وأمّا كُنيتها فـ: (أُمّ البنين). (22)
قصّتها
روي في شأن اقتران هذه المرأة الطاهرة الصالحة قصّتان:
الأولى ـ أنّ حميدة المصفّاة ـ وهي زوجة الإمام الصادق عليه السّلام،
وأُمّ الإمام الكاظم عليه
السّلام، وكانت من أشراف العجم ـ قالت لابنها موسى عليه السّلام: يا
بُنيّ! إنّ تُكْتَم جارية ما رأيتُ قطّ أفضل منها، ولست أشكّ أنّ الله تعالى
سيطهّر نسلها إن كان لها نسل، وقد وهبتُها لك، فاستوصِ بها خيرا. (23)
الثانية ـ وهي الأشهر والأوثق، يرويها هشام بن أحمد فيقول: قال لي
أبو الحسن الأوّل [أي الكاظم] عليه السّلام: هل علمتَ أحداً من أهل
المغرب قَدِم ؟ قلت: لا، قال: بلى، قد قدم رجل من أهل المغرب
المدينة، فانطلِقْ بنا.
فركب وركبت معه، حتّى انتهينا إلى الرجل، فإذا رجلٌ من أهل المغرب
معه رقيق، فقلت له: إعرضْ علينا. فعرض علينا سبع جوارٍ، كلّ ذلك
يقول أبو الحسن عليه السّلام: لا حاجة لي فيها. ثمّ قال: اعرضْ علينا،
فقال: ما عندي إلاّ جارية مريضة، فقال: ما عليك أن تَعرضها ؟! فأبى
عليه، فانصرف.
ثمّ أرسلني من الغد فقال لي: قل له: كم كان غايتك فيها ؟ فإذا قال لك
كذا وكذا، فقل له: قد أخذتُها. فأتيته فقال: ما كنت أُريد أن أُنقصها من
كذا وكذا، فقلت: قد أخذتها. قال: هي لك، ولكن أخبِرْني: مَن الرجل
الذي كان معك بالأمس ؟ قلت: رجل من بني هاشم، قال: من أيّ بني
هاشم ؟ فقلت: ما عندي أكثر من هذا، فقال: أُخبرك أنّي لمّا اشتريتها
من أقصى المغرب فلقيتْني امرأة من أهل الكتاب فقالت: ما هذه
الوصيفة معك ؟ قلت: اشتريتها لنفسي، فقالت: ما ينبغي أن تكون هذه
عند مِثْلك! إنّ هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض، فلا
تلبث عنده قليلاً حتّى تلد غلاماً له لم يُولد بشرق الأرض ولا غربها
مثلُه.
قال هشام بن أحمد: فأتيته بها، فلم تلبث عنده إلاّ قليلاً حتّى ولدت له
المفضلات