هل قتل الإمام الحسين عليه السلام لأجل شيعته فقط ؟
قد يتصور البعض أن الإمام الحسين عليه السلام قُتل من أجل شيعته يريد أن يكفر عنهم ذنوبهم ويدخلهم الجنة. إذا تصورنا هذا التصور نكون مثل المسيحيين مع نبي الله عيسى عليه السلام حيث أنهم يدّعون أن المسيح إنما صلب لأجل أن يكفر عنهم ذنوبهم وسيئاتهم ويدخلهم الجنة.
فالبعض يعمل المآتم أيام عاشوراء ويلطم على الإمام وإذا انقضت أيام عاشوراء بقي طوال السنة لا يصلي ولا يصوم بل ويشرب الخمور - والعياذ بالله - ويعمل المنكرات، وإنما لطمه وبكاؤه على الحسين عليه السلام من أجل محو هذه السيئات.
إن هذا التصور خاطئ جداً وهو إساءة إلى الإسلام قبل أن يكون إساءة إلى الإمام الحسين عليه السلام.. الإمام الحسين عليه السلام قتل لله وفي سبيل الله لإحياء الإسلام.. لأجل إحقاق الحق وإقامة العدل في ربوع الأرض ومحو الظلم والفساد.
يقول الإمام الباقر عليه السلام : " ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه ".
ويقول أيضاً عليه السلام : " من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو ".
فإذا كان هذا الشخص عدواً لأهل البيت - كما في هذه الرواية - فكيف يدخله الإمام الحسين الجنة...؟!
أهل البيت عليهم السلام إنما وصلوا إلى المراحل العالية وصاروا أفضل الخلق بأعمالهم.. بتقواهم وورعهم.. وبجهادهم بأموالهم ودمائهم. فإذا أراد الإنسان أن يلتزم مع الإمام الحسين عليه السلام لابد أن يكون مطيعاً لله، متقياً ورعاً، وحينئذ لو بكى على الإمام الحسين وخرجت منه دمعة فإنها تطفئ نار جهنم.
المفضلات