النتائج 1 إلى 15 من 26

الموضوع: الشبيه (1-2-3)

مشاهدة المواضيع

  1. #13
    مشرفة كربلائيات ( كربلاء " الطف " ) الصورة الرمزية أميرة باحساسي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    هنــاك ...... !
    المشاركات
    6,815
    شكراً
    15
    تم شكره 36 مرة في 33 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    918

    رد: الشبيه (1-2-3)

    السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،








    الجزء السابع


    وغيب الموت ( مريومه) من عالمي .. بعد ان غيب الكثير من الأرواح ..
    والكثير من الوجوه التى قاسمتنى أرغفة الحزن .. و الفرح ذات عمر جميل..
    . ثم حولها الموت إلى ذكريات ..
    ذكريات بعضها يجف ويبهت مع الأيام وبعضها الاخر لا ينال منه النسيان أبدا !!

    وماتت مريومه ...!!
    رحلت .. غادرت حياتي إلى الأبد ... و بعض الأشياء لا نستوعبها ...
    لكننا نعيشها برغم عدم الاستيعاب ..
    مازلت أتذكر ليلة رحيلها ... صور كثيرة بقيت عالقة فى ذاكرة قلبي ...

    تجمعهم فى المستشفى ... منظر والدتها وهي تنهار باكيه مرددة بذهول ( مريوم راحت )..
    وجه أبى الممتلىء بالدموع لهول النبأ ,, فأبى لاتُبكيه توافه الامور ...
    احتضان ابى لى و كانه يخشى علي السقوط من هول النبأ ...
    صرختي التى ملأت المكان .... ذهول شقيقاتها الصغيرات ....
    بكاء أشقاءها الرجال .. جلوس والدها بأرضيه البيت واضعا يديه على رأسه من هول فجيعته ....
    تجمع نساء العائلة .. صوت البكاء ... النواح ... حرقة الفراق .... و ... صمتي

    صمتي الذى أذهل الجميع ... كنت صامته بلا بكاء ..
    كانت نظراتى فقط تتجول بينهم بذهول ... كنت أبحث عن شىء ما
    مالا يعلمه الجميع انى كنت أبحث بينهم عن مريومه
    . كنت أغمض عيني و افتحهما علنى أجدني فى سريرى ..
    فأهفو إلى هاتفي النقال لاتصل بـ ( مريومه) و أخبرها انى ليلة البارحة حلمتُ بها ميتة ..
    وبقي هذا الأمل لدي ... إلى صباح اليوم التالي حين جاءت والدتي لتخبرني ..

    انهم بعد قليل سيحملون ( مريومه) الى المقبرة لدفنها ...
    وطلبت منى الذهاب لتوديعها و إلقاء النظرة الاخيرة عليها ان أردت ذلك !!
    نظرت إلى والدتي بذهول .... أودعها ؟ النظرة الاخيرة ؟ المقبرة ؟ ستدفن ؟
    كانت والدتي تنظر إلي واضعه يدها على فمها وتبكي بحرقه .. لا أعلم لماذ شعرت لوهلة ما ..
    انها كانت تبكي علي أنا ..
    ربما لانها أدركت فى تلك اللحظة ان نيران الدنيا كلها قد اشتعلت فى قلبي ..


    و بلا شعور وجدتنى أجري إلى الخارج .. إلى حيث تجمع النسوة وأحاطوا بــ ( مريومة) ...
    مريومة النائمة بأكفانها بأمان .. اخترقت الجمع كله إلى ان وصلت إليها ..
    جلست بالقرب منها .. نظرت إليها ... كانت مغمضة العينين ...
    فى وجهها جروح كثيرة اثر الحادث الذى تعرضت إليه ...
    دققت فى وجهها كثيرا .. و كانى كنت احاول قدر استطاعتى
    ان اخزن صورتها فى وجهى للايام المقبلة ....
    فهذا الوجه سأشتاقه كثيرا ... و هذه الروح سأفتقدها كثيرا !!
    وللحظة ما تناسيت كل الاشياء حولى .. و كانهم جميعا قد غابوا ..
    و بقيت وحدى .. أنا ومريومه ... صديقة عمرى

    و وجدتنى بلا شعور أقبل جبينها وأقول لها بصوت مرتعش :
    ( مريومة.. اعلم انك الآن تسمعينى ... و انك لن تستطيعى الرد علي ..
    و ربما تبتسمين فى داخلك .. و ربما توصينى بينك وبين نفسك ان لا أحزن لرحيلك ..
    و ان لا أمنح حزن الفراق فرصة للنيل منى ...
    لكن اعلمى ان الحزن سينال منى كثيرا ..
    واعلمى ان غيابك من حياتي لن يترك للفرح فى حياتي أثر ..
    سامحينى مريم .. فقد غادرت الحياة غاضبة منى ...
    أغضبتك .. لم أكن اعلم ان الفراق كان يقف على بابك و بايى ...
    لم أشم رائحة الموت ياصديقتى .. لو شممتها لاحتضنتك جدا..
    لو شممتها لعشت الليلة الاخيرة بصحبتك ... لاستقبلت الموت معك ...
    سامحينى .... سامحيني ........ ســـامحــــ .... ســـ )


    وبقيت ارددها حتى انهرت تماما
    وهنا ... فقط بكيت . بكييييييييت كما لم أبكى فى حياتى .. و إنتزعوني من أمامها
    و .... و مضوا بها ... مضوا بها .. إلى حيث لا زيارة .... و لا عودة !!
    و انقضت أيام العزاء و انفض جمع الأهل ... و مضى كل منهم إلى حياته
    وعدت أنا إلى غرفتي مثقلة بفراق لا طاقة لى على استيعابه !!

    تركت ( مريومة) فى حياتى فراغا مخيفا ... فانطويت على نفسى ...
    و لم أعد أخرج من المنزل إلا نادرا ... و حتى فى المرات القليلة التى كنت أخرج فيها
    كنت أذهب إلي ( فريجنا القديم ) ... فهناك لى معها ذكريات كثيرة ...
    كنت أتجول بسيارتى فى طرقات ( الفريج) و استوقف قليلا
    حين أمر على بقعة أرض تقاسمت عليها اللعب مع ( مريومة) ذات طفولة ..

    فكان يخيل إلى انى ألمح فى تلك ( السكة ) طفلة بضفائر طويلة غير مرتبة ..
    تجلس فوق التراب حافية القدمين .. و تعجن بيديها الصغيرتين التراب المبلل بالماء .. و تصنع منه كرات تقذفها نحوي ... و كانت أحيانا تتذوق طعم التراب بشقاوة و براءة ..
    و ترسم بالفحم فوق الجدار وردة و غصن و وريقات صغيرة ....
    و لا تعود إلى المنزل إلا حين يأتيها صوت والدتها غاضبا مرددا:
    ( انتي ماتشبعين من اللعب بهالرمل )
    كانت تلك الطفلة تدعى ( مريومة).


    و فى كل مرة أذهب بها إلى ( فريجنا ) القديم ..
    كنت أعود إلى المنزل و قد نسيت بعضى هناك ...
    فأدخل غرفتي بعينين يفضح الاحمرار حرقة بكائهما ...
    و ارتمى فوق السرير متهالكة متضخمة بالذكرى و الحنين ..
    و ما ان أضع راسى على الوسادة حتى أسترجع ذلك المنظر الغريب
    الذى لم يغادر ذاكرتى منذ تلك الليلة التى رحلت بها ( مريومة )

    انه منظر ذلك الرجل الذى كان يقف مع اشقائها .. لكنه كان أكثرهم بكاءا ...
    كان يُسند رأسه على الجدار و يبكى كالطفل الصغير المرتعب ...
    و ربما لم ينتبه له فى جو الحزن ذلك .. سواي
    و ربما ما كان ليلفت إنتباهي لو انه كان رجلا آخر ..
    فذلك الرجل كان ....( خالد )

    خالد بن عم مريومة الذى كانت تحبه منذ صغرها ..
    لكنه لم يكن يشعر بحبها ... و لم يكن يبادلها ذلك الحب ... و تزوج بصديقتها المقربة ..
    ترى لماذ كان ( خالد ) يبكيها بهذا الالم؟
    أهو الاحساس بتأنيب الضمير لانه لم يبادلها الحب ..
    أم هى صلة القرابه التى تجمعه بها .. و حنين الدم للدم كما يقولون ؟

    و بقي هذا السؤال يحيرني إلى ان جمعتنى الصدفة بـ ( خالد )
    فى بيت مريومة عند زيارتى لوالدتها ..
    و لا أعلم كيف واتتني الجرأة لسؤاله:
    خالد ممكن أسألك سؤال .. و لك الحرية انك ما تجاوب ؟
    اكيد .. اتفضلي
    فى الليلة اللى ماتت فيها ( مريم ) الله يرحمها .. شفتك تبجي بطريقة حيرتني ..
    و مب قادرة أنسى منظرك ليلتها !

    صمت خالد طويلا ... و إمتلأت عينيه بالدموع قبل ان يقول :
    انتي صديقتها المقربه و أكيد تعرفين السالفة كلها
    أى سالفة؟
    سالفة حبي لمريم ...!!
    حبك لمريم؟ انت كنت تحب مريم؟
    هيه نعم .. كنت أحبها من صغري .. و كبرت و أنا متوهم انها تحبني ...
    لين تقدمت لها ... و رفضتنى !

    لم أستوعب ماسمعته من خالد ... يحبها ...لا تحبه ...
    تقدم لخطبتها .... رفضته .... ما هذا ؟ ماذا يحدث ؟

    الذى أعرفه انه كان حلم عمرها .. و انها ما أحبت أحدا كما أحبته !! فوجدتنى أسأله بحيرة :

    اشرح لى الموضوع ياخالد .. انا أحس فى حلقة بالموضوع مفقودة
    أنا كنت أحب مريم بصدق و طهر ... و كنت انتظر اللحظة اللى اتخرج فيها
    علشان اتقدم لخطبتها ... لانى كنت معتقد انها تحبنى ...
    كل تصرفاتها كانت تدل على هالشى .. ارتباكها .. خجلها لما تشوفنى ..
    خوفها علي لما أمرض .. بس بعد ما تخرجت لجأت إلى بنت خالها ( ميثه )
    و شرحت لها احساسى تجاه مريم و رغبتي بالارتباط بها ...
    لكن بعد أيام ردت علي ( ميثه ) و قالت لى انه مريم رفضتنى لانه بحياتها شخص ثاني ....

    فما كان أمامي علشان أنسى جرحى غير انى أرتبط بوحدة ثانيه
    تساعدنى على نسيان حلمى .. فتزوجت بنت خالها ( ميثه) ..
    لكنى ماقدرت أنسى مريم .. و عمرى ما راح أنساها ...
    و بكائى ليلتها ... كان بكاء حلم عمرى كله

    و أكمل خالد حديثه ... لكنى لم أعد أسمع شيئا ...

    كانى فقدت كل حواسى .. فقد أدركت اللعبة القذرة التى قامت بها ( ميثه )
    و التى هى الآن زوجته من أجل التفريق بينه وبين مريم ... و الاحتفاظ به لنفسها !!

    ياالله يامريومه .. ياالله ياصديقتى .. لقد سرقوا حلم عمرك على غفلة منك ...
    لقد أباحوا قبل الموت موتك .. قتلووووووووكِ
    يالله ما أحقر زمان تُسرق فيه حتى الاحلام الطاهرة !!

    لم أعلق على حديث خالد .. و لم أخبره بالحقيقة ... فلم يعد فضح الحقيقة يجدي بشىء ..
    وعدت إلى غرفتي للنوم باكرا ... فغدا .. سأعود إلى عملى بعد إنتهاء إجازتي ..
    فبعد موت مريومه أخذت اجازة طويلة .. و لم أتمكن من استكمال الدورة العملية ...
    و ضاع حمد فى زحمة أحزانى


    و بعد اسبوع من دوامى ... جاءنى احد الزملاء ليخبرنى ان أحدهم يسأل عنى بالاسم ...
    و يود مقابلتي .. و قبل ان يكمل زميلى جملته .. كان الضيف قد دخل إلى المكتب
    لقد كان ..... حمد



    وللقصة بقية .. انتظروني .



    اموووورة
    التعديل الأخير تم بواسطة أميرة باحساسي ; 04-25-2008 الساعة 10:48 PM
    لا إله إلا الله بعزتك وقدرتك
    لا إله إلا الله بحقك وحرمتك
    لا إله إلا الله فـــرج برحمتك


    سيـدي أيها العزيز
    مسّنا وأهلنا الذل
    وارتضينا الهوان
    فهب لنا من عزّتك
    وتصدّق علينا من كرامتك .








    رَبيْ هَبْ لي " صَبرآآ ../ آرتَشُفهُ آوقَآت آلـالـمـ


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. دلوعه كانت ..! لكن بدآخلها شقآوة الصبيه ..!!} pIcS مشإأركتي ..}!
    بواسطة كبرياء في المنتدى خامات إبداعي
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 11-15-2009, 05:52 PM
  2. اصابع الزبده بالشوكولاته
    بواسطة @همس المشاعر@ في المنتدى مالذ وطاب في فن الاطباق
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10-06-2008, 09:53 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •