[align=center]
‎)) ‎بسم الله الرحمن الرحيم‎((‎
قال الله تعالى : ‏‎
‎))‎مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ‎((
[/align]

من أهم ما يكون الإنسان عليه من الخصال الجميلة حفظ اللسان فاللسان إذ‎ ‎يحتوي على الصفة الطيبة وهو العامل الأكبر لإظهار ما تكنه النفس من خير ‏وشر وكما في‎ ‎الرواية عن الإمام علي (ع) "‏‎ ‎المرء مخبوء تحت لسانه فإن تكلم ‏عرف ‏‎ ‎‏" واللسان‎ ‎أستخدم في الماضي والحاضر في نشر الأخبار الحسنة ‏كمصائب أهل البيت ونشر الدين وفي‎ ‎الترويج للباطل ونشر الأكاذيب مثل ‏الفتوى التي أخرجها شريح القاضي لقتل الإمام‎ ‎الحسين ويقول الرسول (ص)‏‎
‎" ‎أحذروا الأصغران فأنهما يدخلان الإنسان‎ ‎الجنة أو النار قيل يا رسول الله وما ‏الأصغران قال القلب واللسان‎ " ‎المقصود‎ ‎بالقلب هو الروح أو النفس‎
و في رواية عن الإمام الصادق (ع) قال "فاليحفظ‎ ‎المؤمن فرجه ولسانه‎
وقال الإمام علي (ع) "‏‎ ‎المرء مخبوء تحت لسانه فزن‎ ‎كلامك وأعرضه على ‏عقلك فأنك تملك الكلام مادام في قلبك وهو يملكك إذا خرج‎
عن‎ ‎لسانك‎ "‎ويقول (ع) ‏‎
‎" ‎لسان العاقل وراء قلبه وقلب الأحمق وراء‎ ‎لسانه‎ "
واللسان هو الفاصل بين العدل‎ ‎والظلم وهو المعبر عن الوحدانية بقول لا إله إلا ‏الله محمد رسول الله هذا إذا‎ ‎استعمل اللسان في ما يصلح المجتمع ويعود على ‏البشرية بالخير والصلاح وأما إذا‎ ‎استخدم في الشر مثل الكذب وهنا نتوقف ‏قليلا نتكلم حول الكذب‎ ‎وهنا نذكر

الفرق بين‎ ‎الكذب والتورية‎ :
الكذب هو إخفاء الحقيقة بكاملها ويأتي بخلاف الواقع‎ ‎كما قال الله تعالى ‏‎
‎))‎إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ‎ ‎وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ))‏
وأما التورية فيه قول الصدق ولكن في شيء قد حصل في الماضي ‏
‏ وقال الرسول (ص) ‏‎" ‎جعلت الخبائث في بيت وجعل‎ ‎مفتاحها الكذب‎ "
وكما قال الإمام الصادق(‘) ‏‎" ‎لا تمتحنوا شيعتنا في كثرة الصلاة ولا كثرة‎ ‎الصيام ‏فإنها عادة اعتادوا عليها ولكن امتحنوهم في صدق الحديث وأداء الأمانة‏‎ "
وكما دلت الآيات والروايات على أن الكذب من أكبر الكبائر وفي الرواية عن ‏الرسول‎ ‎‏(ص)‏‎ ‎جاء رجل للرسول الله وقال له يا رسول الله إني أشرب الخمر ‏وأزني وأسرق‎ ‎فإني أريد التوبة ولكني لا أستطيع قال له الرسول أذهب وأتني في ‏الأسبوع المقبل ولكن‎ ‎لا تكذب فتعجب المسلمون من قول الرسول فلما عاد في ‏الأسبوع الثاني وتشهد على يد الرسول فقيل له كيف استطعت التوبة‏‎ ‎قال كلما ‏هممت بالمعصية تذكرت قول الرسول ( لا تكذب) فأقول في نفسي ماذا أقول ‏لرسول‎ ‎الله إذا سألني ماذا فعلت فعزمت على ترك الكذب فشجعني ذلك على ‏ترك المعصية‎

أنواع الكذب‎:
الأول‎ :‎ا لكذب من أجل الخوف‎
بأن يكذب لكي يحفظ‎ ‎نفسه أو ماله أو عرضه من التلف أو القتل فهذا لا ‏إشكال فيه بل قد يكون في بعض‎ ‎الأحيان واجب وهذا ما فعله الصحابي الجليل ‏عمار أبن ياسر((إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ‎ ‎وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ‎ ((
وهنا يتبدل العنوان من الكذب إلى التقية‎ ‎لأنه ليس عندنا كذب حلال وكذب ‏حرام أو كذب أبيض وكذب أسود كله محرم في الإسلام وحتى‎ ‎قبل الإسلام ‏كان الرسول (ص) يعرف بالصادق الأمين يعني قبل أن يكون محرما ديني هو‎ ‎محرم أخلاقي‎ ‎ومن يتأمل في العبارة سيجد أنها تشرح نفسها (كذب حلال ) ‏الكذب ليس‎ ‎فيه حلال أو حرام وأما هذه الشعارات التي بتداولها الناس مثلا ‏كلمة المشروب الروحي‎ ‎والمقصود بها التشجيع على شرب الخمر‎ ‎أو حرية المرأة‎ ‎والمقصود بها والانحلال‎
أو الكذب الحلال أو الأبيض والمقصود به الكذب‎ ‎في كل شيء‎

الثاني‎: ‎الكذب من أجل التقرب والتحبب
وهذا هو البلاء العظيم‏‎ ‎مثلا أن يكذب الزوجان على بعضهما البعض وهم في ‏حال الخطوبة فالزوج يريد أن يظهر‎ ‎أمام زوجته أنه ليس هناك أكرم منه ولا ‏أقوى منه ولا أذكا منه ولا‎ ‎ولا‎...................‎والنتيجة الطلاق بعد الزواج ومن ‏يراجع نسبة الطلاق للعام‎ ‎الماضي يجد أنها نسبة كبيرة بالقياس للسنوات الماضية ‏وأكثر الأسباب هي الكذب أو‎ ‎أسباب عادية جدا‎ ‎في اعتقاد الكثير من الناس ‏أنه حتى يتقرب إلى زوجته يكذب عليها‎ ‎بوعوده لها سيكون بعد الزواج كذا ‏وكذا وبعد ذلك إما أنه لا يستطيع ماديا أو لسبب‎ ‎آخر‎ ‎ولكن لو رجع المؤمن ‏إلى أقوال الرسول(ص) لوجد فيها الخير الكثير الذي هو‏‎ ‎لسان الله الناطق ‏‏(( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى‎(( ‎في الرواية " إذا قال الرجل ‏لزوجته إني أحبك فإنها لا تخرج من قلبها أبدا‎" ‎فهذه طريقة من الله للحب بين ‏الزوجين ولا تحتاج للكذب ‏
الثالث: الكذب من أجل التهرب من‎ ‎الناس‎
دائما نلاحظ أن بعض الناس إذا أراد التهرب من شخص يرسل زوجته أو أولاده‎ ‎ليقولوا للزائر أو المتصل أنه ليس موجود وهو في الواقع موجود فإذا سألته يقول ‏هذا‎ ‎تورية وهو في الواقع يعلم أولاده الكذب وهو لا يشعر والمشكلة حتى بعض ‏الذين‎ ‎ينسبون أنفسهم للتدين يكذبون وهو لا يشعرون بحجة التورية مثلا ‏يذهب لمكان وهم‎ ‎يأكلون ويقولون لهو تفضل فيقول (( شكرا أكلت )) وعندما ‏تسأله لماذا تكذب يقول هذا‎ ‎تورية‎ ‎لما سؤل أحد العلماء ما هو تعريف التورية ‏قال أشرحها لكم بقصة أحد أصحاب‎ ‎الإمام علي(ع) مع الخوارج‏‎
كان في عهد الإمام ثلاث فرق أو أقسام‎ ‎قسم مع‎ ‎الإمام وقسم مع الخوارج وقسم ‏مع عمر‎ ‎فألقي القبض على أحد أصحاب الإمام من قبل‎ ‎الخوارج فسؤل ما تقول ‏في علي وعمر قال (( أنا من علي ومن عمر بريء‏‎((
فتركوه وذهبوا‎ ‎فلما سؤل عن ذلك أجابهم باللغة العربية وقال لهم الواو هنا واو ‏فصل وليست عطف‎ ‎و‎ ‎الكثير من العلماء يقولون أنه لا يجوز استخدام التورية ‏في كل شيء فجعلوا شروطها‎ ‎كشروط التقية طبعا هذا من باب التصعيب حتى ‏لا يتهاون الناس‎ ‎بها‎

[align=center]وأخيرا نسأل الله لنا ولكم جميعا‎ ‎التوفيق[/align]