بسمه تعالى

الأخت الكريمة/ عفاف الهدى

من المؤلم أن نرى إهمالاً وقصوراً لدى الحراك الثقافي إزاء هذا المعرض الميت ، الذي مات تحت طائلة أسباب مجهولة لحد الآن على الأقل بالنسبة لي ، وقد يحتج عليّ البعض إن الإقبال على القراءة لا زال مستمراً ولا زالت هناك معارض خجولة تقام هاهنا وهاهناك تطل على الساحة بين حين وآخر كلما أقيم محفلاً عزائياً أو مناسبة ولائية سارة ، تجد تجار الكتب وبعض الباعة الصغار الذين وجدوا في بيع الكتب حرفة ومهنة وفيرة الرزق نظراً لوجود رغبات دائمة لدى شريحة كبيرة من الشباب والشابات المثقفات ، لذلك استمر بيع الكتب ولم تنقطع ولكنني خصصت الحديث عن ( معرض الكتاب بالقطيف ) بالتحديد لأنه كان يوماً من الأيام حدثاً ثقافياً ينتظره الجميع في كل عام وقد كان بالفعل ملتقى يجمع كافة الطبقات الثقافية أضف إلى ذلك إن الحدث كان سمة بارزة تميز القطيف عن سائر المدن الأخرى مما جعلها مقصداً ثقافياً لطلاب العلم والمعرفة ، إلا أن ذلك وفجأة توقف المعرض وخبى ضوئه وانطفى بريقه وصار نسياً منسياً ، نحن بحاجة إلى المعرض كشيء يميز القطيف ليكون هدفاً لا لفئة الشباب بل أيضاً للأطفال والنشئ الصغير الذي من خلال إقامة مثل هذا المعرض نبث في عقولهم حب المعرفة والإطلاع بدلاً من أجهزة التسالي الحديثة التي احتلت مساحة كبيرة من اهتمامهم 0
شكراً لك أختي لمداخلتك الجميلة التي أثرت الموضوع ولا حرمنا الله من مداخلاتك القيمة 0

أختي الفاضلة/ للدموع إحساس
استشف من خلال سطورك المضيئة إن هناك غيرة صادقة على عقول بعض الشباب الذين خطفتهم اهتمامات أخرى غير اهتمامات القراءة وباتت القراءة هواية مقصورة على فئة محدودة العدد ، وأنا أؤيدك وأتضامن مع مشاعرك وأضم صوتي مع صوتك فالقراءة باب من أبواب المعرفة وهي الطريق إلى العلم والنور والهداية ، ولا أقلل من باقي المناهل الأخرى التي تعتبر جسراً ثقافياً ورافد آخر من روافد الوعي ، ولكن تظل القراءة من خلال استعراض الكتب والاقبال عليها طريقة أكثر تميّزاً وأكثر سهولاً من غيرها 0
ربما للتقنيات الأخرى والوسائل الإعلامية التي اقتحمت الساحة الاجتماعية قتلت الرغبة في نفوس الشباب وجعلتهم في وادي آخر بعيدون كل البعد عن شيء إسمه القراءة وربما هؤلاء الشريحة الكبيرة فضّلوا القراءة المرئية عن قراءة أي كتاب قد يكلف شرائه ثمناً غالياً فصار من غير المهم البحث عن كتاب نقرأه ثم نضمه مع بقية الكتب في الرف ، وهذا خطأ شنيع وفادح في حق الكتاب لأن الكتاب يظل رغم ما قيل عنه مرجع مهم وثروة نفيسة تدوم على مدى الأزمان ويعتبر إرثاً ثقافياً للأجيال القادمة فلا يقتصر دوره وأهميته على زمن بعينه فقط بل يبقى كما أسلفت إرثاً يتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل 0
تحياتي لك أختي وقد سعدت بتواجدك النيّر 0

بقلم/ يوم سعيد