السلام عليكم

اليكم نص الدستور العام للجمهورية الاسلامية الايرانية ، والذي يعتبر بحق من الثمرات الكبرى لهذه الثورة ، ومن الانجازات التي لا مثيل لها في التاريخ الانساني ، فهذا الدستور هو فخركم الاكبر يا شيعة أمير المؤمنين ، فأرفعوا هاماتكم لانكم شيعة ولانها ايران وهذا دستوركم للعالم 0









☼ دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية ☼

≡ المقدمة ≡

« لقد أرسلنا رسلنا بالـبـيـّـنات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليـقـوم الناس بالـقـسـط »


₪₪ يعبّر دستور جمهورية إيران الإسلامية عن الركائز الثقافية و الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية للمجتمع الإيراني ، و ذلك على أساس القواعد و المعايير الإسلامية التي تجسـّـد أهداف الأمـة الإسلامية ، و آمالها الـقـلـبية .



و لقد أعرب الشعب صراحة عن هذه الأهداف من خلال وقائع الثورة الإسلامية العظمى التي خاضها ، و عن طريق شعاراته ، و هتافاته المدوّية التي شاركت فيها طبقات الشعب كافــّـة.

و اليوم و قد حقق شعبنا النصر الساحق فإنـه يتطلع بكل وجوده إلى تحقيق هذه الأهداف الكبرى .



إن الميزة الأساس لهذه الثورة بالنسبة إلى سائر النهضات التي قامت في إيران خلال القرن الأخير إنما هي " عقائدية الثورة و إسلاميتها " . و لقد توصل الشعب الإيراني المسلم بعد مروره بنهضة ( المشروطة ) المضادة للإستبداد و نهضة " تأميم النفط " المحاربة للإستعمار ، توصل إلى هذه التجربة القيمة ألا و هي أن السبب الأساس البارز لعدم نجاح هذه النهضات إنما هو عدم عقائديتها ، و بالرغم من أن المساهمة الرئيسة و الأساس كانت على عاتق الخط ّ الفكريّ الإسلاميّ و قيادة علماء الإسلام المجاهدين إلاّ أنه بسبب ابتعاد هذه الحركات النضاليّة عن المواقف الإسلاميّة الأصيلة فإنها كانت تـتــّجه بسرعة نحو الركود ،‌ و من هنا فإنّ الضمير اليقظ للشعب بقيادة المرجع الديني الكبير حضرة آية الله العظمى الإمام الخميني (ره) قد أدرك ضرورة التزام مسار النهضة العقائدية و الإسلاميّة الأصيلة ، و هكذا كانت هذه المرة إنطلاقة لحركة تغييريّة جديدة بقيادته الحكيمة حيث قام بها علماء الإسلام المجاهدون في إيران - الذين كانوا دائماً في مقدّمة صفوف النهضات الشعبيّة - و شاركهم فيها أيضا ً‌ الكـتـّاب والمفكرون و المثـقـفون الملتزمون بالإسلام .

( ابتدأت النهضة الاخيرة للشعب الإيراني عام ألف و ثلاثمئة و اثنين و ثمانين هجري قمري ، الموافق لسنة ألف و ثلاثمئة وإحدى و أربعين هجرية شمسية ) .




₪₪ طـلـيـعـة النهضة ₪₪


لقد كانت المؤامرة الأميركية المسمّاة بـ « الثورة البيضاء » خطوة نحو تثبيت قواعد النظام الدكتاتوري ، و تركيز تبعية إيران السياسية و الثقافية و الإقتصادية للإمبريالية العالمية ، و من هنا فإن المعارضة العارمة التي أبداها الإمام الخميني ضدّ هذه المؤامرة كانت حافزا ً لحركة الشعب الشاملة ، و تبعا ً لذلك انطلقت الثورة الدامية العظمى للأمة الإسلامية في شهر خرداد عام 1342 هـ . ش (يونيو 1963 م) فكانت في الحقيقة نقطة انطلاق لهذه الحركة العظيمة الواسعة النطاق ، و من جراء ذلك قويت قيادة الإمام الخميني الإسلامية و استحكمت ، و على الرغم من نفي الإمام في 13 / آبان / 1343 هـ . ش (4/11/1964 م ) إلى خارج إيران بعد اعتراضه على قانون ( الكابيتالسيون ) المخزي ( منح الحصانة القضائية للمستشارين الاميركيين ) توطــّـدت العلاقة الوثيقة بين الأمة و الإمام ، و واصل الشعب المسلم - و المفكرون الملتزمون بالإسلام و علماء الإسلام المجاهدون على وجه الخصوص - طريقه الجهادي بالرغم من النفي والسجن و التعذيب و الإعدام .

وفي هذا الوقت ، قامت الشريحة الواعية من المجتمع - و التي كانت تشعر بالمسؤولية - بعملية توعية في المساجد و الحوزات العلمية و الجامعات باعتبارها حصونا ً لهم ، و ابتدأت هذه الفئة تعمل بجهد متواصل و مثمر في رفع مستوى الوعي الثوري و اليقظة الإسلامية للشعب المسلم ، مستلهمة ذلك كله من العقيدة الإسلامية الثورية . و في سبيل قمع الثورة الإسلامية شنّ النظام الطاغي هجوماً غادراً على المدرسة الفيضية و الحرم الجامعي ، و سائر المراكز الثورية المنتفضة ، و حاول - يائسا ً‌ - إنقاذ سلطته الخيانية من غضب الشعب الثائر فارتكب الإعدامات ، و مارس أعمال التعذيب الوحشية الشبيهة بجرائم القرون الوسطى ، بالاضافة إلى السجون طويلة الأمد . فكانت هذه التضحيات السخية ثمنا ً‌ يقدمه الشعب المسلم ليبرهن على عزيمته الراسخة في مواصلة الجهاد . و هكذا استمدّت ثورة إيران الإسلاميّة استمراريّتها من دماء مئات الشباب المؤمن من الرجال و النساء ، الذين كانوا يهتفون عند الفجر في ميادين الإعدام منادين «الله اكبر» و استهدفتهم أسلحة الأعداء‌ في الأزقة و الشوارع ، و كانت بيانات الإمام و خطبه المستمرة في مختلف المناسبات تؤدي دورها التعبوي الرسالي في توعية‌ الأمة الإسلامية ، و شحذ عزائمها .



۩ ۩ الحكومة الإسلامية ۩ ۩

عندما كان النظام الطاغي في قمة جبروته وسيطرته على الشعب ، طرح الإمام الخميني فكرة الحكومة الإسلامية على اساس ولاية الفقيه ، مما أوجد في الشعب المسلم دافعا ً جديدا ً متميزا ً و منسجما ً و رسم له الطريق الأصيل نحو النضال العقائدي الإسلامي ، و ازداد التلاحم الثوري بين صفوف المناضلين المسلمين و الملتزمين في داخل البلاد و خارجها .

و في هذا المسير استمرت النهضة و اشتدت المعارضة و الإستياء في الداخل على اثر الإضطهاد المتزايد يوما ً بعـد آخر ، فقام علماء الإسلام و الطلبة الجامعيون المناضلون بتـعـمـيم الكفاح و فضح النظام على المستوى العالمي مما أدى إلى تزلزل الدعائم التي يقوم النظام عليها ، فاضطر الحكام و أسيادهم إلى التخفيف من الضغوط التي يمارسونها ، أو كما يقال اضطروا إلى التنفيس عن الجو السياسي للبلاد ، و ظنوا ذلك صمام أمان يحفظهم من السقوط المحتوم .

إلا أن الشعب الثائر الواعي و المصمم واصل حركته المظفرة بصورة شاملة ، و على جميع المستويات بقيادة الإمام الخميني الحكيمة .

۩ غـضـب الـشـعـب ۩


في السابع عشر من شهر (دي) سنه 1356 هـ . ش ( 7 يناير 1978 م) نشر النظام الحاكم مقالة أهان فيها علماء الإسلام و خصوصا ً الإمام الخميني ، مما أدى إلى تعجيل الحركة و إثارة غضب الشعب في جميع أرجاء البلاد ، فحاول النظام - من اجل السيطرة على بركان الغضب الشعبي الثائر - أن يقمع هذه المعارضة عن طريق سفك الدماء ،‌ و لكن هذا العمل بالذات زاد من غليان الدماء في عروق الثورة ، فانطلقت الجماهير المسلمة تنتفض بصورة متوالية خلال كل أسبوع أو أربعين يوما ً تمر على استشهاد شهداء الثورة ، و بذلك ازدادت حيوية‌ النهضة و نشاطها و حركتها في جميع البلاد ، و مع استمرار الحركة الشعبية شاركت جميع أجهزة‌البلاد بصورة فعالة في إسقاط النظام الطاغي عن طريق الإضراب العام و الاشتراك في المظاهرات ، و هكذا فان التلاحم بين جميع الفئات و الأجنحة الدينية و السياسية رجالا ً و نساء كان يعتبر امرا ً مصيريا ً ، و خصوصا ً النساء اللواتي كان لهن دور فعال و بصورة ملحوظة‌ في كل ميادين هذا الجهاد العظيم ، و من المشاهد التي تعكس حضور هذه الفئة الكبيرة من المجتمع و مساهمتها المصيرية في النضال ، مشهد أم تحتضن طفلها مسرعة نحو ساحة المعركة في مواجهة فوهات الأسلحة الرشاشة .




■ الثمن الذي دفعه الشعب ■


بعد جهاد متواصل استمر مدة عام ونيف ، و بعد التضحية بما يزيد عن ستين ألف شهيد و مئة الف جريح و معوق ، و بعد خسارة مالية بلغت المليارات من التومانات (العملة الإيرانية) ، بعد ذلك كله أينعت نبتة الثورة وسط هتافات « إستقلال ، حرية ، جمهورية إسلامية » ، ‌و هكذا انتصرت هذه النهضة العظيمة معتمدة على الإيمان و الوحدة و حزم القيادة ، خلال المراحل الحساسة و المثيرة في النهضة ، و بفضل تضحيات الشعب ، كما استطاعت أن تحطم جميع الحسابات و العلائق و المؤسسات الإمبريالية ‌حيث أصبحت منطلقاً جديداً من نوعه للثورات الشعبية الكبيرة في العالم .

لقد أصبح الحادي و العشرون و الثاني و العشرون من شهر ( بهمن ) ، سنة ألف و ثلاثمئة و سبع و خمسين هجرية شمسية (10 و 11 فبراير 1979 م ) تاريخاً لانهيار الصرح الشاهنشاهي و تحطم الإستبداد الداخلي و الهيمنة الأجنبية المتـكـئـة عليه ، و بهذا الإنتصار العظيم قامت طليعة‌ الحكومة الإسلامية التي ابتغاها الشعب المسلم منذ أمدٍ بعيدٍ حيث كانت بارقة أمل للنصر النهائي .



و قد جري الاستفتاء العام على إعلان قيام نظام الجمهورية الإسلامية حيث شارك فيه الشعب قاطبة بما فيه مراجع التقليد و علماء‌ الإسلام و الإمام القائد ، و قد أعلن الشعب قراره النهائي و الحاسم بتأسيس الجمهورية الاسلامية و صوت بالموافقة على نظام الجمهورية الاسلامية باكثرية 98,2% ،

و الآن ، ‌يعبر دستور جمهورية إيران الإسلامية عن الخصائص و العلائق السياسية و الإجتماعية‌ و الإقتصادية للمجتمع الإسلامي الجديد ، و لذا لابدَّ من أن يكون هذا الدستور وسيلة ً لتثبيت أركان الحكومة الإسلامية و نموذجا ً لنظام حكم جديد على أنقاض نظام الطاغوت السابق .




۩ أسـلـوب الحـكـم في الإسـلام ۩


لا تبتني الحكومة - من وجهة نظر الإسلام - على الطبقية ، أو على السلطة الفردية ، أو الجماعية ، بل إنها تجسد التطلعات السياسية لشعب متحد في دينه و تفكيره ، حيث يقوم بتنظيم نفسه حتى يستطيع من خلال التغيير الفكري و العقائدي أن يسلك طريقه نحو هدفه النهائي و هو الحركة إلى الله .

و قد نفض شعبنا عن نفسه - خلال حركة تكامله الثوري - غبار الطاغوت و رواسبه و نـظـّـف نفسه من الشوائب الفكرية الأجنبيّة ، حيث عاد إلى الأصول الفكريّة و إلى النظرة الإسلاميّة الأصيلة للعالم ، و هو يسعى الآن إلى بناء‌ مجتمعه النموذجي ( الأسوة ) ، معتمداً على المعايير الإسلاميّة ، و على هذا الأساس ، فإن رسالة الدستور هي خلق الأرضيّات العقائديّة للنهضة و إيجاد الظروف المناسبة لتربية الإنسان على القيم الإسلاميّة العالمية الرفيعة .

و مع الإلتفات لمحتوى الثورة الإسلامية في إيران - التي كانت حركة تستهدف النصر لجميع المستضعفين على المستكبرين - فإن الدستور يعدّ الظروف لاستمراريّة هذه الثورة داخل البلاد و خارجها ، خصوصا ً بالنسبة لتوسيع العلائق الدولية مع سائر الحركات الإسلاميّة و الشعبيّة حيث يسعى إلى بناء الأمة الواحدة في العالم « إن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون » و يعمل على مواصلة الجهاد لإنقاذ الشعوب المحرومة و الضطهدة في جميع أنحاء العالم .

و مع ملاحظة جوهر هذه النهضة الكبرى فإن الدستور يضمن زوال كل نوع من أنواع الدكتاتورية الفكرية ، و الإجتماعية و الإحتكار الإقتصادي ، و يسعى للخلاص من النظام الإستبدادي ، و منح الشعب حق تقرير مصيره بنفسه « و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم » .

و حيث إن بناء المجتمع يعتمد على المراكز و المؤسسات السياسية القائمة على التعاليم الاسلامية فإن الحكم وإدارة شؤون البلاد ينبغي أن تكون بيد الاشخاص الصالحين «ان الارض يرثها عبادي الصالحون» و يجب أيضاً‌ أن يتم التشريع في ضوء القرآن و السنة حيث يبين هذا التشريع الأسس اللازمة لإدارة المجتمع ، و عليه فإن من المحتم و الضروري جداً‌ الإشراف التام و الدقيق عليه من قبل علماء المسلمين المتصفين بالعدالة و التقوى و الإلتزام ( الفقهاء الـعـُدول ) .

و لأن الهدف من إقامة الحكومة هداية الإنسان للسير نحو النظام الإلهي « وإلى الله المصير » كي تتهيأ الظروف المناسبة لظهور المواهب و تفتحها في سبيل نمو الأخلاق الإلهية في الإنسان ( تخلقوا بأخلاق الله ) - و هذا لن يتحقق إلا بالمشاركة الفعالة و الشاملة من قبل جميع أفراد المجتمع في مسير التطور الإجتماعي - يقوم الدستور بإعداد الظروف اللازمة لهذه المشاركة في جميع مراحل اتخاذ القرارات السياسية و المصيرية بالنسبة لجميع أفراد المجتمع ، و ذلك ليصبح كل فرد - في مسير تكامل الإنسان - هو بالذات مسؤولاً و مباشراً في مجال نمو القيادة و نضجها ، و هكذا تتحقق حكومة المستضعفين في الارض « و نريد أن نمن على الذين استضـعـفوا في الارض و نجعلهم أئمةً و نجعلهم الوارثين » .



☼☼ ولايـة الـفـقـيـه الـعـادل ☼☼

اعتماداً على استمرار ولاية الأمـر و الإمـامـة ، يقوم الدستور بإعـداد الظروف المناسبة‌ لتحقيق قيادة الفقيه جامع الشرائط و الذي يعترف به الناس باعتباره قائداً لهم ( مجاري الامور بيد العلماء بالله ، الأمـناء على حلاله و حرامه ) ، و بذلك يضمن الدستور صيانة الأجهزة المختلفة من الإنحراف عن وظائفها الإسلامية الأصيلة .

۩ الإقـتـصاد وسـيـلة لا هدف ۩


إن الأصل في مجال ترسيخ الأسس الإقتصادية هو سد حاجات الإنسان في مسير تكامله ورقيه ، لا كما في سائر النظم الإقتصادية التي ترمي إلى تجميع الثروة و زيادة الربح . إذ أن الإقتصاد في المذاهب المادية هدف بحد ذاته و لهذا السبب يعتبر الإقتصاد في مراحل النمو عامل تخريب و فساد و انحطاط ( في هذه المذاهب ) بينما الإقتصاد في الإسلام مجرد وسيلة ، و الوسيلة لا يطلب منها إلا العمل بأفضل صورة ممكنة في سبيل الوصول إلى الهدف .

و على أساس هذه النظرة ، فإن برنامج الإقصاد الإسلامي هو توفير الفرص المناسبة‌ لظهور المواهب الإنسانية المختلفة ، و لذا فإنه يجب على الحكومة الإسلامية أن تؤمن الإمكانات اللازمة بصورة متساوية ، و أن توفر ظروف العمل لجميع الأفراد ، و تسد الحاجات الضرورية لضمان استمرار حركة الإنسان التكاملية.

۩ الــمـرأة في الدسـتور ۩


في بناء الأسس الإجتماعية الإسلامية تستعيد الطاقات البشرية - و التي ظلت حتى الآن في خدمة الإستغلال الأجنبي - هويتها الحقيقية ، و حقوقها الإنسانية .

و خلال هذه الاستعادة ، فإن المرأة باعتبارها عانت المزيد من ظلم النظام الطاغوتي ، فمن الطبيعي أن تنال القسط الأوفر من هذه الحقوق .

فالأسرة هي اللبنة الأساسية للمجتمع و المهد الطبيعي لنمو الإنسان و تساميه ، و تقدمه ، و عليه فالإتحاد في العقيدة و الهدف أمر أساس في تشكيل الأسرة ، و يعتبر الممهد الأساس لحركة الإنسان نحو التكامل و النمو، و على الحكومة الإسلامية أن توفر الأرضية اللازمة لنيل هذه الغاية .

و بهذا المفهوم عن الاسرة تخرج المرأة عن كونها شيئاً جامداً و أداة عمل تستخدم في إشاعة روح الإستهلاك و الإستغلال الإقتصادي ، و ضمن إستعادة المرأة مسؤولية الأمومة المهمة‌ و القيـّـمة فإنها تعقد العزم على تربية الإنسان المؤمن ، و تشارك الرجل في ميادين الحياة العملية ، و بالتالي تتقبل المرأة مسؤوليات أكبر و تحصل - بنظر الإسلام - على قيمة و كرامة أرفع .




۩ الـجـيـش الـعـقـائــدي ۩


في مجال بناء القوات المسلحة للبلاد و تجهيزها ، يتركز الإهتمام على جعل الإيمان و العقيدة أساساً و قاعدة لذلك ، و هكذا يصار إلى جعل بنية جيش الجمهورية الإسلامية و قوات حرس الثورة على أساس الهدف المذكور و لا تلتزم هذه القوات المسلحة بمسؤولية الحماية و حراسة الحدود فحسب ، بل تحمل أيضاً أعباء رسالتها الإلهية ، و هي الجهاد في سبيل الله ، و النضال من أجل بسط حاكمية القانون الإلهي في العالم « و أعدوا لهم ما استطعتم من قوّةٍ و من رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوكم و آخرين من دونهم»

۩ القضاء في الدستور ۩


تعتبر مسألة القضاء‌ امراً حيوياً يخص حماية حقوق الناس خلال مسيرة الحركة الإسلامية ‌، في إطار تجنب الإنحرافات الجانبية داخل الأمة الإسلامية .

و من هنا تتجه النية لإيجاد نظام قضائي يقوم على العدالة الإسلامية ، و يتكون من القضاة العدول ذوي المعرفة الواسعة بالأحكام الدينية الدقيقة .

و نظراً لحساسية هذا المرفق ، و ضرورة الحفاظ على بنيته العقائدية يجب أن يكون بعيداً عن جميع العلائق و الظروف غير السليمة‌ « و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل» .

۩ ۩ السلطة التـنـفـيـذية ۩ ۩


بالنظر لأهمية السلطة التنفيذية فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام و تطبيق التشريعات الإسلامية كي تسود العلائق و الروابط الفاضلة في المجتمع ، و نظراً للأهمية التي تتصف بها هذه القضية الحيوية للتهيؤ و الوصول إلى الهدف النهائي للحياة ، ‌فإن على هذه السلطة مهمة السعي و الإعداد لبناء المجتمع الإسلامي .

إن النظام الاسلامي في الوقت الذي يرفض فيه التقيد و التأطر في نطاق أي شكل من أشكال الأدارة مما يعرقل الوصول إلى هذا الهدف ، فإنه يرفض تماما ً الأسلوب الإداري البيروقراطي وليد الأنظمة الطاغوتية ، و ذلك من أجل أن يتمكن النظام التنفيذي من النهوض بالأعباء الإدارية و المهام التنفيذية بسرعة و اقتدار .

۩ ۩ وسائل الإعلام العامة ۩ ۩


يجب أن تعمل وسائل الإعلام العامة ( الإذاعة و التلفزيون ) على نشر الثقافة الإسلامية ، بموازاة المسيرة التكاملية للثورة الإسلامية ، و عليها ان تستفيد - في هذا المجال - من تلاقح الأفكار المختلفة ، و أن تحترز بشدة من نشر و إشاعة الإتجاهات الهدامة و المعادية للإسلام .

إن اتباع مباديء مثل هذا القانون - الذي يجعل في مقدمة أهدافه حرية بني الإنسان و كرامتهم ، و يفتح سبيل الرشد و التكامل للإنسان - يقع على عاتق الجميع ، و من الضروري أن تشارك الأمة المسلمة مشاركة فعالة في سبيل بناء المجتمع الإسلامي عن طريق انتخاب ذوي الخبرة و الكفاءة والايمان ، بالإضافة إلى الإشراف الدائم على أعمالهم ، على أمل بناء المجتمع الإسلامي ( المجتمع الأسوة ) الذي يستطيع أن يكون قدوة لجميع شعوب العالم و شهيداً عليها « و كذلك جعلناكم أمة ً وسطا ً لتكونوا شهداء على الناس» .

۩ ۩ النواب «مجلس الخبراء» ۩ ۩


لقد أتمّ مجلس الخبراء المؤلف من ممثلي الشعب ، تدوين هذا الدستور على أساس مشروع الدستور المقترح من قبل الحكومة ، و المقترحات المقدمة من مختلف الفئات الشعبية في اثني عشر فصلا ً ،‌ والذي يشتمل على مئة و خمس وسبعين مادة في مستهل القرن الخامس عشر لهجرة الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) مؤسس الدين الإسلامي المحرر للبشرية ، على أساس الأهداف والدوافع التي سبق ذكرها .


دمتم بمودة 000000000000000 والسلام