بسمه تعالى

فكرت كثيراً من أي بداية أفتتح كلامي وبما إن حرية ابداء الرأي مكفولة فأنا أنتقد وأرفض الأقلام التي حاولت الخلط ما بين القطيف وبين مجموعة أفراد أساءت إلى نفسها أولاً قبل أن تسيء إلى الجو العام لمجتمع القطيف !! وأحب بهذه المناسبة أن أصحح فكرة النقد أو بالأحرى أوضح للجميع موضوع ثقافة النقد وأن نقنن أقلامنا ونوجهها بدقة إلى حيث أماكنها الصحيحة !! فلا تخوننا المشاعر وتفتك بنا العواطف ونجعل أقلامنا ضحية لعواطف منهارة ومشاعر مستفزة وأنا لا ألوم بعض الأقلام المخلصة التي تحاول النهوض بمجتمع القطيف وتحاول أن تكافح بعض المظاهر السيئة والمشاهد الغير لائقة ولكن يجب أن نفرّق بين ما يحدث من قبل مجموعة من الأفراد وبين الجو العام لمجتمع القطيف ، فلا زالت الغالبية العظمى من أفراد القطيف هي الشريحة الطيبة التي تتمسك بمبادئها وقيمها وعاداتها الطيبة وتمتلك من الثقافة الفكرية أطيبها وأفضلها وإن أخطأ فرد أو فردين أو لنقل عشرات الأفراد فهذا لا يعني إن الجو تلوّث وأن نطلق لأقلامنا عنانها في النيل من القطيف وما يشوبها من مظاهر لا تمت بصلة للمجتمع العام بصلة !! فلا تزال هذه الملاحظات السيئة والشاذة هي نتاج أفراد بسيطة تسيء إلى نفسها وليس لمحافظة القطيف ولا لأهلها الطيبين صلة بما يحدث ، وأنا على ثقة إن كافة أهالي القطيف مستاءين ومتضايقين مما يحدث في هذه الأماكن من تصرفات وسلوكيات غير طيبة والعتب لا يقع كلياً على هذه الأفراد بل يقع اللوم أيضاً على أهالي هؤلاء الأفراد التي ألقت الحبل على الغارب وتركت أبنائها يتصرفون دونما رقابة ودونما متابعة ، وأطالب الأقلام التي استنفرت لنقد هذه الشريحة أن يتعاطون مع الموقف بشيء من المرونة وعدم الخلط وأن يفصلوا بين القطيف وبين ما تمثله هذه الأعداد ولا نعيد سيناريوا فتاة القطيف التي تناولتها الأقلام بحدة ومجاجة وفظاظة ورعونة وأغرقت إسم القطيف في وحل الخطيئة مع أن هذه التصرفات طبيعية وتحدث في كل البلادين وليست مقصورة على مجتمع القطيف حتى نجر إسم القطيف في ميادين التشهير والفضيحة ونزج بإسم القطيف في دوامة من العك واللك فيصبح إسم القطيف علكاً يلاك في حلوق الثرثارين والآمرين بالفتنة والتشهير 0
الموضوع لا يعدو عن تصرف شخصي وهو ليس بغريب ولا هو شاذ وربما الخافي أعظم وعلينا أن لا نعمم ونخلط الأمور ببعضها البعض ونمرغ إسم القطيف تحت وحل تصرفات فردية لا تمثل إلا نفسها ، فإسم القطيف إسم عزيز على قلوبنا ولا أقول ذلك باعتباري قطيفي ، بل المنطق هو الذي يقول ذلك وأطرح على سبيل المثال نموذجاً حدث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية فهناك بعض الشباب والشابات من نستغرب لملابسها وتصرفاتها وأشكالها وربما نظن إننا في دولة علمانية أو دولة لا تعبر عن الديموقراطية الإسلامية ولا نصدق إننا في أجواء إيران الإسلامية التي حكمها يوماً من الأيام الإمام الخميني ولكن مثل هذه الحالة طبيعية وعلينا أن نكون منطقيين ولا ننفلت خلف بعض التصرفات الفردية التي تبقى رهنية تصرفات أصحابها ولا نخلط الأمور ببعضها البعض ونسيء إلى العام من خلال الخاص !!
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ظنوا بي كراماً
أكرر إن مثل هذا التعاطي فيه شيء من القسوة وعلينا أن نستخدم النقد الشفاف الذي من شأنه تقويم وإصلاح الأمور بدلاً من التجريح والتشهير والاساءة إلى كيان أمة هي أشرف وأقدس وأعلى من أن تنكل بها بسبب عيوب فردية تسيء إلى نفسها فقط ولا شأن للمجتمع العام به !! كما أنه يبقى المجتمع بعيد عن الاتهام لإن المسؤول الأول والآخير هو الشخص ذاته الذي ينبغي أن يلتفت إلى نفسه وإلى أخطائه فكل راع مسؤول عن رعيته ، واللوم يتحمله أهل هذه العناصر المسترجلة وعليهم الانتباه وملاحظتهم قبل أن تستفحل الأمور وتصل إلى ما هو أسوأ !!
تحياتي والمعذرة على الإطالة ،،،
بقلم/ يوم سعيد