أذكر يومَ سافرنا إلى الكويت قبل ثلاثةِ أشهر .. قصدنا حديقة الحيوان صباحاً , و قد اجتمع هناكَ أطفالُ إحدى الروضات،
جلسنا أنا و أختي و ابنةَ عمي منتظرين وصول القطار ليقلنا حول أرجاءِ الحديقة بكاملها ..
الأمر الملفت هناك ..
هوَ طفلٌ صغير يلاحق طفلةً بعمرهـ ، كانَ يداعبها و تشتكي عليهِ عندَ الأستاذ ، ثم يعود يتصدى طريقها فتُدبر ، و عندما طالَ بنا العناء و نحن بانتظار القطار أصبحت تتأفف بشكل ملحوظ ، فوضعَ يدهـُ على كتفها يلاطفها ، و يهدأ من روعها , فما كانَ منها إلا أنها ألقتْ بيده ..


انفجرتُ ضحكاً بوجههـِ بلا قصد .. فأشعرني حينها بأنهـُ حقاً يودُ قتلي ,
و ظلَ يمقتني بنظرةِ ازدراء حتى و نحن على متنِ الحافلهـ ، حتى أدبرتُ و أدبر .