بسمه تعالى
أشكر لك هذا التواجد المشجع والذي أجد منه الحافز للرد والتعليق أيضاً ، فالمملكة كانت تضع على عاتقها إدارة عجلة التعليم على وجه يجاري بقية الدول الأخرى ولا ننكر إن التعليم لم يأخذ مساراً صحيحاً كما خطط له في البداية ولذلك وضعت الدولة أولى يديها على الجرح وسارعت بتحفيز الناس على الإقبال والاقتناع بالتعليم وأنا أوافقك الرأي فلقد كان الإقبال ضعيفاً بحيث كان الاتجاه الفعلي للأهالي على العمل في المهن كالفلاحة والنجارة والحدادة وصيد الأسماك فالهم كان منصباً على توفير لقمة العيش أولاً والناس في شغل آخر يجعلهم يصرفون النظر عن فكرة الدراسة والتزود من العلم مع العلم إن الكتاتيب أو كما نسميها نحن قديماً ( المعلم .. ) كان يأخذ بيد الأطفال ليعلمهم قرءة القرآن وتجويده وترغيبهم للإقبال على تعلم أبجديات العلم من خلال القرآن الكريم !!
كنت أعتقد إن الدولة كريمة وسخية بحيث أخذت على نفسها عهداً وميثاقاً بأن تجود بكل ما لديها في سبيل النهوض بالمواطن السعودي فقامت بفتح خزائنها المالية ودعمت العلم وطلابه فأنشئت المدارس ووفرت الكتب المجانية وصرفت الأموال الغزيرة حتى ترفع من درجة الوعي لدى المواطن وقد كانت عند حسن الظن ، ولكن لم أتصور إن هذا الإمداد سوف ينضب يوماً ما ، فالمسؤولية لا زالت قائمة ولا زال العلم بحاجة إلى قيادة لتحقيق بعض الأهداف السامية منه ، وأنا بدوري أعيب وأنتقد تلك السياسة التي توجهت إليها الدولة في حصد الكثير من الطلبة المتعلمين والخريجين وحينما تحققت أهدافهم تركوا الحبل على الغارب وتركوا الجمل بما حمل !! وكأن لسان الحال يقول : حان الوقت أن تعتمد على نفسك فلقد كبرت ووقفت على رجليك وعليك أن تحقق نفسك بنفسك دون أي مساعدة من دولتك ، فلا دعم سخي كالسابق ولا دلع ولا ترفيه ولا تشجيع !! أعتمد على نفسك فلقد أدت الدولة ما عليها من واجبات !! وهذا بحد ذاته غير مقبول فلم يزل العلم في المملكة العربية السعودية بحاجة إلى وقفة حكيمة وإلى مسؤول يحقق بعض رغبات طلابنا إلم نقل كل !! فأين الإهتمام الحقيقي بالعلم وطلابه وخريجينا يعانون فقر الوظائف ؟ أين المسؤولية الشرعية وخريجي الثانوية تموت آمالهم وأحلامهم وتتراجع عند أعتاب الجامعات !!؟؟
يجب عى الدولة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين إعادة النظر وترتيب الأوضاع للنظر في أوضاع طلابنا لرعايتهم والتخفيف من معاناتهم في سد بعض نقاط العجز !! فالدولة تنعم بالرخاء وحالنا أفضل من غيرنا بكثير ولو صرفت الدولة ما يرفع هذه المعاناة فلن يضرها شيئاً ولن يؤثر على ميزانيتها بل سوف تجعل المواطن السعودي يتمسك ويزداد ولاءاً بوطنه !!
هناك هاجس يشغل بال الكثيرين من المواطنين بأن تزداد حدة الحياة وتتعقد أمورها وتبلغ العجلة التعليمية مبلغاً يعجز الطالب من الالتحاق بأي جامعة مالم يوفر مبلغاً من المال كرسوم تسجيل ، وهذا ما تحقق جزئياً فلم نسمع من قبل أن كان هناك نفقات ومصروفات مالية دعت بعض الأهالي إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة ولكن وبسبب بعض العقم الإجراءات التخطيطية والتنظيمية وقع هذا الفأس على رؤوس الغلابة الذين لم يجدوا حلاً غير استخدام مثل هذه الوسيلة الموجعة ويا خوفي من أن تشيع عدوى هذه الحالة ونجد أنفسنا أمام هذه الكارثة وتقوم الدولة بتخصيص القطاع التعليمي على غرار بعض الجهات الحكومية وتصبح الدراسة مقابل مبلغ رمزي ورسوم دخولية ومن ثم تتأزم الحياة وتتعقد فوق ما هي عليه من عقد تكفي لأن تشيب رأس الطفل وهو في سن العاشرة من عمره !!
أكتفي بهذ القدر على أمل أن نجد التجاوب والاحساس من قبل الجهات المسؤولة 0
تحياتي
بقلم/ يوم سعيد
المفضلات