صورة من مسلسل (غريب طوس ) الشخصية التي مثلت دور الامام الغريب والصحابي الجليل ( أباالصلط الهروي ) رضوان الله عليه
__________________
بسم الله الرحمن الرحيم
وذالك من يعظم شعائر الله فهيا من تقوى القلوب
أخواني الاعزاء .
بمناسبة ذكرى أستشهاد : جدي الامام علي بن موسى الرضا عليه الصلاة والسلام
أتشرف بكتابة قصة عن حياته الشريفة من ولادده وحتى شهادده .
__________________________________________________ ____________
النسَب الشريف
الإمام عليّ الرضا عليه السّلام ينحدر عن سلالة طاهرة تتّصل بالنبوّة
والإمامة الإلهيّة وتمتّد متشعّبةً في بيوت الأوصياء والأولياء، ومَن كانوا
مِن قبلُ على دين الحنيفيّة وملّةِ إبراهيم خليلِ الرحمن عليه السّلام.
* * *
الأب
أبوه الإمام موسى بن جعفر الكاظم سلامُ الله عليه.. الذي لم يطق
أعداؤه صبراً على مدحه:
فذاك قاتله هارون العبّاسيّ يشير إليه ويقول لابنه المأمون: هذا إمام
الناس، وحجّة الله على خلْقه، وخليفته على عباده... موسى بن جعفر
إمام حق. والله يا بُنيّ، إنّه لأحقّ بمقام رسول الله صلّى الله عليه وآله
منّي ومن الخلق جميعاً، واللهِ لو نازعتَني هذا الأمر لأخذتُ الذي فيه
عيناك، فإنّ المُلك عقيم. (1)
• وقال له مرّةً أخرى: يا بُنيّ! هذا وارث علم النبيّين، هذا موسى بن
جعفر، إن أردت العلم الصحيح فعند هذا. (2)
• ونُقل عنه كذلك أنّه قال: هذا وارث علوم الأوّلين والآخِرين، فإن أردت
علْماً حقّاً فعند هذا. (3)
ويأتي بعد ذلك المؤرّخون والرجاليّون ومدوّنو السِّيَر.. فلا يجدون في
أنفسهم إلاّ إعجاباً به وإجلالاً له، ولا يملكون عن الثناء عليه أقلامهم:
• فأبوعليّ الخلاّل ـ شيخ الحنابلة ـ يقول: ما همّني أمر فقصدت قبر
موسى بن جعفر فتوسّلت به، إلاّ وسهّل الله تعالى لي ما أُحبّ. (4)
• وأبو حاتم يقول فيه: ثقة صدوق، إمام من أئمّة المسلمين.
• والنسّابة يحيى بن الحسن يقول فيه: يُدعى العبد الصالح، من عبادته واجتهاده. (5)
• والذهبيّ ـ رغم تعصّبه ـ يكتب: كان موسى بن جعفر من أجواد
الحكماء، ومن العبّاد الأتقياء. (6)
• وابن الجوزيّ هو الآخر يكتب: كان يُدعى العبد الصالح؛ لقيامه بالليل،
وكان كريماً حليماً، إذا بلغه عن رجل أنّه يؤذيه بعث إليه بمال. (7)
• وذاك ابن حجر ينصّ على أنّه وارث أبيه الصادق عليه السّلام علماً
ومعرفة، وكمالاً وفضلاً، ثمّ يقول: سُمّي بـ «الكاظم» لكثرة تجاوزه
وحلمه، وكان معروفاً عند أهل العراق بـ(باب قضاء الحوائج عند الله)،
وكان أعبدَ أهل زمانه، وأعلمهم وأسخاهم. (8)
• وإذا جئتَ إلى كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعيّ سمعتَه يقول
في الإمام الكاظم عليه السّلام: هو الإمام الكبير القدْر، العظيم الشأن،
الكثير التهجّد، الجادّ في الاجتهاد، المشهود له بالكرامات، المشهور
بالعبادة، المواظب على الطاعات، يبيت الليلَ ساجداً وقائما، ويقطع النهار
متصدّقاً وصائما، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دُعي كاظما..
ويُعرف في العراق بـ ( باب الحوائج إلى الله )، لنُجح مطالب المتوسّلين
إلى الله به. كراماته تَحار منها العقول، وتقضي بأنّ له عند الله تعالى قدمَ
صِدق لا يزول. (9)
• أمّا ابن الصبّاغ المالكيّ فيمضي قلمه بلا تعثّر فيدوّن هذه العبارات:
وأمّا مناقبه وكراماته الظاهرة، وفضائله وصفاته الباهرة، فتشهد له بأنّه
افترع قبّة الشرف وعَلاها، وسما إلى أوج المزايا فبلغ عُلاها، وذُلّلت له
كواهل السيادة فامتطاها، وحكم في غنائم المجد فاختار صفاياها
فأصفاها.. (10)
ولا تقف عند أحد من كتّاب التاريخ إلاّ ورأيته يصدع بالمدح لا يتردّد فيه،
وكان منهم: الخطيب البغدادي (تاريخ بغداد 28:13)، وابن الجوزيّ (صفة
الصفوة 103:2) وسبط ابن الجوزيّ (تذكرة خواصّ الأمّة 196)، وأحمد بن
يوسف الدمشقيّ القرمانيّ (أخبار الدول 112)، والشبلنجيّ (نور الأبصار
218)، ومحمّد بن الصبّان (إسعاف الراغبين ـ هامش نور الأبصار 226)،
وابن عنبة (عمدة الطالب 196)، والشبراويّ الشافعيّ (الإتحاف بحبّ
الأشراف 54)، وخير الدين الزركليّ الذي وصفه بالقول: كان من سادات
بني هاشم، ومن أعبد أهل زمانه، وأحد كبار العلماء الأجواد.(الأعلام 270:8).. وغيرهم كثير.
* * *
الأجداد
وإذا أردنا أن نتعرّف على الآباء، فهُمُ: الأئمّة الطاهرون، والحجج الأوصياء
المعصومون، ولاة أمر الله، وخزنة علم الله، وخلفاء رسول الله. نور الله
وأركان الأرض، والعلامات والآيات، وهم الراسخون في العلم
والمتوسّمون. ومن وردت الأحاديث الشريفة الوافرة من طرق المسلمين
جميعاً بالنصّ على إمامتهم على لسان النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله
وسلّم بأمرٍ من الله «جَلّ وعلا».. من ذلك:
• قوله صلّى الله عليه وآله: إنّ وصيّي عليّ بن أبي طالب، وبعده
سبطايَ الحسنُ والحسين، تتلوه تسعةُ أئمّةٍ من صُلب الحسين.. إذا
مضى الحسين فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد، فإذا مضى
محمّد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى [أي الكاظم]، فإذا
مضى موسى فابنه عليّ [أي الرضا]... (11)
* * *
سلالة العصمة
ومن هنا نعلم أنّ الإمام الرضا عليه السّلام ينتمي إلى شجرة النبوّة،
وبيت الرسالة والوحي، ويتّصل بأهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله بلا
واسطة، وإنّما مباشرةً عن طريق آبائه الأبرار، فهو ابن موسى الكاظم،
ابن جعفر الصادق، ابن محمّد الباقر، ابن عليّ السجّاد زين العابدين، ابن
الإمام السبط الشهيد أبي عبدالله الحسين، ابن سيّد الأوصياء عليّ أمير
المؤمنين، ابن أبي طالب، بن عبدالمطّلب.. ومن هذا الأصل فأُمُّه
الصدّيقة الطاهرة فاطمة بنت سيّد الخلق محمّد بن عبدالله، عليه أفضل
الصلاة والسّلام وأزكاهما وعلى آلهِ الميامين.
وهذا النسب أشرفُ الأنساب وأزكاها وأسماها، إذ ينتمي الإمام عليّ
بن موسى الرضا عليه السّلام إلى أشرف سلالة وأطهرها وأكثرها
بركة. والحديث المشهور بـ «حديث سلسلة الذهب» (لاحظ العنوان في
هذه الشبكة) قد وقف الكثير أمامَ سنده الشريف ـ وفيه أسماء الأئمّة
عليهم السّلام ـ وقفةَ إجلال وتقديس؛ لأنّ رواته كلّهم أولياءُ معصومون،
أزكياء مخلَصون، ينتهون بالنسب والحسَب إلى رسول الله صلّى الله
عليه وآله، فجاءت كلمات المحدّثين تقول: لو قُرئ هذا الإسناد على
مجنون لبرئ من جنونه.. وقالوا هذا حديث مشهور برواية الطاهرين، عن
أبائهم الطيّبين. وكان بعض السلف من المحدّثين إذا روى هذا الإسناد
قال: لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق. وقال آخر: لو قرأتَ هذا
الإسناد على مجنون لبرئ من جِنّته. وكم كاتب كتب حديث سلسلة
الذهب تعظيماً واحتراماً وإجلالاً لسنده ومتنه! (12)
والحديث الشريف برواية الإمام الرضا عليه السّلام ينقله عن آبائه ونسبه
الأقدس فيقول: سمعت أبي موسى بنَ جعفر يقول: سمعت أبي جعفرَ
بن محمّد يقول: سمعت أبي محمّدَ بن عليّ يقول: سمعت أبي عليَّ
بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن عليّ يقول: سمعت أبي
أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب يقول: سمعت النبيّ صلّى الله عليه
وآله يقول: سمعت الله عزّوجلّ يقول: لا إله إلاّ الله حصني، فمَن دخل
حصني أمِنَ منْ عذابي. (13)
وهذه السلالة الطاهرة هي التي قال فيها رسول الله صلّى الله عليه
وآله ـ: كما نقل ابن عباس ـ: أنا وعليّ والحسن والحسين، وتسعة من
ولد الحسين.. مطهَّرون معصومون. (14)
وهي النسب للإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام من جهة الأب.
* * *
الأمّ
أمّا أُمّه عليه السّلام فقد وردت لها عدّة أسماء، سابقة على اقترانها
بالإمام الكاظم عليه السّلام، ولاحقة.
قيل: اسمها (سَكَن النُّوبيّة) أو (سكنى). (15) وقيل: لقبها شقراء
النُّوبيّة. (16)
وقيل: اسمها (أروى). (17)
وقيل: اسمها (سُمان). (18)
وقيل: (الخيزران المُرْسيّة). (19)
وقيل: (نجمة) لمّا كانت بِكْراً واشترتها (حميدة المصفّاة) أمّ الإمام
الكاظم عليه السّلام، إذ ذكرت أنّها رأت في المنام رسول الله صلّى الله
عليه وآله وسلّم يقول لها: يا حميدة، هَبي نجمةَ لابنك موسى، فإنّه
سيُولَد لها خيرُ أهل الأرض. فوهبتها له، فلمّا ولدت له الرضا عليه
السّلام سمّاها (الطاهرة). (20)
وأخيراً: (تُكْتَم). قيل: هو آخر أسمائها، وعليه استقرّ اسمها حين صارت
عند أبي الحسن موسى الكاظم عليه السّلام. ودليل ذلك قول الصوليّ
يمدح الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام:
ألاَ إنّ خـيـرَ النـاسِ نـفْساً ووالداً
ورهطـاً وأجـداداً علـيُّ الـمعظَّـمُ
أتـتـنا به للعلـمِ والحِلْـمِ ثـامنــاً
إماماً ـ يؤدّي حجّةَ اللهِ ـ تُكْتَمُ (21)
المفضلات