[align=center]‏((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))‏
‏ قال تعالى‏‎: ‎
‏((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ‏‏))‏‎
[/align]

[align=center]الأخلاق هو جمع خلق وهو صفة‎ ‎راسخة في النفس تدعوها إلى فعل الخير ‏والعدل والكرم وبهذه الصفة يمتاز الإنسان عن‎ ‎سائر المخلوقات إذ أن ما ‏سوى الإنسان لا يدرك قيمة هذه الصفة وهي من صفات الكمال‎ ‎والكمال ‏طريق يوصل الإنسان إلى الله والأخلاق واحد من الصفات الموصلة للكمال ‏وكما‎ ‎قال رسول الله صلى الله عليه وأله(عليكم بمكارم الأخلاق فإن الله عز ‏وجل بعثني بها‎ ( ‎وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الأخلاق الكريمة ‏هي الهدف الأسمى لبعث‎ ‎الأنبياء وإذا كانت مكارم الأخلاق هدف الأنبياء ‏فمعنى ذلك أن تكامل الإنسان هو‎ ‎الهدف الأسمى من خلقه ولا يكون إلا ‏بواسطة التحلي بهذه الأخلاق والإسلام كباقي‎ ‎الأديان السماوية هدفه أن يبني ‏الإنسان من جميع النواحي فشرع لذلك أحكام ووضع‎ ‎قوانين ويقول العلماء ‏حتى يصل الإنسان إلى الكمال عليه إتباع عدة أمور منها‎: [/align]
الأول:‏‎ ‎التخلي وهو عبارة عن ترك الخاطئ جميع ما علق فيه من خبائث ‏الطباع ورذائل الأخلاق‎ ‎وذلك ضمن عملية ترويض النفس وتطهيرها من ‏الذنوب وإبعادها عن ملذات الدنيا غير‎ ‎المشرعة وكما قال أمير المؤمنين(النفس ‏كالطفل إن عودته على حب الرضاع شاب عليه‎ ) ‎فلهذا نجد أن الأئمة عليهم ‏السلام يختارون لأنفسهم أشق العبادات‎ .
الثاني:‏‎ ‎التحلي وهو‎ ‎عبارة عن إعادة بناء النفس من جديد على ضوء ما جاء ‏الرسل والأئمة وعملية تهذيب‏‎ ‎النفس عملية صعبة في حد ذاتها لأنها تتطلب ‏بذل الكثير من الجهد لمخالفة الرغبات‎ ‎والشهوات وكما قال الرسول صلى الله ‏عليه واله حينما خاطب جماعة من أصحابه كانوا في‎ ‎سرية وعادوا منتصرين ‏فقال لهم رسول الله (مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم‎ ‎الجهاد ‏الأكبر ) فقيل يا رسول الله وما الجهاد الأكبر قال جهاد النفس‎ .
وحقيقة‎ ‎الإنسان تتألف من جسد و روح وهذه الروح هي جوهر لطيف ‏مجرد عن المادة وهذه الروح‎ ‎تسمى بالنفس أو بالقلب أو العقل وسميت ‏بالروح للآية الكريمة ((فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ‏سَاجِدِينَ)) ‏
وللنفس أربع قوى‎:
الأولى: القوة العاقلة وهي قوة ملائكية تأخذ بيد الإنسان‏‎ ‎للصعود والترقي ‏للكمال وكما قال الرسول[ص] العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به‎ ‎الجنان‎

الثانية: القوة الواهمة والمتخيلة وهي قوة شيطانية تصور للإنسان الأشياء‎. ‎وتزين له المعاصي‎ .
الثالثة:القوة السباعية وهي قوة الغضب في الإنسان الداعية‎ ‎للانتقام‎.
الرابعة: القوة البهيمية وهي قوة الشهوة إلى المأكول والمشروب‏‎ ‎والتناسل وما ‏إلى ذلك‎ .
[align=center]وأما مراتب النفس فمنها‎ [/align]:

الأولى : النفس الملهمة وهي‎ ‎كل نفس قبل أن تظهر فيها إحدى القوتين ‏العاقلة أو القوة الشيطانية فهي بحد ذاتها‎ ‎مؤهلة لأن تسير في طريق الخير ‏أوطر يق الشر كما قال تعالى ((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ‏‏ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)) ‏‎
الثانية: النفس الأمارة إن هذه النفس عندما تتفاعل فيها هذه‎ ‎القوى فقد ‏تظهر فيها قوة الوهم الشيطانية فتصبح نفسا أمارة بالسوء وهي أسوأ مراتب‎ ‎النفس وكما قال تعالى (( إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ))‏‎
الثالثة: النفس‎ ‎اللوامة وعندما تظهر فيها القوة العاقلة التي تدعو إلى الخير ‏والتوبة والعمل الصالح‎ ‎فإذا خالفها العبد وفعل السوء فإنها تلومه وكما قال ‏تعالى ((لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَة ِولا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) ‏‎
الرابعة : النفس المطمئنة فإذا أطاع العبد ربه وأبتعد‎ ‎عن الشيطان فأنه يصل ‏إلى أعلى المراتب ويكون كما قال الله ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى ‏رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً)) ‏‏ وأيضا كما في‏‎ ‎الرواية(لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى يكون عيني ‏التي يرى بها ولساني الذي‎ ‎ينطق به‎((

[align=center]وفي الختام أسأل الله لنا ولكم الخير والتوفيق[/align]