نوارة الدنيا
تقديري لكم
شكرا لطرحكم الموضوع
إسمحو لي متكرمين أن أعقب على ما تفضلتم،
فيما سأذكر، سأتناول الأسباب كما أراها كرؤوس أقلام، ولن أتطرق إلى الحلول أو دور أولياء الأمور،
لأنه، وفي إعتقادي، يحتاج منا ذلك إلى مجلدات من النقاش،
كما أن معرفة السبب، كفيل بالوصول إلى حل:
كيف تحولنا من قطيف آمنة الى منطقة مليئة بالجرائم
1- غياب الوازع الديني ( لا جديد في ذلك.. كما أن القنوات الإسلامية الموالية إنتشرت، فكيف يكون ذلك)؟
نعم، رغم إنتشار القنوات الولائية، وطرق الحصول على المعلومة وبالتالي الهداية أصبح أسهل بكثير، ولكن في مقابل هذا الإنتشار، إنتشر الإعلام المضاد، من فسوق وفجور، و أصبح الحصول عليه أيضاً أسهل، وهذا النوع من الإعلام، قد يستقطب الشباب أكثر من غيره، لأنه مزَّين بعنايه، وقد زين الشيطان لهم ذلك. ( في السابق، من كان يملك مجرد شريط فيديو جنسي، يستطيع من خلاله إمتلاك قاعدة جماهريه بين أوساط الداشرين، أما الآن فلا، لأنه أصبح لاشئ مقارنةً باليوم). و المفسده تجر المفسدة.
2- الأعلام ( لا أقصد بذلك مما تم ذكره سابقا – بل نشر الغسيل)
سيقول قائل، إن الوضع الأمني كما هو سابقا، ولكن الفرق أن الأعلام في السابق ليس كما هو الآن، فبضغطة زر، أعلم ما حدث في المنطقه، من جرائم وبلاوي. هذا رأي، رغم كونه غير صحيح، ولكن ما أذكره في هذه النقطه لا يرتكز على هذا الشئ، وسيرد عليه بالنقاط الآتيه لاحقا. فما درو الإعلام هنا؟ الإعلام قد جرّأ بعضنا، لدرجة أن الكبائر أصبحت صغائر، لأن الأذن إعتادت سماع نثل تلك الأمور ( مثال للربط بالمنطق: لو قلنا أن أحدهم إسمه ( تهجُّـد)، فالبعض سيجده إسم غريب ونادر، ولكنه ليس كذلك، لمن يدرس و معه في الفصل من يحمل هذا الإسم، بالإضافة إلى كون إبن عمه و أحد أبناء الجيران يحمل هذا الأسم أيضا). فبالتالي، أصبح القتل والسرقة والإغتصاب، مما إعتاد المجتمع على تداوله.
3- الأمن من العقاب ( بغض النظر عن الحكم الشرعي- أهو صح أم خطأ)
عامل جدا مهم، لن أتطرق إلى أسبابه، ولكن، لو أن من سرق قطعت يده، لما سرق أحد، و لو أن من سعى بالأرض فسادا قُطع من خلاف أو صُلِّب، لأتقى الجميع وخاف. وكيف يخاف أحدهم إن علم أن الإغتصاب لواطا مرده سنتين ونصف سجنا، علما بأن السجن هنا ليس إصلاح و تهذيب، بل إحتراف للجريمة، وتكوين شبكة أوسع. ( نكتة شرعية: لا يطبق الحد في جميع حالات السرقة، خاصة من سرق من أجل القوت، أو من سرق فى ظل الجور، ففي هذا كلام و أقوال عده، ويرضخ تحت التمييز، و لكن ماذكر كان بشكل عام)
4- الطبقيِّة الإجتماعية ( الإختلاف القبلي والمذهبي - الفئة المنبوذه)
قد يلاحظ المرء، أن أغلب مرتكبي الجرائم هم من الفاشلون دراسياً. التحصيل العلمي لا يعني لي أي شئ، فلا يُطلب من الجميع إحتراف الطب أو الهندسه. ولكن بيت القصيد هنا، أين عساه أن يذهب بعد أن فشل في الدراسة ( بغض النظر عن الأسباب - تعود له أو لغيره). هل سيحتظن المجتمع مثل هؤلاء، هل سيتبنى المجتمع أو الدولة من هو ذو تحصيل لا يتعدى المتوسطة مثلا، هل هناك برنامج خاص لإحتوائهم ويضمن لهم العيش الكريم، ليس مجرد عامل في مؤسسه، براتب لا يتعدى الألف و خمس وبنفس الوقت مطلوب منه ثلاثميه حق إستمارة السياره. (فما علاقة هذا بالطبقية؟)
نقطة جدا مهمه: لو كان كل من لم يستطيع الدراسة وجد ملاذ للعيش الكريم بما يتماشى مع مستواه، لما إشترى أحد دباب وداور فيه، وخير مسلك لذلك هو الشرطة و الجيش. فتخيل لو أن المنطقه كان عساكرها منها، ولو أن الجيش إستقطب هؤلاء، فهو خير مكان بالنسبة لهم، فهم يملكون الشباب و الجرأة و الإقدام، والخبث والدهاء أيضاً، فسيكون رجل أمن مثالي، وسيعول نفسه لدرجة ما. ( سيقول قائل: باب المجال مفتوح، قدم و شوف، هذا كلام مردود عليه، ولو قدم شهر إلا هو طفشان، إذا كان الضابط من قبيلة مختلفه و هو يطفش اللي زيه، فما بالكم بواحد حضري و مذهب غير). كما أدى هذا الشىء لتغييب الهويه، وبالتالي دخول البعض في دوامة التيه، وعدم معرفة الهدف.
5- المخدرات (كيبتاجون و الحشيش)
لا أقصد بذلك ما يصوره الإعلام المرئي وبشكل سخيف، إن اللي يتعاطي حول عيونه دائره بنيه و يحك دائما برقبته. إستفحل إنتشار الكيبتاجون ( حبوب الدف- القرض- لبيض- أبو ملف..) بشكل فاحش و مروع، بالإضافة إلى الحشيشه. لست هنا أدعو للإقلاع عنه فهذا ليس هو الموضوع، ولكن مشكلة هذا الشئ أنه في المتناول من ناحية الإقتناء و من ناحية السعر، فما قيمته تلفزيون مسروق، سيكفي المتعاطي لمدة إسبوع على الأقل. بالإضافة أن مثل هذه الأشياء، تدخل متعاطيها في دوامة الجرأة و الشبهه أيضاً.
6- رقمنة الرزق ( لا قيمة حقيقية للمال أو الكدح)
أصبح الرزق رقم أكثر من كونه ملح الرجل و مسلك الحياة. المال عبارة عن رقم في الرصيد، يرتفع و ينزل بناء على حظوظ الشخص و مكانته، و خير مثال على ذلك الأسهم. يولد حرقة في النفس، إن كنت ممن يكدح طوال يومه تحت إذلال أرباب العمل لتحظى بالقليل، بينما أن هناك من هم غيرك، قد تاجرو بالشئ المبهم، مجرد أسم، و ربحو ما تجنيه أو حتى ما تطمح به خلال ساعات. بالإضافة إلى الفساد الإداري و المالي، فبمجرد كون أحدهم يحمل ذلك الأسم، سيحمل ذلك الرقم من المال. ( للمعلومية: في دراسة أجراها باحثون، أن من أهم أسباب عدم الولاء في العمل هو طريقة إعطاء الإستحقاق، بمعني، أن إعطاء مبلغ كاش ملموس كراتب يومي، يدفع العامل للولاء والإخلاص أكثر بكثير إن كان الإستحقاق بشكل شهري، وخاصة إن كان بصيغة رقم في الحساب)
7- أكل الحرام ( غير المذكّى بالطريقة الشرعية)
لست هنا أتكلم من منبر الشريعة و الوعظ، ولكن للمعلومية، فإن من أهم أسباب بركة الرزق هو أكل الحلال، فكثير ما نسمع: ياخي راتبي عشره ولا هو كافي، ما أدري وين تروح لفلوس. ( ولكن من منا يأكل الحرام أو يرضى به؟) أغلبنا يأكله، في السابق، قد يصعب عليك أن تجد ماهو حرام لتأكله، أما الآن فإن العكس أصح. أستطيع أن أقول لكم، أن أكثر من 95% من المطاعم، إن لم يكن ما تقدمه من لحوم غير مذكّاه شرعا، فقد إختلط الحرام بالحلال فيما تقدم للزبائن. والكل منا يأكل ولا يسأل، فأنت في بلد مسلم ( نكتة شرعية: لا يجب عليك السؤال إن كنت في بلد مسلم، ولكن إن طغى ماهو من صنع الكفار على ما تصنع، فيجب عليك السؤال).
8- أرامكو (الطفرة الإقتصادية)
رغم الدور الكبير للطفرة الإقتصادية في النهوض بإبناء البلد إقتصاديا، إلا أن لذلك نصيب مما ألمّ بالمجتمع اليوم من إنحطاط أخلاقي و إجتماعي و أمني. فأرامكو، قد غيرت ملامح الحياة للمجتمع، و بالتالي، عظيم الفجوة الإقتصادية تولدت بين فئة الموظفين وغيرهم. فتخيل ما يلي: أخوين تخرجا كمدسين إنجليزي تلك الإيام، واحد منهم توظف في أرامكو والثاني في الحكومة، وإلمس الفرق، موظف أرامكو صار عنده بيت و أولاده رغدو في كنفه، و موظف الحكومة لازال يستنى الـ 150 ألف حق البنك العقاري!! و تستطيع أن تقارن ما هو أبسط من ذلك، سائق فوركلفت مثلا في أرامكو، بنا له بيت محترم، بينما سائق فور كلفت في شركة خاصة، يناظل عشان يقنعهم بالرعاية الصحيه عشان زوجته (لا ألوم أرامكو، ولا أطلب من الغير أن يكونو زيها، فهذا مو ضوع ثاني)
قد يكون كل ما ذكرت، تختلف فعاليته و تأثيره،
والترتيب لم يكن بناءا على الأهمية و الفعاليه
و لكن في النهاية، الناتج هو عبارة عن محصلة، لكل ما تم ذكره
وهذا رأيي، لا أكثر و لا أقل، و لا يطلب أن يعد
طولت طولت طولت
تفلسفت، ولدمي قد فقّلت
فأسمحو لي
مع فائق إحترامي لمن خالفت
لا عدمناكم
المفضلات