بسمه تعالى
أحياناً يكون المتسول الحقيقي الذي سدّت بوجهه كل أبواب الرزق إلا باب الله طبعاً لا خلاف على ذلك ، ويبقى موضوع التسول شيئاً مكروهاً لا يستسيغه البعض لإن الغني عن حاجة الناس ليس في الوضع النفسي الذي يعيشه المحتاج نفسه !! لذلك يبقى المحتاج هو الوحيد من بين الناس من يطرق الجوع والحاجة بابه فيفتحه بيد قدام واليد الأخرى وراء كما نقولها بلهجتنا الدارجة !! أنا لا أريد أن أقف بوجه الطرارين كما يسميهم البعض أو المتسولين كما تصفهم اللغة العربية ولكن هناك فقراء ومحتاجين ويتسولون مكرهين على استخدام هذه الوسيلة الكريهة وهم يعلمون إن السؤال لغير الله مذلة ولكن غياب بعض الباحثين الاجتماعيين عنهم يدفعهم الأمر إلى اللجوء إلى هذا الباب المفتوح والدخول منه سعياً وراء كسب حفنة من المال ، وأعتقد إن هناك بالفعل فقراء يصدق عليهم كلمة الفقر بما فيها من معاني القسوة والمذلة ولكنهم يضيعون وسط الزحام ، تجهلهم من بين هؤلاء المتسكعون والمتاجرين بهذه الهواية الرخيصة لذلك يضطر بعض الفقراء أن يندسوا من بين هؤلاء المخادعين والمحتالين فليس هناك مكان مخصص للمتسولين الصادقين ومكان آخر مخصص للمتسولين المتلاعبين !! فالسوق تجمع خليط منوّع من المتسولين فلا أعتقد إن كل المتسولين هم من ذوي الصدق والأمانة لأن هناك فئة قليلة جداً وجدوا أنفسهم مرغمين وبسبب ظروف حياتهم البائسة كان لهم موعد مع رصيف التسول وأمام إشارات المرور وعلى نواصي المساجد والحسينيات !!
نبعث رسالة للمهتمين والمختصين من الأيادي البيضاء وفي مراكز الخدمة الاجتماعية بضرورة التوجه والبحث والتحري عن المحتاجين والفقراء الذين غابت عنهم العيون الرحيمة وأن ينتشلوا من فقرهم المدقع قبل أن ينجرفوا خلف هذه الظاهرة 0
الحديث يطول ويتشعب حول هذا الموضوع وربما له أبعاد قد نتطرق إليها في الزيارات القادمة ، كما لا أنسى قبل الختام أن أشكر الأخ العزيز/ 1 فاضي على تقديمه لهذا الموضوع المهم ومنحه بعض الاهتمام 0
بقلم/ يوم سعيد





رد مع اقتباس
المفضلات