بسمه تعالى
معتنقي مذهب الرومانسية ومحبي الشعر الكلاسيكي وكل من يميل بشراهة إلى الشعر المتفاءل الذي يحمل في عباراته مفردات الشروق والإنطلاقة والتوثّب والصحوة النفسية يؤمنون كثيراً بأهمية هذا المذهب الشعري فهم يحيون بخصوبته ورونقه وحيويته فيتجنبون كل ما يمت للشعر الحزين والدرامي بصلة لإنهم جبلوا على على عكس ذلك فيتقاطعون مع الخطوط الحزينة أينما كان فحياتهم تزهوا وتحيى كما قلت على بيئة الفرح والأمل والسعادة والسرور والراحة 0
أنا أقف في وجه هذا الشيء وهذه العقيدة الشعرية وأرى إن من الجميل جداً أن نعتقد بأهمية الحزن وسط كل شيء من الحياة ، ولولا الحزن لما كان للسعادة ذوق أو طعم ، ولولا المفردات الحزينة والشعر الحزين لما اشتقنا إلى معرفة السعادة وربما الوسط الحزين والقصائد الحزينة لها عشاقها ولها أقلامها ولها من يتبنّاها ومحترفيها وأدبائها وشعرائها وصناعها أيضاً ، فلكم على سبيل المثال أبو القاسم الشابي شاعر ترتفع الأعناق فخراً به وقد خاض الشعر خوضاً وملأ خافقيه من الشعر المتنوع أيما امتلاء وقد ذاع صيته وامتدت شهرته إلى وسط الأدباء وأقطابها واشتهر بحزن قصائده ولكن أي قصائد حزينة ؟ إنها كالدواء المر الذي نجد فيه العلاج الشافي وبين همسه وشمسه الأصيلة نلمس الدفء الساخن الذي تتقلب على حرارته مشاعرنا الأليمة فتنضج مشاعرنا وتستوي عواطفنا 0
لا أريد أن أطيل وخلاصة قولي هو إن هناك من الشعر الحزين ما تستطاب به النفس وتنام الروح على كوابيسها المفزعة فمثلما هناك من البشر يجدون في الأفلام الأكشن متعة وروعة المشاهدة فكذلك هناك من شرائح البشر تبحث عن الشعر الحزين لحاجتهم إلى مثل هذا الأدب وهذا النوع الأصيل 0
عودتي كانت من أجل تبيان هذه الحقيقة الرائعة التي يتجنبها الكثيرون لتشاؤمهم من الحزن والألم والكمد بينما الحقيقة الوجودية تقول خلاف ذلك ففي الحزن أمل يذيب آلامنا ..!!
تحية تشجيعية لكل من يسلك هذا الدرب وهذا الطريق الشاعري ،،،،
بقلم/ يوم سعيد
المفضلات