بسمه تعالى

وجود الخادمة المنزلية من الكماليات التي فرضتها الحاجة الملحة ولو تأملنا لظاهرة الخدم فهي ليست وليدة هذا الزمن بل هي متحققة منذ سنين طويلة حيث كان الخدم قديماً من نوع خاص ليسوا مستوردين من الخارج وليسوا من الجنسية الآسيوية فهم - أي الخادم آنذاك - كانوا من العبيد الشرفاء الذين لم يرضوا على أنفسهم أن يمدوا يديهم النظيفة إلى الناس أو استخدام وسائل الإبتزاز لجني بعض المال بل كانوا غير ذلك فهم فئة تستخدم الطريقة الشريفة لتحقيق ما يسد جوعهم كما أنهم ملتزمون بالأمانة والشرف والعفة ويعرفون كيف يحافظون على البيت الذي يشتغلوا فيه وعلى أصحابه 0
بينما في الوقت الحاضر دخلت الأيدي العاملة الأجنبية وتوغلت في حياتنا وصارت الحاجة إلى الخادمة نوع من الأكسسوارات التي يتباهى بها البعض ، وإن كان البعض محق في جلب خادمة لسد الحاجة لسبب من الأسباب التي استدعى الحاجة إليها إلا أن الخادمات سلبياتهم وأضرارهم أكثر بكثير من إيجابياتهم والجميع على علم بذلك ، فالكثير قطع على نفسه عهداً أن يحصر الخادمة على نوع معين من الواجبات ويشترط أن تكون في عمر أكبر من عمر أبنائه وأن يعزلها ويفرض عليها نوعاً من الوصاية والرقابة ولكن كل هذه الشروط والتحفظات تذهب بمجرد مضي شهرين أو ثلاثة حتى تصبح الخادمة واحدة من أفراد البيت ويكون التعامل معها كالتعامل مع واحد من الأبناء وتسقط التكلفة وتلغى الرسميات 0
أنا لا أطالب بتطبيق أقسى العقوبات والعنف في التعامل مع الخادمات بل أتعاطف معهم بعض الأحيان ولكن ألوم بعض العائلات التي تنظر إلى الخادمة على أنها فرد من أفراد الأسرة وتترك لهم الحبل على الغارب ويكلفونها بأعمال هي ليست أصلاً من اختصاصها ويلقى عليها كل العبء المنزلي في حين تضع الأم رجلاً على رجل ولا تحرك شيئاً في البيت وتترك الخادمة هي المدبرة لكل شؤون المنزل وهي التي تنظف غرف الأولاد وتجمع ملابسهم الخاصة وتكوي حاجياتهم من بلوزات وأشياء أخرى حتى يدخل في قلب الخادمة الطمع والتمادي فتتصرف بلا مبالاة ناهيك عن الثقة المفرطة بها وتركها تعمل بدون رقابة حيث تلقي أكياس القمامة خارج البيت فتسرح وتمرح كما يحلو لها وتترك لها كامل الحرية في التحدث بطلاقة دون توجيه وكثير من الأشياء التي تهمل فيجني أصحاب البيت نتائجها الوخيمة 0
الاعتماد على الخادمة في تربية الأطفال والتعايش معهم له أضرار لا نلمسها ولا نشعر بها إلا في وقت متأخر حيث نظن إن مجرد الاعتماد على الخادمة في إطعام الطفل واللهو به وحمله لتهدئته من صراخه من الأمور العادية بينما هي من الأمور الخاطئة التي نلاحظ سلبياتها حينما يكبر الطفل ويتعلق بشخص الخادمة ويشعر بأمومة أخرى 0
لا أمانع في جلب الخادمة والاعتماد عليها في إدارة بعض شؤون المنزل ولكن في حدود وضمن قواعد خاصة ينبغي أن تكون ربة المنزل هي المشرفة المباشرة على أداء الخادمة وأن تحرص دائماً على إخضاع الخادمة لبعض عادات وأعراف وتقاليد المنزل وأن لا توكل للخادمة كل مهام المنزل حتى تلتزم الخادمة بمهامها ولا تخرج عن هذه الشروط وتلتزم بأدبها وآداب المنزل لكي لا يحدث مثلما حدث في هذه القصة التي تفضلت الأخت / أطياف بعرضها لنا 0
شكراً على كل حال وطامعين بالمزيد من المشاركات النافعة ،،،
تحياتي
بقلم/ يوم سعيد