السؤال : كيف أحب الله ؟
جواب سماحة السيد المهري :
إن الحب يتبع المعرفة ولا يتحقق بدونها، وكلما زادت معرفة الإنسان بجمال الحق وكماله المطلق زاد حبه، والذي يصل إلى حد المشاهدة بالقلب لا يكاد تستقر روحه في جسمه شوقاً إلى لقاء ربّه قال تعالى : [ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ].
والحبّ لا يُكتسب وإنما يفرض نفسه على الإنسان فرضاً وإذا رأيت في الأدعية طلب الحقّ كقول أمير المؤمنين عليه السلام على ما في دعاء كميل : ( واجعل لساني بذكرك لهجاً وقلبي بحبك متيّماً ) فلعلّ المقصود زيادة المعرفة والقرب والله الهادي إلى سواء السبيل.
السؤال : أنا شاب في الرابعة والعشرين من العمر و أعاني في كثير من الأوقات من لحظات الضعف وأحاول التغلب على تلك اللحظات ولكني في بعض الأحوال أنجر لها و أكثر ما أخاف من أن يتلبسني ذلك المرض الخبيث الغفلة فما هو الحل ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
لا عجب في طروّ الضعف على الإنسان فقد خلق الإنسان من الضعف كما في الكتاب المجيد : [ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً ] وكذلك الهلع والجزع ونحوها، إلا أن اللازم على المؤمن التحلي والتمسك بالصبر والاستقامة بقدر الاستطاعة، وأن يعاجل نفسه بالتوبة والإنابة كلما حصل له الزلل أو الخطيئة، ويجب أن لا يقنط من رحمة الله تعالى فإنه : [ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ]، كما يجب أن لا يغتر بحلم الله وإمهاله فيتمادى في المعصية والطغيان، فإن حالة الخوف من الزلل والرجاء للعفو والمغفرة هي صراط التكامل للطبيعة الإنسانية، ومن أكبر الغفلات والزلاّت هو اليأس من رحمة الباري ومغفرته وتصوير الشيطان أن التوبة لا جدوى فيها وأنها مع تكرار الخطيئة بمثابة اللعب والاستهزاء بمقام الباري تعالى، والحال أن معاودة الخطيئة هي اللعب والاستهزاء، لا الرجوع والتوبة إلى الباري تعالى مهما بلغت كرّات الخطيئة، فاللازم عدم سدّ باب التوبة والإنابة فإنه من أبلغ صفات الأنبياء أنهم توابون أوّابون وإن لم يكن ذلك منهم عن ارتكاب معصية، ثم أنه لا بدّ من الالتفات أن تكامل المؤمن لا يحصل دفعة بل بالتدريج كما في وصية النبي صلى الله عليه وآله : يا علي !.. هذا الدين متين فأوغل فيه برفق وأن المنبتّ لأظهر أبقى ولا طريق قطع . أي أن طريق التكامل طويل والمسرع بحدّة لا يبقى دابة البدن وقواه ولا يطوى ذلك الطريق، فالرفق في تربية الإنسان لنفسه أمر ضروري لبلوغ الغايات.
السؤال : إني غارق في المعاصي وأخشى أن قلبي في طريقه إلى الموت التام فأرجوكم أن تصفو لي علاجاً روحياً قبل فوات الأوان ؟
جواب سماحة الشيخ هادي العسكري :
قال الحكيم : [ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ] أخي المسلم السلام عليك ورحمة الله.
عليك بالإقلاع عن المعاصي وعليك الندم والتوبة والتضرّع والإنابة والاعتراف بالذنب والاستغفار والمسكنة، وتصور واحسب نفسك أنك ميت وأُودعت في اللحد وطلبت باستغاثة واستكانة وقلت : [ رَبِّ ارْجِعُونِ O لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ] فأجابك وأرجعك لكي تعمل ما طلبت، فاجتهد في ما يرضيه منك واجتنب عما يسخطه عليك وكن واثقاً بعفوه العظيم ورحمته الواسعة فإنه آلت ـ وآب الرحيم الغفار الكريم . واعلم إن التائب عن الذنب كمن لا ذنب له.
وقبل هذا عليك بأداء حقوق الناس ورد مظالم العباد والاسترضاء منهم وطلب العفو من الله لهم.
واذكر الموت ولا تنساه واذكر القبر ولا تنساه واذكر الحساب ولا تنساه واقرأ ما تيسر لك من القرآن بتدبير وتأمل يومياً وحاسب نفسك ما عملت في نهارك كل ليلة وعشيا ولا تترك مطالعة نهج البلاغة وتكرارها ما دمت حياً.
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمدٍ وآلَ مُحَمدَ .. اَللَّهْمَّ وصَلِّ عَلى وَليّ أمرِكَ القائِم المُؤَمَل .. والعَدلِ المُنتظَر .. اللهمُ إِنا نَرْغَبُ أليكَ في دولةٍ كريمةٍ تُعِزُّ بها الإسلامَ وأَهلَه .. وتُذِلً بِها النِفاقَ وأَهله .. وتَجْعَلُنا فيها من الدُعاةِ إلى طاعَتِك .. والقادَةِ إلى سَبيِلِك .. وترزُقُنا بها كرامةَ الدنيا والآخرة .. وعَجّل فَرَجهُ الشَريفَ
المفضلات