التتمة .



ومن الأحداث البارزة التي لا يمكن غض النظر عنها قبل أن تغيب أنوار النبوة .. حدث إمامة المسلمين بالصلاة عندما أخذ الإعياء وألم السم من رسول الله كل مأخذ .. وعندما كان أمير المؤمنين سلام الله عليه ملازمه في علته صلى الله عليه وآله.. فأختلف القوم في أمر إمامة المسلمين للصلاة .. فخرج الأول بأمر من ابنته لإمامة المسلمين بالصلاة ولكن .. ماذا عمل رسول الله صلى الله عليه وآله منذ أن سمع الأول يكبر تكبيرة الإحرام ؟.. وعلى رواية .. ماذا صنع رسول الله صلى الله عليه وآله عندما علم من بلال بأن الأول يريد أن يأُمْ المسلمين للصلاة وهو صلى الله عليه وآله بتلك الحالة التي لا يستطيع فيها أن ينهض بجسمه المبارك ويقف على رجليه? ..

لنقرأ ونتأمل ..

يروى .. كان بلال مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يؤذن بالصلاة في كل وقت صلاة فإن قدر صلى الله عليه وآله على الخروج تحامل وخرج وصلى بالناس وإن هو لم يقدر على الخروج أمر علي بن أبي طالب (عليه السلام) فصلى بالناس وكان علي بن أبي طالب عليه السلام والفضل بن العباس لا يزايلانه (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه ذلك. فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله) من ليلته تلك التي قدم فيها القوم الذين كانوا تحت يد أسامة أذّن بلال ثم أتاه يخبره كعادته فوجده قد ثقل فمنع من الدخول إليه.

فأمرت عائشة صهيباً أن يمضي إلى أبيها فيعلمه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد ثقل في مرضه وليس يطيق النهوض إلى المسجد وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) قد شغل به وبمشاهدته عن الصلاة بالناس فأخرج أنت إلى المسجد فصل بالناس فإنها حالة تهنئك وحجة لك بعد اليوم . فلم يشعر الناس وهم في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وآله أو علياً عليه السلام يصلي بهم كعادته التي عرفوها في مرضه صلى الله عليه وآله إذ دخل أبو بكر المسجد وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد ثقل وقد أمرني أن أصلي بالناس. فقال له رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: وأنَّى لك ذلك وأنت في جيش أسامة ولا والله لا أعلم أحداً بعث إليك ولا أمرك بالصلاة.

ثم نادى الناس بلال فقال: على رسلكم رحمكم الله لأستأذن رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك ثم أسرع حتى أتى الباب فدقه دقاً شديداً فسمعه رسول الله صلى الله عليه وآله ما هذا الدق العنيف فانظروا ما هو. فخرج الفضل بن العباس ففتح الباب فإذا بلال فقال: ما وراؤك يا بلال؟ فقال: إن أبا بكر قد دخل المسجد وقد تقدم حتى وقف في مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمره بذلك.


ودخل الفضل وأدخل بلالاً معه فقال (صلى الله عليه وآله) ما وراؤك يا بلال؟ فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله الخبر. فقال صلى الله عليه وآله: أقيموني أقيموني أخرجوا بي إلى المسجد والذي نفسي بيده قد نزلت بالإسلام نازلة وفتنة عظيمة من الفتن. ثم خرج (صلى الله عليه وآله وسلم) معصوب الرأس يتهادى بين علي (عليه السلام) والفضل بن العباس ورجلاه يجران في الأرض حتى دخل المسجد وأبو بكر قائم في مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أطاف به عمرو أبو عبيدة وسالم وصهيب والنفر الذين دخلوا أكثر الناس قد وقفوا عن الصلاة ينتظرون ما يأتي بلال.

فلما رأى الناس رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد دخل المسجد وهو بتلك الحالة العظيمة من المرض أعظموا ذلك وتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله فجذب أبا بكر من ورائه فنحاه عن المحراب واقبل أبو بكر والنفر الذين كانوا معه فتواروا خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله). وأقبل الناس فصلوا خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وهو جالس وبلال يسمع الناس التكبير حتى قضى ... فقام وهو منهوك حتى قعد على أدنى مرقاة فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس قد جاءني من أمر ربي ما الناس إليه صائرون وإني قد تركتكم على الحجة الواضحة ليلها كنهارها فلا تختلفوا من بعدي كما اختلف من كان قبلكم من بني إسرائيل أيها الناس إنه لا أحل لكم إلا ما أحله القرآن ولا أحرم عليكم إلا ما حرمه القرآن

وإني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ولن تزلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي هما الخليفتان فيكم وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ..

&& : طبعا هذه الحادثة وارده بالصحاح وكتب أهل العامة ولكن بنص (أن رسول ا لله أمر أبي بكر بالصلاة جماعة بالمسلمين) وعلى أثر هذا الخبر والنص تتناول(إسراء الموسوي) التعليق بجملة من الإثاراة الناتجة عن هذا النص الذي يتضارب مع بعض الحقائق والنصوص الثابتة

ومن جملة ماتقف عنده ..

إذا كانت هذه الرواية صحيحة فلماذا لم يستدل بها أبو بكر في اجتماع السقيفة، إذ إنها دليل قوي على أنه المرشح للخلافة.

إن كان رسول الله صلى الله عليه وآله راضي بإمامة أبي بكر بالصلاة فلم خرج من مسكنه ما إن سمع صوت أبا بكر يكبّر تكبيرة الإحرام (يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان على الأرض) أي أنه كان في غاية المرض والتعب إلى الدرجة التي خرج فيها متكئا ومستنداً لا على رجل واحد بل على رجلين، وقد كانت قدماه الشريفتان تخطان على الأرض أي لا يستطيع الوقوف عليهما من شدة التعب؟!

إذ كانت عائشة تقول في روايتها لهذا الحديث: (خرج النبي يتهادى بين رجلين، أحدهما الفضل بن العباس) ولا تذكر الرجل الآخر، وهو أمير المؤمنين سلام الله عليه . فعلاما يدل ذلك ؟


أثبت كثير من أصحاب التاريخ والسير أن أبا بكر كان أيام مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأخير، مأمور بالخروج في بعثة أسامة المتوجه إلى الشام، وكان الرسول (عليه وآله السلام) يشدد كثيراً في إنفاذ هذا الجيش وقد لعن المتخلف عنه، فكيف ينسجم هذا الأمر مع تقديمه أبا بكر للصلاة؟


وللمتابعة بشيء من التفصيل :
http://www.14masom.com/aqaeed/sbhat-rdod/01/1.htm


مصدر الموضوع :
http://209.85.135.104/search?q=cache...lnk&cd=1&gl=sa



................................ ... ... ... . .


نعم فداك أبي وأمي .. من قالها .

لمّا أمر الرسول صلى الله عليه وآله القوم بالخروج من عنده قال : ( ردّوا عليّ أخي عليّ بن أبي طالب وعمّي ) فحضرا .

فلمّا استقر بهما المجلس قال رسول اللهّ صلى الله عليه وآله وسلّم : ( يا عبّاس يا عمّ رسول الله ، تقبل وصيّتي وتنجز عدتي وتقضي ديني ؟ ) .
فقال له العبّاس : يا رسول الله ، عمّك شيخ كبير ذو عيال كثير ، وأنت تباري الريح سخاء وكرماً ، وعليك وعدٌ لا ينهض به عمّك .

فأقبل على عليّ عليه السلام فقال :

( يا أخي تقبل وصيّتي وتنجز عدتي وتقضي ديني ؟ ).

فقال : «نعم فداك أبي وأمي يا رسول الله » .

فقال : ( اُدن منّي ) فدنا منه فضمّه إليه ونزع خاتمه من يده ، فقال له : ( خذ هذا فضعه في يدك ) ودعا بسيفه ودرعه وجميع لامته فدفع ذلك إليه.

http://www.mowswoat-suhofe-alltyybey...oh/nbohb10.htm


................... ... ................ ... .


محطات للمتأملين لسماحة الشيخ جعفر سبحاني :

لماذا لم يورد اسم الخليفة ظاهر في كتب الصحاح عند مقولة : (ان رسول اللّه قد غلبه الوجعُ، حسبنا كتابُ اللّه) ؟

في نص الخبر : يوم جاء بعض الصحابة لعيادته اطرق برأسه إلى الارض ساعة ثم قال بعد شيء من التفكير وقد التفت اليهم:

«إيتُوني بدواة وصحيفة اكتُبُ لكم كتاباً لا تضلون بعده».
فبادر عمر وقال: ان رسول اللّه قد غلبه الوجعُ، حسبنا كتابُ اللّه.


إن هذه الواقعة التاريخية قد نقلها فريق كبير من محدثي الشيعة والسنة ومؤرخيهم وتعتبر روايتها - حسب قواعد فنّ الدراية والحديث - من الروايات المعتبرة الصحيحة غاية ما في الأمر ان اغلب محدّثي أهل السنة نقلوا كلام «عمر» بالمعنى لا باللفظ، ولم يورد نص الكلمات الجارحة النابية التي نطق بها في ذلك المجلس المقدس.

ولا يخفى أن الإحجام عن نقل نص عبارته ليس لأجل أن العبارات التي تفوه بها تعدّ إهانة لمقام النبوة، بل ان هذا التصرف لأجل الحفاظ على مقام الخليفة ومكانته حتى لا يسيء الآخرون النظرة إليه اذا عرفوا بما قاله في حق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله.




لماذا لم يصرُّ النبي صلّى اللّه عليه وآله في كتابة الكتاب؟

كان في إمكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله رغم معاكسات جماعة من أصحابه أن يطلب كاتبه ويكتب الكتاب الذي كان يريد، فلماذا لم يتصرف هكذا، ولم يستغل مكانته القويّة بل امتنع عن ذلك؟

إن الاجابة على هذا السؤال واضحة ، فلو أن النبي كان يصرّ على كتابة الكتاب لأصرّوا في الاساءة الى النبي الذي قالوا عنه انه غلبه الوجع أو هجر، ولعمد أنصارهم إلى اشاعة وبثّ هذا الأمر الرخيص، وصنعوا لاثباته الافاعيل فكانت تتسع رقعة الاساءة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في هذه الحالة وتستمرّ، فتفقد الرسالة أثرها المنشود.

من هنا عندما قال البعض للنبي - ملافاة لما لحق به من الأذى - أبعد الذي قلتم؟ فقال:
«أبعد الذي قلتم؟ لا ولكن اُوصيكم بأهل بيتي خيراً».



يمكن أن يسأل سائل: ماذا كان يريدُ رسول اللّه صلّى عليه وآله كتابته في ذلك الكتاب؟.

إن الاجابة على هذا السؤال واضحة وذلك بأن هدف النبي لم يكن الا تعزيز الوصيّة ودعم خلافة الامام أمير المؤمنين عليّ عليه السَّلام وامرته والتاكيد على لزوم اتباع اهل بيته الذي صرح به النبي صلّى اللّه عليه وآله في الغدير وغيره.

وهذا المطلب يستفاد من حديث الثقلين المتفق عليه بين محدثي السنة والشيعة، لأن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال في شأن الكتاب الذي نوى كتابته:
انه يبتغي كتابة شيء لا يضلون بعده ابداً. وقد جاءت هذه العبارة بعينها في حديث الثقلين اذ يقول رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وآله معتبراً عدم الضلال بعده معلولاً لاتباع الكتاب والعترة اذ قال:
«إنّي تارك فيكمُ الثقلين ما إن تمسكتُم بهما لَن تضِلّوا: كتابَ اللّه وعترتي أهلَ بيتي».

ولهذا خالف القوم الحضور هذا المطلب بشدة وحالوا دون الاتيان بالقلم والقرطاس بوقاحة، وخالفوا كتابة شيء، وإلا فلماذا أصرّوا في مخالفتهم... وارتكبوا ما ارتكبوا.

المصدر للاستفاضة :
http://www.imamsadeq.org/book/sub6/a...orslin687.html