما كان هذا الشاب يتحدث عبر هاتفه الخلوي ( الجوال ) وهو يسير ماشياً على رجليه إذ اكتشف نفسه في وسط دورة مياه خاصة بالنساء حيث تقع بالقرب من مساجد الحي الذي يقع في وسط المدينة ، فلم يلبث أن ينقذ نفسه من هذه الورطة المخجلة حيث فاجئته صيحات النساء تتعالى في أذنيه تستغيث برجال الشرطة مما وقف حائراً مذهولاً لا يعرف من أي باب يلوذ بالفراد منه ، حتى جاؤوا رجال الأمن وحوّطوا دورة المياه وألقوا القبض على هذا الشاب الذي حاول تبرير موقفه ولكن محاولته لاقت استغراباً من الضابط الذي حقق في القضية فلم يقتنع بأقواله ولم تشفع له نواياه الحسنة مما قرر الضابط بتنفيذ عقوبة سحب جهاز الجوال وحرمانه من الاتصال به وقطع خط الاشتراك عنه لمدة شهرين ليكون عبرة له ولأمثاله وأقصد بذلك أنا ومن تستهويه المحادثات أثناء المشي وقيادة السيارة 0
إن كانت هذه المرة ضحيتها دورة مياه خاصة بالنساء فربما المرة القادمة تدهس لك إمرأة عجوز تمشي في الطريق أو طفل يلهو بكرته في الحديقة ، فلا تعرض نفسك والآخرين للخطر بسبب محادثة يمكنك أن تؤجلها أو تحاول إيقاف السيارة بإحدى المواقف الجانبية لتنهي محادثتك ومن ثم تواصل قيادتك للسيارة 0

تحياتي

يوم سعيد