التتمه :
الزواج الميمون :
كان صداق السيده آمنه (عليها السلام) أربعة آلاف درهم بيض هجرية:smile: :
نقل العلاّمة المجلسي (رحمه الله) في (بحار الأنوار): أنّه لمّا حضرت ساعة عقد عبد الله (عليه السلام) من آمنة (عليها السلام) قام عقيل بن أبي وقّاص وقال:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي جعلنا من نسل إبراهيم، ومن شجرة إسماعيل، ومن غصن نزار، ومن ثمرة عبد مناف، ثمّ أثنى على الله تعالى ثناء بليغاً وقال فيه جميلاً وعقد النكاح، ونظر إلى وهب وقال: يا أبا الوادح زوّجت كريمتك آمنة من ابن سيّدنا عبد المطّلب على صداق أربعة آلاف درهم بيض هجرية جياد وخمسمائة مثقال ذهب أحمر.
فقال: نعم.
ثمّ التفت إلى والد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وقال: يا عبد الله قبلت هذا الصداق يا أيّها السيّد الخاطب؟
قال: نعم، وعندها دعا لهما بالخير والكرامة.
محاولة اغتيال السيّدة آمنة
بعد أن قدمت زرقاء اليمامة من الشام إلى مكّة المكرّمة واطّلعت على النور العظيم الذي يحمله والد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وكيف إنّه انتقل إلى السيّدة آمنة(عليها السلام) عمدت إلى تدبير مخطّط تتخلّص من خلاله من آمنة (عليها السلام) وتطفأ النور الإلهي المودع في أحشائها.
وبالفعل، فقد أخذت تلك المرأة تفكّر في الحيلة التي تتخلّص من خلالها من السيّدة فانتهى فكرها إلى ما يلي:
أن تجهّز من الماشطات حتّى يقتلنها، فعثرت على امرأة من الخزرج اسمها «تكنا» وكانت ماشطة للسيّدة آمنة، فلمّا كان في بعض الليالي استيقظت «تكنا» فرأت عند رأس الزرقاء شخصاً يحدّثها ويقول:
ويلك يا زرقاء! لقد نزل بنا أمر عظيم، كنّا نصعد إلى السماء السابعة ونسترق السمع، وفي هذه الأيام الأخيرة طردنا من السماء وسمعنا منادياً ينادي في السماوات: أنّ الله قد أراد أن يظهر المكسّر للأصنام ومظهر عبادة الرحمن فامتنعوا جملة الشياطين من السماء ورمتنا الملائكة بشهب من نار، وقد جئتك لاُحذّرك.
فلمّا سمعت زرقاء كلامه قالت له: انصرف عنّي، فلابدّ أن أجتهد في قتل هذا المولود.
ثمّ إنّه فارقها و«تكنا» تسمع ما جرى بينهما، فأتت إلى الزرقاء وقالت لها: ما لي أراك مغمومة؟
قالت لها: يا ويلك إنّ همّي وحزني من حامل مولود يدعو إلى تكسير الأصنام ويذلّ السحرة والكهّان، فلو وجدت من يساعدني على قتل آمنة بذلت له الجزيل من الأموال والهدايا، وعمدت إلى كيس كان معها فأفرغته بين يدي «تكنا» وكان مالاً جزيلاً.
فلمّا نظرت «تكنا» إلى المال أغراها وراقها بريقها، وقالت لها: يا زرقاء لقد ذكرت أمراً عظيماً إلاّ أنّني سأفكّر لك فيما ذكرت، ولكن كيف أجسر على ما وصفت والوصول إلى ما ذكرت؟
فقالت الزرقاء: إذا دخلت عليها وجلست عندها فاقبضي على ذوائبها واضربيها بهذا الخنجر فإنّه مسموم، وإذا وقعت عليك التهمة أو وجبت عليك دية فأنا أقوم بخلاصك وأدفع عنك فما أنت قائلة؟
قالت: إنّي أجبتك لكن اُريد منك الحيلة بأن تشغلي بني هاشم عنّي.
فقالت الزرقاء: لا عليك أنا أشغلهم عنك.
ثمّ إنّ الزرقاء أعطت «تكنا» الخنجر المسموم وقالت لها: قومي إلى حاجتك، فقامت ودخلت على السيّدة آمنة (عليها السلام) فرحّبت بها وسألتها عن أحوالها وقالت: يا «تكنا» لقد انقطعت عنّا؟
فقالت: اشتغلت بهمّي وحزني، ولولا فضلكم علينا لكنّا بأقبح حال ولا أحد أعزّ عليّ منك، هلمّي يا بنيّة إليّ حتّى اُزيّنك.
فجاءت السيّدة آمنة (عليها السلام) وجلست بين يديها، فلمّا فرغت من تسريح شعرها عمدت إلى الخنجر وأرادت أن تضربها به فحسّت كأنّ أحداً قبض على قلبها فغشي على بصرها فسقط الخنجر من يدها إلى الأرض، فصاحت وا حزناه.
فالتفتت السيّدة آمنة (عليها السلام) إليها وإذا الخنجر قد سقط من يدها، فصاحت السيّدة آمنة، فتبادرت النسوان إليها وقلن لها: ما دهاك؟
قالت: أما ترين ما جرى عليّ من «تكنا»؟ لقد كادت أن تقتلني بهذا الخنجر المسموم.
فقلن: يا «تكنا» ما أصابك، ويلك تريدين أن تقتلي آمنة؟
فقالت: نعم، لقد أردت قتلها.
فقالت لها النساء: يا «تكنا» ما حملك على ذلك؟
قالت: لا تلوموني حملني طمع الدنيا والغرور، ثمّ أخبرتهنّ بالقصة وقالت لهنّ: ويحكنّ دونكنّ الزرقاء اقتلنها قبل أن تفوتكنّ
نور وجه عبد الله (عليه السلام) ورؤية والد إبن عباس
روى الشيخ الصدوق (رحمه الله) عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: ولد لأبي، عبد المطلب عبد الله فرأينا في وجهه نوراً يزهر كنور الشمس، فقال أبي: إن لهذا الغلام شأناً عظيماً.
قال: فرأيت في منامي أنه خرج من منخره طائر أبيض فطار فبلغ المشرق والمغرب، ثم رجع راجعاً حتى سقط على بيت الكعبة، فسجدت له قريش كلها، فبينما الناس يتأملونه إذ صار نوراً بين السماوات والأرض وامتد حتى بلغ المشرق والمغرب.
فلما انتبهت سألت كاهنة بني مخزوم، فقالت: يا عباس لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبه ولد يصير أهل المشرق والمغرب تبعاً له.
قال أبي أي العباس : فهمّني أمر عبد الله إلى أن تزوج بآمنة وكانت من أجمل نساء قريش وأتمها خلقاً، فلما مات عبد الله وولدت آمنة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أتيته فرأيت النور بين عينيه يزهر...
فترة الحمل واستبشار الدنيا بقرب الميلاد :
إنّ مرحلة حمل السيّدة آمنة (عليها السلام) بالنبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)كانت مليئة بالخيرات والبركات وما يؤكد على قداسة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ومدى علوّ مقامه عند الله تعالى وارتفاع شأنه العالي لديه.
فقد نقل العلاّمة المجلسي(قدس سره) قائلاً:
لمّا مرّ على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في بطن اُمّه شهران أمر الباري تعالى منادياً في السماوات والأرضين، أن ناد في السماوات والأرض والملائكة: أن استغفروا لمحمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)واُمّته، كل هذا ببركة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
يانفحة جلاله امطرزه بنور ..... وكل النور فاض ابجود يمناك
ياسحر الوجود ونبضة الكون ..... كل دگـة گلب يعزفها طرواك
ياصفنة خيال مسربل بشوگ ..... مخنوگ الخيال ابصدر ذكراك
ياهبة نسيم اتفاوحت طيب ..... من روض الكرامه بيوم ملـگـاك
ياملـگـه العطف والشيمه والجود ..... ياميلاد عزنه نصيح حياك
موثغري لْحـچـه ياسيد الكون ..... عرش الله هتف بسمك وناداك
القصيدة كاملة لشاعر أهل البيت أبو كرار الأحسائي :
المفضلات