بدلا غلاء معيشي لطلاب المدارس !!
دبّت الغيرة في نفسي بعد سماع ذلك الخبر المنشور في إحدى الصحف المحلية حيث ناشد كاتبه المسؤولين في قطاع التعليم بشمول غلاء المعيشة الطلاب أيضاً 00 فقد كنت أفكر منذ فترة بأنانية وبشكل فردي بيني وبين نفسي لم أكن أعتقد أن ثمة أحد يفكر مثلي أبداً ، فقد كان يساورني تفكير بأن التدخل الكريم من قبل خادم الحرمين الشريفين لتخفيف عبء المعيشة على المواطن بأن منحه 15% كان حلاً مطلوباً وتدخلاً حكيماً حيث جاءت المساعدة مجزئة بالأقساط وكأن الذي أعطى هذه المكرمة عاجز أن يمنحها دفعة واحدة ولكن لا بأس فهو موقف نبيل يحسب إلى من قام بهذه المبادرة ، فالخبرالسعيد أفرح قلوب البعض وأقرح قلوب آخرين وأعني بالأولى كافة موظفي القطاع الحكومي وأقصد بالثانية قطاع التعليم وأخص بالذكر أبنائنا الطلبة الذين كانوا ينتظرون نظرة تقديرية من مليكهم فهم أيضاً يقاسون شدة التعليم ومتطلباته والتزاماته فالوضع لم يكن كالسابق فطلاب المراحل التعليمية الآن يعيشون وضعاً مضنياً فالمعلم أو المعلمة على حد سواء لهم مطالب يعجز الموظف الصغير أن يؤمنها ويوفرها على وجه السرعة مع أن الطالب ليس من شأنه أن يساعد أو يشارك في رفع معاناة خزينة المدرسة المفلس وليس من اختصاصه أن يدفع قرشاً واحداً من جيبه ليساهم في تأثيث المدرسة أو صيانتها أو توفير بعض الأجهزة اللازمة للفصول 0
واسمحوا لي أخوتي وأخواتي الكريمات أن أنتقل بكم إلى فضاء الذكريات المدرسية القديمة حيث ذلك الزمن الوردي ، ولعل بعضكم يتذكر جزءاً منها والبعض الآخر لا يملك أدنى فكرة لعدم معاصرته لتلك الحقبة الزمنية 00 على كل حال كان في يوم من الأيام حيث كانت المملكة العربية السعودية تعيش أوج ازدهارها وطفرتها وأعلم إن السعودية في تلك السنين لم تكن كما تكون عليه في هذا الوقت ولكن كان هناك كرم وسخاء ورخاء واستقرار مادي وقناعة وزهد وكفاف غريب ولم يكن هناك تذمر من الوضع المعيشي حيث كان الطلبة في سلك التعليم يحظون بعز وترف لم يشهد طلاب هذا الوقت ، وأنا بحكم عمري الذي جاوز الثمانين عاماً شممت رائحة هذه النعمة وتمرغت في ذلك الرخاء والخير الوفير وسأروي لكم بعضاً من هذا الخير الذي نفتقده في وقت يرتفع فيه سعر برميل النفط وماكينة الضخ النفطي في أوج نشاطها :
1. توزيع الدفاتر والمساطر والبرايات والمحايات 0
2. توزيع الملابس الرياضية 0
3. وجبة يومية 0
4. وغيرها مما لا يحضرني ذكره 0
أما الآن فحدث ولا تستحي ، أو بالأحرى ليس هناك من ثمة نعمة تتحدث عنها ، فالصمت أهون عليك من الكلام وإن أطلقت للسانك حرية التعبير والفضفضة فسوف تجد نفسك في عالم غير عالمك 00!!
بقلم/ يوم سعيد
المفضلات