بسمه تعالى

أشكر لك متابعتك وتشجيعك المستمر ومداخلاتك القيمة ، ولا بأس بالتعليق قليلاً على مشاركتك لأضفي إثراءاً يفتح الموضوع على مصراعيه فالحرية التي يأملها المجتمع السعودي كانت محظورة ومصادرة ولم يكتب لها يوماً الحياة فلقد كانت مكبلة ومقيدة نزولاً عند رغبة بعض القائمين على إدارة البلاد حتى لا يستطيع المواطن التعبير عن حاجاته ومشكله وهمومه اليومية وقد وفّرت الحكومة بعض التسالي والسياسة التهويشية ليفرح المواطن بتلك الملاهي العقلية فينسى ما يهمّه من حاجيات تعتبر هي الأهم فوق أي مهم ، وتأتي حرية التعبير عن الرأي واحدة من الأشياء التي لا ينبغي للمواطن الإفشاء بها ولا يكون همّه الأوحد سوى البحث عن لقمة العيش وتأمين مستقبله الوظيفي وقد نجحت هذه السياسة إلى حد ما إلا أن الانفتاح الفكري والوعي والاستبصار بأهمية أن تكون أو لاتكون قد حرض في عقل المواطن العودي الضرب بيد من حديد والتفكير بصوت عالي بحثاً عن تحقيق مطالبه ونواقصه وحقوقه 0
المشكلة الرئيسية تكمن في الخطط التي يتبناها دعاة الدين لفرض حالة من الخلاف والتمزيق بين الطائفتين والعمل على إخفاء المعلومات والحقائق والأفكار المهمة والتعتيم عليها ومحاولة خلق نوع من الضبابية حتى لا يتضح المكشوف ويبدأ المواطن بالتساؤل والتقرب إلى ملامسة الحقيقة والتعرف بها عن قرب وهذا ما يحاوله المسؤولين من تطبيقه في واحد من إحدى المعارض الدولية للكتاب الذي يجده البعض متنفساً ونافذة للإطلال من خلاله وفرصة للتعرف على ثقافات الآخرين والتقرب منهم ومحاولة تذليل وتضييق المسافة بين كافة الحضارات والثقافات والطوائف والمذاهب الفكرية والدينية 0
في ظل هذه الرغبة التي تتملك بعض المفكرين وبعض الباحثين عن الحقيقة تسعى بعض الأيدي الملوثة من إفساد وقطع الطريق على أي محاولة والإبقاء على الوضع ميتاً ومشلولاً حتى لا تحدث صحوة فكرية قد تحطم كل المخططات والخطط المعمولة 0
شكراً لك أختي الكريمة وبالتوفيق لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات 0
فيما يخص الموضوع وكيف كان يجول بخاطر الأخت المتداخلة في حين أتيت أنا لأقطع عليها حبل أفكارها فلربما حدث ذلك بمحض الصدفة وتحدث كثيراً مع العديد من الأفكار وقد يشخّصها البعض بتوارد الخواطر والأفكار وأتمنى إنني لم أفسد عليك تخطيطك وتمنياتي أن لا يحدث مثل هذا التوارد مرة أخرى حتى أتيح لكم فرصة الكتابة والتشرف بقراءة ما تخطه أقلامكم 0
أما عن حالة التخلف والتعنت الذي يبديه أصحاب الدين والعلماء في المملكة السعودية فهذه حالة متفشية في العديد من البلدان العربية بما فيهم دول الخليج الذي تفاجئت حقيقة منذ أسابيع مضت وبالتحديد في شهر محرم احتجاج بعض التيارات الدينية في دولة الكويت ضد الشيخ عبد الحميد المهاجري وأيضاً هناك شيخ آخر لا يحضرني إسمه واتهامهما بأنهم يقومان بتحريض وتأجيج الموقف الطائفي والتطرق إلى بعض القضايا الدينية التي من شأنها إشعال الموقف المذهبي وكأن هذا التيار الديني بتصرفه هذا يريد إقصاء الشيخين من دولة الكويت وقلب الرأي العام ضدهما ولكن هناك من المسؤولين من تصدوا إلى هذا الاحتجاج ووقفوا مدافعين عن الشيخين الفاضلين 0

تحياتي
بقلم/ يوم سعيد