كلام ممنوع من النشر ..!!
الكلام الممنوع هو المرغوب أحياناً وهو الذي يكون هدفاً تلاحقه قريحة الانسان فيصبح محل إلحاح الباحث والسائل والمتسائل والذي يلقى رواجاً وسوقاً لدى عامة الناس !!
وربما الإقبال المكثف على قراءة ما هو ممنوع هذه الأيام دلالة على غريزة الفضول التي تستهوي الانسان لتناول كل ما هو ممنوع من اللمس والشم والنظر والسمع والتذوق ،
ومع أن هناك خطوطاً حمراء عريضة السماكة يضعها المسؤولين لفرض حالة من الرقابة الصارمة والحظر الشديد في عدم تخطي هذه الحواجز إلا أن الرغبة العارمة
التي تداعب فضول الإنسان هي التي تملك عصا التفوق والمبادرة بعض الأحيان فيقفز الآخرين على سياج الحاجز ليتم تلاقح الرغبة مع المادة الشهية الممنوعة سلفاً من واقعة التحرش ..!!
عفواً فهل ذكرت مفردة إسمها التحرش ..!! نعم قلت ذلك ولا تنكر فالبصمات تؤكد تحرشك بهذه المفردة ..!! يا لحساسية استخدام هذه المفردة وغيرها من المفردات والمصطلحات الرنّانة فلقد أصبح من الريبة والحرج أن تضطر إلى تناول شيئاً ممنوعاً دون أن تكون وسيلتك مبررة للغاية المطلوبة ، فالتحرش بالممنوعات من قريب كان أو
من بعيد لا تعفيك من المساءلة ، ولكنكم أخوتي وأحبتي في الله تتفقون معي على ما أظن إن استخدام الممنوع بطريقة عقلائية وإيجابية تساهم في تخفيف حدة
خطر العواقب والنتائج المرتبة ، فالسكين مثلاً أو حتى تربية الدواب المتوحشة أو الأفاعي السامة الخطيرة بطريقة جيدة تخدم حاجة الانسان فلا بأس بها ، وكذلك
أيضاً لا أرى ضيراً من تعاطي الأخبار النووية والإقبال على الثقافة الممنوعة أو التعرف على ما هو محظور بقليل من الحيطة إن كان الغاية بريئة وبيضاء ، فليس
من المعقول أن نفرض جداراً إسمنتياً على الذائقة العامة يجبرك الابتعاد عن كل ما هو ممنوع ما لم يكن هناك ضرراً عكسياً !!
كانوا آبائنا وأمهاتنا قديماً يحرمون علينا ونحن صغار السن التطرق إلى السياسة والحديث عن شؤون البنات وإثارة قضايا العقائد المذهبية مع من يخالفنا وأن لا نسأل
عن الأعضاء التناسلية وأن نخجل على وجوهنا ونضع سدادة على فوهة هذا الفم الكبير الذي لا يكل عن طرح الأسئلة المباحة واللا مباحة المقبولة واللامقبولة !
وطوال هذه السنين ونحن نقبع في قعر الجهل بالأشياء وملعون أبو اللي يطرح سؤال حول الممنوعات وخذ غفوة طويلة وابعد عن الشر وغنّي له !! فيما إن مثل
هذه المسكنات والتحاليل المخدرة لم تعد تجدي ففي الإنسان رغبة قوية في نفض الغبار عن أي شيء يتخفى عن ذائقته الفضولية ودائماً ما ينهمر لعاب الإنسان
مع رائحة العناصر المجهولة فالشكوك والظنون طبيعة مغروسة في حقيبة الانسان العضوية ودائماً ما يفرز العقل أنسولين التحري والملاحقة لكشف المستور
والتعرف على المخطور !!
في معرض الكتاب الدولي الذي أقيم خلال الأسبوع الماضي بمدينة الرياض انتشر السؤال حول معرفة الكتب الممنوعة فتفرغ الزوّار ومدمني القراءة إلى البحث
عن الإصدارات الممنوعة وأخذوا يطرقون باب السؤال بحثاً عن الأجنبي المغمور أو المطموس قهراً أو المغيّب عنوة عن حاجة الباحثين ومحبي الاستطلاع والملاقيف
أحياناً إذا صدقت العبارة !! وكأن هناك دواء نادر لعلاج مستعصي لا يتوفر في الأسواق المحلية ولا يمكن الحصول إلا عبر الطرق الملتوية والغير رسمية
التي تحاسب عليها الحكومة وفجأة علموا إن هذا الممنوع من التداول قد وفّرته بعض الجهات بطريقتها الخاصة وصار من المهم العثور عليه بطريقة أو بأخرى
بغض النظر عن فداحة ما يجنيه الباحث عن الممنوع 0
يبقى هناك محطة جمركية يجب التوقف عندها وهي إن ليس كل ممنوع ممنوع وإن خالفني بعضكم في الرأي فأنا مع شديد التقبل أعرف إن هناك ما هو ممنوع يجب
التعرف عليه عن قرب بمحاذير وبشيء من الترقب والحيطة خوفاً من أن يوقعك هذا الممنوع في غياهب الذل والانهيار !!
مجرد رأي لا أكثر مع رغبة قوية في تقبل النقد والتوجيه ،،،،
بقلم / يوم سعيد
المفضلات