كادر الأئمة : بوحسين* يواصل سرد معاناته لـ* »الوطن«
كتب(ت) »الوطن*« - أحمد المدوب*:
لجأ الشيخ جواد عبدالله عباس بوحسين خلال الأيام الماضية إلى* ''الوطن*'' شارِحًا المعاناة التي* يواجِهُها نتيجة تفكيره في* الانضمام إلى كادر الأئمة*.
وكان موضوع كادر الأئمة الذي* صدر بعد موافقة مجلس النواب،* وتقوم الدولة بموجبه بصرف رواتب دورية لعلماء الدين وطلبة العلوم الدينية،* قد أثار جدلاً* واسِعًا،* وصلت السخونة فيه إلى التشابك بالأيدي،* وسبّ* وقذف أي* رجل دين* يقرِّر الانضمام إليه*.
اللقاء مع الشيخ بوحسين للمرة الثانية كان مختلفًا فكان الرجل أكثر هدوءً* من السابق،* وعلامات الفرح على وجهه كانت* غير مفقودة،* وقد شكر* ''الوطن*'' على ما قامت به لإظهار الحقائق للناس*.
ولم* يخفِ* الشيخ بوحسين السعادة التي* يشعر بها اليوم،* وخصوصًا بعد أن تلقى دعمًا معنويًّا من مختلف الجهات الرسمية والأهلية لقضيته،* الأمر الذي* ساهم على ما* يبدو في* تخفيف الشعور بالقلق والخوف الذي* كان* يسيطر عليه في* المرة الأولى التي* التقيته فيها*. وفي* حلقتنا الثانية مع بوحسين تحدث عن تفاصيل تكاد تكون أقرب إلى الخيال عن الواقع سارِدًا رؤيته عن محاولتي* اغتيال تعرض فيها لاستهدافه شخصيًّا*.
وعن السبب الذي* يجعل* (س.ا*) والذي* أطلق لقب العدوّ* عليه،* قال الشيخ بوحسين إنه* يحاربه لمجرد فكرته في* الانضمام إلى الكادر،* مشيرًا إلى أنه استخدم فتاوى بعض العلماء لغرض شخصي* هدف به الى إبعادي* عن المسجد*.
وفيما* يتعلق بصحة ملكية المسجد للشخص الذي* حاربه،* قال بوحسين إن المسجد كان قديمًا وأعاد والد هذا الشخص بناءه وهو* يعود في* ملكيته إلى الأوقاف،* إلا أن هذا الشخص* يدعي* وراثته*.
وأضاف* '' بل إنه قام بتعليق صورة والده داخل المسجد،* وقد طلبت منه إدارة الأوقاف إزالتها إلا أنها ما تزال موجودة بالرغم من أن خطاب الأوقاف مضى عليه أكثر من عام*.
وتابع* ''الأوقاف لم تتأكّد من الإزالة،* وهو لم* يكترث أصلاً* نظرًا لكون الأوقاف عاجزة عن الإدارة،* وهي* إدارة ضعيفة وليست قوية*.
ولفت إلى أن السرقة التي* تعرض لها مؤخرا لم تكن الأولى بل الثانية،* فقد تعرض لاقتحام وسرقة مكيف،* وفي* ذات اليوم وجد رسالة تهديد في* منزله لانضمامه إلى كادر الأئمة*.
وواصل بوحسين وهو* يبدو على وجهه القلق لتذكره للواقعة،* مشيرًا إلى أن الرسالة موجودة لدى إدارة التحقيقات الجنائية ولم أحصل عليها ولا حتى على نسخة منها لأوثِّقها لديّ*.
وأشار إلى أن رسالة التهديد تلقّاها في* أحد مواسم عاشوراء إذ كان المنزل لا* يوجد به أيّ* أحد،* الأمر الذي* يدل على أن حركاتي* مرصودة فهم* يعرفون متى أكون في* المنزل ومتى* يكون خاليًا من أهل بيته*.
واستطرد قائلاً* '' الحادثة الثانية لا تختلف في* تفاصيلها عن الحادثة الأولى،* الأمر الذي* قد* يدلّ* ربّما على أن السارق واحد*.
وفيما* يتعلق بالرابط بين سرقة مكيف ووجود رسالة تهديد بعد حادثة السرقة الأولى،* قال بوحسين* '' هم* يريدون أن* يوضحوا أن حادثة السرقة مستقلة وأن الرسالة من أشخاص آخرين*''.
وأضاف* ''ولكنها رسائل لما ممكن أن* يحصل لي* فحتى في* المرة الأخيرة لماذا سرقوا ملابس زوجتي* الداخلية وألبوم صورٍ* خاصًّا بها،* في* حين أنهم كانوا* يستهدفون الوثائق التي* بحوزتي* عن كادر الأئمة*.
وعن محاولتي* الاغتيال التي* ذكر بأنه تعرّض لها فعلاً،* قال وهو* يبدو على وجهه الذهول والفزع* '' نعم تعرضت لحادثتين شعرت فيها بالخوف*.
وأضاف* ''في* المرة الثانية،* تلقيت اتصالاً* غريبًا* يطلب مني* المجيء على الفور،* وخرجت وكان برفقتي* أحد رجال الدين وأدرت محرك سيارتي* على عجل*''.
وتابع* ''وفجأة سمعت صوتًا* غريبًا،* وكان هو انفجار الإطارات الثلاث للسيارة التي* اكتشفت بأنها تم إفراغها ثلاثتها من الهواء،* الأمر الذي* أدى إلى هبوط السيارة على الأرض الذي* أدى إلى تدفق كامل زيت السيارة إلا أن الله سلمنا*''.
وفيما* يتعلق بتوثيق تلك الحادثة بإبلاغ* الأجهزة الأمنية،* ذكر بأنه استشار أحد العلماء ونصحه بالتروي* وعدم افتراض أن الحادث مقصود به التعرض الشخصي* له*.
وواصل ولكني* أعتقد بأنه كان مقصودًا به الإضرار بي،* فإفراغ* ثلاث عجلات في* آن واحد،* لم* يكن بفعل طفل ولكنه بفعل رجل قصد إلحاق المكروه بي*.
أما المرة الأولى التي* تحدث عنها وكأنها لاصقة بذهنه مستذكرًا أدق تفاصيلها،* فقال الشيخ بوحسين في* إحدى المرات جاء الى المسجد شخص وطلب الحديث عن مشكلة*.
واضاف كان شكله* غريبًا وكان قبلها* يتردد على المسجد بين الفترة والأخرى،* وشوهد مرات عديدة واقفًا مع ذلك الشخص الذي* يقول بوحسين بأنه* يبطن العداء له*.
وتابع*'' قال لي* شيخ لو سمحت لدي* سؤال وارتبت حينها من شكله* (...) وكان* يتصبب عرقًا فنظرت الى* يديه فوجدت أنه* يمسك بها بقوة وفيها سكين صغير* يوجد عادة في* بعض* (ميداليات السيارات*)''.
وحول السبب الذي* جعله* يعتقد بأنه* يعتزم قتله،* قال شعرت بذلك حتى قبل أن أرى السكين،* وعندما ركبت السيارة مسرعًا طالبًا من أحد الذين كانوا معي* اغلاق الأبواب،* ركض هذا الشخص الى أحد الأزقة بشكل* غريب لدرجة أن الناس الذين شاهدوا الحادثة بدت على وجوههم علامات الاستغراب*.
وأضاف بنبرة صوت عالية* '' لازلت أتذكر شكل الشخص ولكنني* لا أعرف اسمه،* ولكنني* قررت حفظ صورته في* ذاكرتي* حتى أتجنبه مستقبلاً*''.
وتابع*'' ومن الدلالات على أنه كان* يقصد إيذائي* بأن هذا الشخص الذي* كان في* السابق* يتردد على المسجد بين الفينة والأخرى اختفى من دون عودة،* كما أن الذين* يتردَّدون على المسجد لم* يروه هم الآخرون لا في* المسجد ولا في* منطقة سترة،* مضيفًا وهذه الحادثة وقعت بعد طردي* من المسجد وبعد أدائي* الصلاة ثلاثة أيام في* الشارع*.
وحول ما إذا كانت تلك الحادثة* غريبة،* قال الشيخ بوحسين إن إشهار السكين هو من مقدمات الجريمة،* فهل أنتظر أن* يأتي* المجرم فعلته لكي* أصدق إذا كان مجرمًا أم لا*.
وأضاف*: كما إن منطقة سترة وهذا ليس ذمًّا فيها شهدت أحداث قتل وصلت الى أربع جرائم في* العام الواحد،* إذن فالبيئة الإجرامية متوافرة بصورة أو بأخرى مما* يجعل مثل تلك المؤشرات دليلاً* على جرائم*.
وعندما كررت له السؤال،* عما إذا كانت الواقعة فعلاً* تعتبر محاولة لاغتياله،* ردّ* الشيخ بوحسين بسرعة* '' أنا كإنسان أشعر حينما أكون مهددًا بالخطر وأحسَسْت أنّي* مهدد بالقتل وأنا لا أسرد فيلمًا أو مسلسلاً* ولا أشغل الرأي* العام بدون أن أكون متأكدًا* (...) أنا مهدد بالفعل*''.
وتطرقنا في* الحديث مع الشيخ جواد بوحسين الى لمحات من حياته في* طلب العلوم الدينية،* والتي* اشار الى أنها بدأت منذ أن كان طالبا في* الصف الثالث إعدادي* في* حوزة السيد علوي* الغريفي*.
ولفت الى أنه درس في* العديد من الحوزات الدينية منها حوزة عبدالأمير الجمري،* مضيفًا وهو* يبدو على وجهه تذكر تفاصيل سابقة،* وكنت حينها أنتقل بالنقل العام من سترة الى بني* جمرة*.
وواصل حديثه*'' كنت أرفض التوقيع على العرائض السياسية فقد عرض علي* التوقيع مرة في* حوزة الجمري* ولكنني* امتنعت*''،* مضيفًا* '' حتى أن إدارة المباحث استدعتني* في* ذلك الوقت وسألتني* عن سبب قطع المسافات بالنقل العام من سترة الى بني* جمرة فأبلغتهم أنها لدواعي* طلب العلم وبأني* لم أوقع على أي* عرائض سياسية*.
وحول ما إذا كان تلقى بعض الدورس على* يد الشيخ سليمان المدني،* قال بوحسين لم أدرس على* يده ولكنني* حضرت العديد من الدروس له*.
وواصل حديثه عن الشيخ المدني* والذي* قاله بأنه نصحه بعدم الذهاب الى قم في* التسعينات حينما أخذ مشورته،* مضيفا بأن المدني* لم* يوضح له الأسباب*.
وتابع* '' وبعدها بعامين حصلت أحداث التسعينات وعرفت لماذا لم* يطلب مني* الذهاب فهو رحمه الله كان* يرى بعين المستقبل*''،* مستدركًا*'' وذهبت وزرته في* المحكمة بعدها شاكرًا له النصيحة فقال لي* من الجيد أنك أخذت بها*''.
وعاد بوحسين مرة أخرى ليحاول أن* يتذكر المراحل العلمية التي* اجتازها،* فقال عندي* إجازة للرواية من آية الله محمد صادق الصدر وصلت الى مرحلة بحث الخارج*- وهي* الدرجة المؤهلة لنيل الفقاهة والتجزّؤ في* الاجتهاد* - ولازلت أحضر عند الشيخ حميد المبارك رئيس محكمة الاستئناف*.
وعن المرحلة العلمية التي* وصل اليها الشيخ حميد المبارك،* قال هو فقيه متجزّئ وهو لا* يقلد* غيره*.
وتابع سرد مسيرته العلمية درست بحوث السيد الخوئي،* وتخرجت من جامعة وحوزة النجف،* وذلك لأن العديد من الطلبة أبلغوني* أن شهادة الجامعة معتبرة أكثر من الحوزة*
وواصل*: درست على* يد الكثير من العلماء منهم علي* بن عبدالله الستري،* والشيخ عبدالله العالي* وهو من كبار المدرسين*.
وفيما* يتعلق بزملاء الدراسة،* قال بوحسين إن زملاءه كانوا الشيخ عبدالله النشابة،* والشيخ محمد الفال،* وجواد المصلي* الذي* توفي* في* العراق*.
وأضاف* ''وهناك الكثير من الزملاء الذين انتقلوا الى جوار ربهم بسبب الانتفاضة الشعبانية حينها*''،* متابعًا*'' وأنا خرجت من العراق بأعجوبة فالله أنقذنا*.
وسرد بوحسين الطريقة التي* خرج منها من العراق،* مشيرًا الى أنه خرج مع شخص* يدعى علي* سديف عبر حافلة اللبان أخرجتهم من العراق الى المملكة العربية السعودية ومن ثم انتقلت الى الإمارات،* وعدت بعدها الى البحرين*.
وفيما* يتعلق بالمحاولات التي* بذلها لكتابة البحوث،* قال بوحسين حاولت أن أكتب بعض البحوث ولدي* بحوث تركتها في* العراق ولم أجلبها معي* وهي* في* بعض أبواب الفقه كالطهارة والصلاة وبعض البحوث في* الأصول*.
وتطرق بوحسين الى حوادث وقعت في* العراق حينما كان طالبا فيها أو حينما زارَها بعد عملية الدراسة،* مشيرًا الى أنه في* عام* 97* كان في* النجف وذهبت الى السيستاني* ورويت له ما* يجري* في* البحرين،* فقال لي* يكفي* ما جرى على أخي* زيد الدين في* البحرين،* مواصلاً* ''إذ كانوا* يسمون الشيخ زين الدين* (شين الدين*).
وعندما طلبت منه إيضاحًا أكثر حول ما قاله للسيستاني* حينما زاره،* قال*: كان سبب زيارتي* هو إيصال مبلغ* من المال وصلته اليه من أحد المقاولين البحرينيين وأخذت منه رصيدًا على ذلك لازلت ليومنا هذا محتفظًا به*.
وأضاف* '' وجلست مع السيستاني* وأبلغته عن الأوضاع في* البحرين من فتنة وأحداث وتفجير لاسطوانات الغاز* - السلندرات*- والفوضى وتخوين لبعض علماء الدين*''.
وتابع بوحسين*'' فأجاب السيستاني* على الفور قائلاً* (( يكفي* ما جرى على أخي* زين الدين في* البحرين*))،* مواصلاً* وذكر السيستاني* أن أحوال البحرين ليست* غائبة وأنهم* ينسون أنفسهم ولا* ينسون أهل البحرين*.
واستطرد الشيخ بوحسين وكأن أبواب ذكريات الماضي* قد أعيد فتحها،* واستقبلني* الشيخ ضياء وهو أحد أبنائه وطلب مني* عدم ذكر أي* شيء عن البحرين لأن والده متأذٍّ* لما جرى له في* البحرين*.
ودخلت عليه وكان على فراش المرض فسألني* عن أحوال البحرين فانحرجت أن أذكر له شيئًا لأنّى وعدت ابنه فقلت له إن شاء الله بخير*.
وقال بوحسين ويبدو على وجهه الاستياء لاستذكاره أحاديث تركت أثرًا سلبيًّا عليه فقال لي* ياشيخ هل أفتيتكم بغير علم* يقولون في* البحرين أفتيتهم بغير علم لأني* مطي*.
وفي* نهاية لقاء* ((الوطن*)) مع بوحسين ذكر بأنه من كثرة المضايقات التي* تعرض لها والتضييق على لقمة عيشه قرر في* عام من الأعوام الهجرة الى خارج البحرين ولكنه عدل ورجع عنها*.
وأضاف*: كما خلعت العمامة لفترة من الفترات بعد أن حصلت على عمل في* إحدى شركات القطاع الخاص،* وذلك لكي* أؤمن قوت* يومي*.
ولفت الى أنه* يعتمد في* الوقت الراهن على قوت* يومه من الأموال التي* يحصل عليها من الخطابة الحسينية،* مشيرًا الى أنه* يخشى اعتلاء بعض المنابر التي* يسيطر على مرتاديها لون معين من الناس خوفًا من أن* يسقط من عليها لأنه فكر* يومًا الانضمام الى كادر الأئمة*.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات