بسمه تعالى
لكل زمان رجال ولكل مقام مقال ، والزواج المبكر كان ظاهرة انتشرت في زمن ما وكان له مؤيديه وأنصاره وقد قوبل بالتصفيق الحار نظراً لأن العهد الذي تحقق فيه كان يحمل عقلية وظروف ووضع يختلف عما هو عليه هذا الزمان العصيب ولذلك لاقى هذا الزواج نجاحاً عريضاً ولم تكن له سلبيات أو عيوب حتى يحارب أو يفشل ، أما الآن فالزواج المبكر ليس له نفس المساحة حتى ينجح ذلك النجاح المتوقع وليس باستطاعتنا أن نقيس على ذلك الزمان الفائت فلكل زمان - كما أسلفت - دولة ورجال وليس شرطاً أن ينجح في وقتنا الحاضر لأن تجربته لاقت قبول في الماضي ، وإن كان ولابد فالسن المبكر لنجاح هذا الزواج - في نظري - يجب أن يكون من طرف واحد وهو الفتاة ، فالفتاة وإن تزوجت وهي في عمر مادون الثمانية عشر فباستطاعة الزوج أن يحقق للزواج بعض شروط النجاح لأن البيت الزوجي يرتكز على عدة عوامل أهمها السيولة المادية والقدرة الإدارية والثقافية ، فلو عملنا مقارنة بين المال والوعي في زماننا الحاضر وذلك الزمن الماضي نلاحظ فرقاً كبيراً فالشاب آنذاك يتزوج وحاله المادي معتدل فهو يعتمد على والده في النفقات والمصاريف ويعيش مع زوجته في كنف والديه ولا يحمل من النضج الفكري ذلك الكثير فهو يعيش يومه ورزق الغد متروك لليوم الآخر وهكذا عاشوا شبابنا في الماضي - أقصد أجدادنا - بينما هذا الجيل وأعني الشباب وأخص بالذكر الرجال فهم يعيشون على صفيح تنور ساخن لشدة الغلاء وشح الوظائف واختلاف الوعي وتنوع الثقافة والنظرة تلونت بما تلوّنت عليه الحضارة الراهنة وصار فتح البيت يتوقف على المال زائداً الفكر الواعي ولا ينجح الزواج بنوعيه المبكر والمتأخر ما لم يتحقق الأثنان من هذين الشرطين وإن أي إخلال بواحد منهما يصبح الزواج مهدداً بالفشل 0
يتوقف - كما قلت مسبقاً - الزواج المبكر على عمر الشاب فهو الأساس في نجاح الزواج المبكر ولا يهم إن كانت الفتاة شابة فسن البلوغ لدى الفتاة وجاهزيتها وأهليتها للزواج تبدأ علاماتها منذ سن مبكرة وتصبح جاهزة للزواج بكل معانيه منذ وقت مبكر وربما الوعي لديها يصبح أكثر توهجاً منه عليه لدى الشاب وهذا تحدث عنه علماء الاجتماع وليس أنا ولذلك بإمكان الشباب أن ينتظر قليلاً ريثما يجهز نفسه من كل النواحي ومن ثم يتزوج ما شاء له من الفتيات أصغرهن وأوسطهن وأكبرهن فلا يمنع الفتاة حينها أن تتزوج وهي صغيرة طالما زوجها سيؤمن لها كل ما تريد من فرص النجاح فوعي الشباب الذي تطرقت إليه ربما يتيح للفتاة فرصة إكمال الدراسة والإستمرار والتواصل لحد أعتاب الجامعة وقد تعزز السيولة المادية فرص نجاح واستقرار الزواج والوصول به إلى النجاح من توفير خادمة وسكن وجميع التسهيلات الممكنة والمساعدة للنهوض بنجاحه 0
خلاصة الكلام هو إنني أرفض الزواج المبكر للشاب لأنه لا زال فقيراً إلى مقومات الزواج من حيث كثير من النواحي بينما نجاح الزواج المبكر وتأييدي له أراه من صالح الفتاة وأنصحها بالقبول به والموافقة عليه خصوصاً إذا جاءها من ترضى بخلقه ودينه وكذلك لا تنسى الكفاءة المادية والفكرية إضافة إلى الشرطين السابقين ( الدين والأخلاق ) أي يعني من ذلك أن هناك أربعة شروط وكلهم شروط أساسية دون تفريق وإن كنت أدقق كثيراً في الأوليين وهما ( الدين والأخلاق ) فهما ما أمر بهما الدين الإسلامي كضرورة مهمة لإنجاح الزواج 0
يطول الحديث ويبقى الموضوع محوراً متناقلاً بين العديد من وجهات النظر وقد لا تتفق الآراء وتتباين مواقفهما حسب نظر كل واحد بينما هناك لا شك حلول ناجحة قد تحقق نجاحاً نسبياً إذا توفرت بعض القواعد المتينة لإنجاح الزواج المبكر وقد تفشل هذه القواعد إذا ما تعرضت لبعض العناصر السقيمة تهدده بالسقوط بعد فترة قصيرة 0
تحياتي
قد أوفق للمشاركة مجدداً ،،،
بقلم/ يوم سعيد





رد مع اقتباس
المفضلات