موضوع جدا حساس بالنسبة للبعض (الثقافة الجنسية)

[يوم سعيد]

بسمه تعالى

لإن الموضوع غاية في الأهمية وعلينا أن نعزز هذا النوع من الثقافة في حياتنا كلا حسب فئته العمرية وعبر آليات مأمونة الإستخدام ، وقد عدت لا حبًّا في إثارة الرغبات الدفينة وتفتيح قنوات المعرفة عليها على مصراعيها إنما كما أشرت لأهمية هذه المعرفة على صعيد حياتنا ، لذا يجب أن نوجه أنظارنا إلى بعض المفاهيم الضرورية في هذا المجال الجنسي وأن نزيل تلك الضبابية عن هذه الثقافة 0
وبطبيعة الحال أرى إن الإنسان يرى بعينه بعض المصطلحات والمفردات الجنسية سواء عن طريق الحركة أو بأي شيء آخر فيتولد في نفسه حب التقرب إلى هذه الأشياء إمّا بالسؤال بينه وبين نفسه أو عن طريق الاجتهادات الفردية للوصول إلى حل هذا اللغز الجنسي 00 لذلك تختلف أدوات التثقيف وطرق التلقين باختلاف الحالة التي أمامنا وقد توفّر علينا بعض الحالات جهد التعليم الجنسي فبيئاتنا زاخرة بالقنوات المعرفية التي تصب اهتمامها بتنوير الفكر البشري بهذه الثقافات فالإعلام وعبر كل وسائله يجهّز لك طبقاً لذيذاً من هذه الثقافة الجنسية ويجعلك تلتهم كل الأفكار الجنسية بإراداتك طوعاً أو كرهاً ، كما أنه غاب عن بالنا شيء ضروري وهو إن الإنسان وعن طريق الفطرة يميل دائماً إلى اكتشاف المجهول وخصوصاً إزاء نقيضه ، فالشاب أو الشاب على حد سواء تحاول التسلل إلى عالم الطرف الآخر والتعرف على موجوداته ووظائفه والغاية منها وكيفية تحقيق الاستقرار عبر استخدام الطرف الآخر بطريقة مقننة وبعض العيوب والمميزات وأشياء أخرى لا أود التطرق إليها فليس كل ما يعرف يقال 0
باختصار ولا أريد أن أطيل لفتني كلام قيل على لسان الأخت الكريمة/ نوارة الدنيا حين ضربت لنا مثالاً عن تحضير وجبة البيتزا في إحدى الدول الفقيرة التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة المزدهرة وتشرح لهم نظرياً وعملياً كيفية تحضير هذه الأكلة الشهية فما هي النتيجة ؟ طبعاً لعاب ينهمر على شفاه سوداء تتدلت من أثر الجوع المضني ثم ثورة عارمة تنتفض بداخل معدتهم المسعورة ثم انقضاض متوحش يفترس الطابخ والمطبوخ !! والنتيجة قتال على لقمة العيش وانحراف عن آدمية الإنسان فتلغى القوانين البشرية وتنكس راية التعاليم التشريعية !! الفكرة التي خافت الأخت المذكورة من تطبيقها بالطريقة التي قرأناها تجعلنا نخشى على أنفسنا من خوض التجربة التثقيفية وقد تتيح لي الفرصة الأخت بمثالها أن أقابلها بمثال آخر يحيل مثالها إلى التراجع وهو إننا نلغي شيء إسمه المطالعة المرئية والمقروءة والتسوق وربما أصل معك أختي إلى دراسة الطب والتشريح فهناك - بالمناسبة وقد تذكرت شيئاً - تذكرت موقفاً طريفاً لأحد الطلبة اللذين تفوقوا على حياءهم ودرسوا الطب البشري ومرّوا بظروف حرجة أخجل عن ذكرها لكم ولكن بقليل من الحياء أنبش بعض المخبوء فهذا الطالب مشهود له بالاجتهاد والنبوغ وقد شاء له أن يدخل هذه الكلية ولكنه ومنذ أول سنتين رفض الاستمرار بحجة أنه اطلع على بعض جثث النساء والرجال وهم كما خلقهم ربي وكذلك اضطرته الدراسة بالطب أن يحتك مع طالبات الطب وهو الذي عاش طوال شبابه معزولاً حتى عن أخواته منذ أن بدأ فكره يميّز ويدرك المحسوسات من حوله فقاموا والديه بفصله عن أخته ، ثم لا يلبث أن يرى نفسه أمام بعض الفتيات المؤدبات الرقيقات الناعمات وعطرهن يفتن أنف المخنوق والمضيّق عليه لا شك أحدث له هذا الجو هزّة نفسية وعاطفية لكنه كان عاقلاً وقد حظي على شهادة تربوية أخلاقية من قبل والديه جعلته يقاوم وينتصر على رغباته الجنسية وأفكاره المتوترة !! عاد ثم أكمل دراسته وتخرج ثم عيّن وعاصر مملكة الإناث في حقل عمله ويتعامل معه كأخ ويعدّهم كأخواته صارفاً النظر عن أي أشياء أخرى توقع به في المحظور ..!!
تنويه : يجب أن نعلم إن علاقتنا بالمرأة ليست جنس فقط بل هناك عقلاً يجمعنا بعقلها وأنها إنسان كما نحن كذلك وأننا يجب أن نتعلم إن الثقافة الجنسية تعني إننا لا نخاف الطرف الآخر ولا نتعامل معه بوحشية وأن ننجح معه في علاقة راقية مثالية رفيعة الخلق بعيداً عن أي ثقافة أخرى تحيلنا إلى الحيوانية !!
إن الثقافة الجنسية ما وضعت إلا من أجل تذويب المفارقات والمتباينات بين الجنسين ورغبة في تحقيق طرق مفتوحة تؤدي إلى الإستقرار وتعليمها بطريقة مثالية وإيجابية هي مفاتيح النجاح والنجاة ، فالكثير من الإنحرافات أتت وجاءت من خلال الثقافة الجنسية الخاطئة ، فلا أعتقد إن الإنسان لهذه الدرجة حيوان سائب حتى يقع فريسة لأفكاره الجنسية بمجرد أن يتعرف على أية معلومة جنسية ، الإنسان العاقل خصيم نفسه ولا يخشى الله إلا من عباده العلماء ، فكلما تعلم الإنسان شيئاً وقى وصان نفسه من أعداءه المتمثلين بأي قناع آخر ..!!
عذراً على الإطالة ،،، ربما يجذبني التيار إلى حيث العودة مرة أخرى .....
تحياتي
بقلم/ يوم سعيد