ها أنا أعودُ من جديد
أعود إليكَ هاربةً من نفسي
لأرتمي في أحضانِ قلبكَ الدافئ
دمعةٌ تترقرقُ في عيني
تكبحُها أجفاني لئلا تشطحَ من فوقِ السياج
لكنها تثورُ وبضرباتٍ قويةٍ
تُحطِّمُ السياج
تكسِرُ حاجزَ الصمتِ داخلي
لتبوحَ بما كان مخفياً
أعودُ من جديدٍ لأستترَ خلفَ قناعِ ابتسامةٍ مُتهشِّم
تفضحني الآهُ حينَ تزفِرُ بها أنفاسي فأختنقْ
يتوالى السعالُ لأشربَ من معينِ القهر
أسياطٌ تُلهِبُ ظهري
وتكويني مَجمرةُ الأْيام
حسراتٍ تستنزِفُني حتى الانتهاء
أعودُ أبحثُ عن عنوانِك
أُقلِّبُ نظري بين الشرفاتِ والأبوابِ الموصدةِ
أستنطِقُ الأماكنَ علَّها تدُلّني عليك
ولكن هيهاتَ لميتٍ أن يتكلم
و متى ردّ الجمادُ جواباً
أعودُ ولكنّي في الحقيقةِ أتوهُ أكثر
فكلما اقتربتُ منكَ وجدتكَ سراباً
تاهَ عُنوانك يا والدي
والآن تاهَ عنواني
رحيل القلب
المفضلات