[align=center]‏((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)) ‏‎
قال الله تعالى :‏‎
‏((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ‎ ‎الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ‎ ‎آيَاتُهُ ‏زَادَتْهُمْ ‏إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)) ‏‎
[/align]‎‏‎ ‎‏‎

[align=center]الأخوة والأخوات الأعزاء ليس سبب كتابتي لهذا الموضوع أني لا املك ‏موضوعا ‏‏‎ ‎أكتب فيه ولكن السبب أني في إحدى الدول التي ‏سافرت إليها ‏رأيت بعض‎ ‎الشباب الذين يدعون التدين وهم يعملون أشياء بعيده عن ‏‏الدين والتدين فلما خاطبت‎ ‎أحدهم رد قائلا " إن كنت في بلاد لا يعرفك ‏‏فيها أحد فاصنع ما شئت " ؟؟؟؟؟‎ ‎‏‎
‏ و صحيح أن كتابتي ستكون في الجانب السلبي ولكن ليس من باب عدم ‏‏وجود‎ ‎الإيجابيات وعدم وجود الصالحين ولكن من باب البحث عن الحل ‏وهذا ‏المعروف بين الكتاب‎ ‎والخطباء والعلماء النقاش في المشكلة وطرحها في ‏محضر ‏الصالحين أمثالكم وكما في‎ ‎الرواية عن الإمام علي (عليه السلام ) ‏‎
‏"إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر‎ ‎علمه" ‏‎
[/align]

هذه الآية الكريمة تشرح لنا حقيقة المتدين في كل عصر وزمان هناك من‎ ‎‏ينسب نفسه للدين لمجرد الفائدة من وراء الدين لا من أجل الفائدة من الدين ‏‏لتزكية‎ ‎نفسه فهذه الآية توضح لنا أن الشخص الذي يقول أنه متدين هناك ‏دليل ‏على صحة قوله‎ ‎وهو الآية الكريمة وأمثالها من الآيات لهذا جاء في ‏الرواية عن ‏الرسول (صلى الله‎ ‎عليه وآله ) ‏‎
‎ ‎‏ "الناس عبيدُ الدُنيا والدٍينُ لعٍقُ على ألسٍنتٍهم يحوطونه‎ ‎ما درت ‏معائشهم ‏فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون " ‏‎
وشرح بعض العلماء هذه‎ ‎الرواية فقال :‏‎
‏"الناس عبيد الدنيا"‏‎
‏ بمعنى أن كل إنسان يسعى وراء هذه‏‎ ‎الدنيا كأنه عابدا لها ‏‎
‏"والدين لعقُ على ألسنتهم"‏‎
بمعنى أن البعض يتكلم‎ ‎بالدين فقط بطرف لسانه وكما يقول أهل اللغة العربية ‏أن ‏اللعق هو تذوق الشيء بطرف‎ ‎اللسان ‏‎
يحوطونه ما درت معائشهم"‏‎"‎
بمعنى أن البعض هو مع الدين مادام‎ ‎الدين لا يخالف مصلحته فإذا خالف ‏‏الدين المصلحة قدم المصلحة على الدين بحجة أن‎ ‎الدين ليس فيه تطور ‏‎
‏"فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون"‏‎
فإذا جاءتهم أية‎ ‎مصيبة أو بلاء أو امتحان من الله أقام الدنيا ولم يقعدها ‏وهولا ‏يعرف أن كل ما يصيب‎ ‎الإنسان من بلاء هو إما امتحان من الله له ‏وإما تكفير ‏عن ذنوبه فكلا الحالتين هو‎ ‎في مصلحته كما في الآية الكريمة ‏‎
‏ ((عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ‎ ‎خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ‏وَاللَّهُ‎ ‎‏يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) ‏‎
فتارة نرى البعض ممن يدعون التدين‎ ‎يحرمون على الناس ما أحله الله بحجة ‏‏الحكم الثانوي ‏‎ ‎‏ وتارة أخرى تراه يحلل‏‎ ‎لنفسه كل شيء باسم الدين وبعنوان ‏المخرج الشرعي‎
فكثير من هؤلاء هم السبب في‎ ‎تخريب الصورة الدينية إما بتفريقهم في الدين ‏‏حسب المفهوم السائد هذا يرجع لفلان‎ ‎وذاك لفلان أو بسبب بعض الأفعال ‏‏التي لا يفعلها حتى غير المتدين فمن الذي جرأ‎ ‎الناس على العلماء والمراجع غير ‏‏هؤلاء الذين يتبعون أهوائهم فترى مجالسهم فلان غير‎ ‎مجتهد وفلان كما يقال ‏‏باللغة الفارسية " مرك بر ضد ولاية فقيه " وأنا لا أقصد في‎ ‎كلامي جهة ‏بعينها ‏ولكن المشكلة في كل الجهات فكل جهة فيها بعض المخربين فالبعض‎ ‎يعتقد أن ‏الدين هو اللباس والبعض في فهمه أن الدين هو المصطلحات فتراه ‏يقرأ له‎ ‎كتابا ‏ويحفظ منه بعض المصطلحات ويأتي ويجادل من هو أعلم منه ‏ليس من أجل ‏الفائدة‎ ‎ولكن من أجل إساءة الآداب لمن يحاوره " كنت ‏جالسا في بيت أحد ‏المراجع قبل سنين‎ ‎وسأله أحد رجال الدين لماذا تجرأ ‏بعض من المجتمع على رجال ‏الدين فأجاب هذا المرجع‎ ‎لأن بعضا من رجال ‏الدين تجرؤ على مراجعهم " وهنا ‏المشكلة أن بعض من أفراد المجتمع‎ ‎إذا ‏أختلف مع أحد رجال الدين أو مع احد ‏المتدينين يقول كل المتدينين أو كل ‏رجال‎ ‎الدين كذا وكذا وفي المقابل سقوط ‏القيمة الدينية عند الطرف الثاني فمن ‏يراجع كتاب‎ ‎جامع السعادات يجد الكثير ‏من الروايات حول هذا الموضوع ‏أصناف رجال الدين فجعلهم‎ ‎إلى ثلاث أقسام ‏منهم من طلب العلم لله ومنهم ‏من طلب العلم للجاه ومنهم من طلب‎ ‎العلم للمال ‏‎
وأيضا من يراجع كتاب الإمام الخميني الجهاد الأكبر بقول فيه من‎ ‎الغريب من ‏‏المجتمع إذا اخطأ في حقهم البقال أو المزارع قالوا اخطأ فلان ولكن إذا‎ ‎اخطأ ‏‏رجل الدين قالوا اخطأ العلماء ‏‎
وكما في كتاب الشهيد الصدر سنوات المحنة‏‎ ‎وأيام الحصار أنه جاء ‏جماعة ‏للشهيد الإمام السيد محمد باقر الصدر بشخص قد‎ ‎سرق ولكنه معمم ‏فقالوا ‏للشهيد الصدر أنضر إنه معمم وسارق قال لهم إنه سارق ولكنه‎ ‎تخفى ‏بلباس ‏الدين ‏‎
وأيضا للتنبيه على هذه المشكلة عرض في الجمهورية الإسلامية‎ ‎فلم سينمائي ‏‏بعنوان " العظاية " وهو فلم يحكي قصة لص ينتحل شخصية رجل دين ‏الملاحظ‎ ‎‏أنه من العام ما قبل الماضي لغاية هذه السنة وهو يواجه إقبالا ‏شديدا ويقال أنه ترجم في الفترة الأخيرة ‏والقصة تكاد تكون واقعية نوعا ما ‏فالبعض ينتحل شخصية المتدين من أجل الفائدة ‏‎
وهنا أتذكر مقولة نسبت للإمام الخميني (رحمة الله عليه )‏ ‏‎
‏ "إن أمة عظمت شهدائها‎ ‎ووقرت علمائها تلك أمة لا تموت "‏‎

[align=center][align=center]وأخيرا فليعذرني الجميع على التقصير‎ ‎ .‏[/align][/align]