تمضي الأيّام، ثمّ الأعوام.. فيُصبح من النواميس المطّردة تخليدُ ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام، وإحياء أمره العظيم في هذا اليوم المشهود، حتّى تُصبح هذه الذكرى من شعائر الله تعالى ومن أجزاء التاريخ التي لاتبلى ولاتندرس.
وللأربعين أصول وجذور، بل و"مرار.. فقد ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: إنّ الأرض لَتبكي على المؤمن أربعين صباحاً. وجاء عن الإمام الباقر عليه السلام: إنّ السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً.. تطلع حمراء، وتغرب حمراء!
كما ورد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قولُه: إنّ السماء بكت على الحسين عليه السلام أربعين صباحاً بالدم، وإنّ الأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد، وإنّ الشمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة... وإنّ الملائكة بكت عليه أربعين صباحاً.
ولمّا كانت مزايا الإمام الحسين عليه السلام وفجائعه لاتُحدّ.. لم تتوقّف هذه السُّنّة الشريفة، وهي إحياء مناسبة زيارته من قِبل أسرته. قال الشيخ المجلسيّ: عن المناقب: ذكر الشريف المرتضى في بعض مسائله أنّ رأس الحسين عليه السلام رُدّ إلى بدنه بكربلاء من الشام، وضُمّ إليه. وقال الشيخ الطوسيّ: ومنه «زيارة الأربعين».
قم جدد الحزن في العشرين من صفر ... ففيه ردت رؤوس الآل للحفر
يازائري بقعة أطفاله ذبحت ... فيها خذوا تربها كحلا الى البصر
والهفتا لبنات الطهر يوم رنت ... الى مصارع قتلاهن والحفر
رمين بالنفس من فوق النياق على ...تلك القبور بصوت هائل ذعر
فتلك تدعو حسينا وهي لاطمة ... منها الخدود ودمع العين كالمطر
وتلك تصرخ واجداه وأبتاه ... وتلك تصرخ وايتماه في الصغر
المفضلات