قبلة أم ..

هناك قبلة تحرضّني العروج
إلى كنف ذلك المحراب الأبيض
المفعم بلذة الطهر ونشوة الإيمان
وجنات جذّابة كباقة ورد عبقة
تتمدد مع همسات الصباح
إلحاح يشد النفس نحو بريق صفاءها
فترتمي بقداستها على وجه طفولتي
تتحسس براءتي
تتمتع برحيق طفولتي
تكابد عناء اندفاعي
تسبقني بخطواتها الممشوقة
وأدنوا منها بخجل عذري
أحاول أن أستقر في أريج ثغرها
وهي في المقابل تصفق لي
تحثّني
بنيّ .. أقبل .. هلمّ إلي
أهرول صوبها كالعاشق المفتون
فتتلقفني راحتيها المبسوطتان
فأقع خاشعاً على منبر منحرها الموجوع
أصلّي تحت فيء تسبيحها وتهليلها
تلثمني بشفتاها المعجونة بآيات الذكر الحكيم
فأستنشق عرق جبينها المثقل بالآهات
أمخر في عباب ضحكتها الساحرة
فأناغيها :
عزيزتي 00 محبوبتي
فتسمعني
فتمضغ دبيب ثرثرتي المبحوحة
وتتمتم بتلاوات عرفانية
علّني أهجد على صفير صدرها
فموسيقاها يداعب أسماعي
فأمتطي صهوة ذراعيها
فتعانقني عناقاً سافراً 00
وتضمّني بجنون 00
تتنفس بزفرات صاخبة تنعش صدري المقبوض
فأخرّ باكياً بكاء الثكالى
فتناولني كأس العشق بشفتيها الذابلتين
فتضمني مرة أخرى
حتى أتيه في مهد رقادها
فتتساقط عليّ رذاذ لعابها
من وسط دموعها العبقة
فألعقه بشهوة الحب الفطري
تداعبني بهمساتها
تجرعني لذيذ ضحكاتها
وقبل الشروق ..
أرحل على استحياء مخموراً
لأمزق شريط اللقاء
وأتسكع ضد التيار المعاكس
على عربدة نظراتها
على موسيقى بسماتها
وعلى حشرجة حسراتها
انتهى فصل اللقاء
وافترقنا
على أمل أن يتجدد عهد جديد
في يوم آخر
تجمعنا معركة ضارية
نحزم فيها أمتعة الشوق
ومتاع القبلة المعتّفة
قبلة تجر قبلة
فنخلف من وراءنا
أنقاضاً من القبلات المباركة
تحياتي
بقلم/ يوم سعيد