أيها السادة، شاءت العناية أن يكون الإسلام هو الدين الأخير، وأن يكون رسوله هوالرسول الخاتم، وأن يكون قرآنه هو الكتاب الخالد، ونظامه هو النظام الذي لا ينسخ.
وشاءت العناية أن تختار محمداً (ص)مليكا للأنبياء (ع)، وزعيماً للأمم . . و من أحقَِِِ بهذه المنزلة من محمد (ص) ؟
محمد الذي كوَنه الله كما يحب ،فكان له كما أحب.
ليكن للأقدار ما أرادت وليتوَج محمد (ص) مليكا على الأنبياء (ع) فليس لهذا المقام الأعلى غير محمد.
أمَا الفقر واليتم فإنهما لا يقصَران بالمرء عن غاية إذا كان من هذا النمط الذي يتسم به محمد ،ففقر محمد فقر كريم ،ويتم محمد يتم شريف .
ومن خصائص الفقر حين يكون كريماً،واليتم حين يكون شريفاً أنهما يؤهلان النفس لكبريات الغايات.
ليتوج محمد مليكاً على الأنبياء ، وليكن تتويجه في السماء فإن قيادته ستضم السماء الي الأرض ،وستجمع الملائكة مع البشر .
وبعد ،فالنبيون أحق من يحتفل بيوم تاجه ،والملائكه اول من يؤدي يمين الطاعة ،ورب الملائكة والنبين هو صانع ذلك التاج ،وعاقد ذلك اللواء .وليس عجيباً أن يعرج بمحمد ليتخذه حبيباً ،فقد كان زينة للعرش منذ القديم وقد كان نبياً وآدم بين الماء والطين.
المفضلات