بسمه تعالى
إسمحوا لي أخوتي الأحبة ، فقد أذن لي عقلي بالاشتراك فمن الظلم أن أكون صاحب الموضوع وأترك دفة الحوار لكما أنتما الأثنين فجلوسي على دكة الاحتياط يسيء إلى شخصي ، فمن المعيب أن أشاهد الإثارة وألتزم الصمت !!
أخي العزيز تمثال إنسان ومع شديد الاحترام لك لا يرضيني أن تتحدث بهذه الضبابية فأنت تنظر إلى الأمور من زاوية ضيقة جداً رغم ثقافتك العالية ونظرتك الواسعة لما يجري من أحداث عالمية وخصوصاً في المجتمعات العربية ، وقد محوت تلك النظرة التقديرية التي أكنها لك بسبب تقييمك للأمور بطريقة عكسية وخاطئة وقد شابت مداخلتك خلط الأمور ببعضها ، فمن الواضح إن العتب والنقد واللوم ينصب على العروبة المتمثلة في القيادات وأنا أؤكد من هذا المنبر وعبر هذه المداخلة إنني غاضب وساخط على الزعامات والقيادات العربية التي تتجاهل عروبتها وعروبة أوطانها وعروبة شعوبها ، وليس لها همًّا سوى التفكير بقصورها وثرواتها وسلطاتها وحكوماتها المتوارثة ، أما الإستماع إلى آهات الشعوب العربية فتلك سياسة رعناء يستخدمونها عبر أبواق المؤتمرات المجلجلة والأصوات البومية التي تسمع صوتها ولكن لا تشعر بوجودها فهي تتحدث في الخفاء ولا تخدم القضايا العربية ووعودها برّاقة ولكن لا وفاء لهم !!
وأنتي أخي الفاضل واسمح لي أن تصغي جيداً لما أقول .. فقولك إن هناك قصور ثقافي في المجتمع القطيفي وأن هناك تراجع ولامبالاة بالحركة الثقافية في هذا المجتمع الكبير الذي أنصحك بالاطلاع على تاريخه جيداً فتاريخه ناصع ومرصع بالمحطات الذهبية وحافل بالكثير من الإنجازات على جميع الأصعدة مما يتشرف به كل مواطن قطيفي ولا داعي للتحدث عنه كثيراً حتى لا تقول لي من يرضى أن يقول عن صالونته ماصخة !! لا أنا ولا أنت نشهد بذلك ، فالكتب تتكلم واسأل الاخصائين والباحثين والمؤرخين فلديهم الخبر اليقين وعندهم الكتب الأثرية والتاريخية والجغرافية من بإمكانها التحدث عن العجلة الثقافية التي كانت تدور منذ حقبة زمنية قديمة ولا زالت تتحرك في نفس الاتجاه وفي تصاعد مستمر ومضطرد ، ولك أن ترى الحالة الثقافية في مجتمعنا وأين وصلت وإلى أين تسير فهي شاهد عيان على التفوق والنضج الفكري لدى مواطني هذا المجتمع الراقي 0
العرب يا سيدي الكريم لديهم العقول التي بإمكانها أن تناطح السحاب ولديها من جواهر الأفكار ما يجعلها تقارع خصومها من علماء الحضارة الغربية ، وليس تفوق الغرب في العديد من الصناعة بدليل على تأخر العرب في هذا المضمار بل هي الحرية المسلوبة والقمع السياسي والفكري هو ما يجعل هذه العقول متصحرة ومجمدة ومصادرة ، وقد تأكد من خلال بعض الاحصائيات أن هناك الكثير من علماء العرب في كل العلوم تهاجر إلى أوروبا بحثا عن لقمة العيش نظراً للتضييق الذي يلاقوه من حكام بلادهم ، وإنهم لا يتمكنون أن يخرجوا ابداعاتهم ومهاراتهم وقدراتهم وابتكاراتهم وانجازاتهم في بلاد لا تثمن جهودهم ولا تحتضن مواهبهم وأفكارهم العلمية ، فلم يجدوا وطناً يفتخر بهم فبحثوا عن أوطان أخرى تحقق لهم المساحة الكافية للإبتكار والبحث العلمي 0
إننا نعتب عبر هذا الموضوع عن القادة العرب الذي تخاذلوا في ظل الأزمات والضربات المتتالية على رؤوس شعوبنا المهضومة والمستضعفة ، أما المجتمعات والشعوب فهي تشتكي كما أشتكي أنا ومن وافقني الرأي ، نصرخ من ويلات التغييب واخفات واخماد صوت الشعب وتكبيله وإقصائه عن الوجود في خارطة الحرية ، وإننا نناشد دائماً الزعماء العرب بالتلاحم والتعاضد مع إخوتهم في الإسلام كي يشكلوا ائتلافاً عربيا إسلاميا يذود عن مصالح الأمة الإسلامية ولكن لا حياة لمن تنادي !!
نحن نفخر ونمجد كل الشخصيات العربية الإسلامية التي خدمت الإسلام وجاهدت بعروبتها الأصيلة من أجل رفعة راية الإسلام ونقدسهم رموزنا العربية المخلصة ونسطر تاريخهم بماء الذهب ولا ننكر فيهم تلك البطولات والصولات والجولات التي خاضوها في العديد من المعارك الإسلامية 00 ولا نرضى أن يسيء أي أحد إلى قاداتنا ورموزنا الإسلامية وأولهم حبيبنا ومقتدانا أبا القاسم محمد عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم فكل من يمسه بالماء نمسه بالدم 0
يطول الحديث في هذا الصدد والمقام قد لا يتسع ولا أريد أن أستأثر بالحديث فربما غيري له إضافة وكلمة يود الاشتراك بها في هذا الموضوع المؤلم ، فالعروبة تعاني المرض وتئن الوجع وتحتضر بمرأى القادة العرب والشعوب تحاول تحريض قاداتها بالنهوض والوقوف وإعادة أوراقهم وحساباتهم حتى لا يجتمع الأعداء على تمزيق وحدتنا ومن ثم نلطم على وجوهنا كالأرامل وكالنساء الثواكل !! إننا عرب بلا عروبة فالعروبة الحقيقية يعرفها أناس دون ناس آخرين ، وقد تمثلت في شخصية بعض القادة واختفت في وجوه البعض الآخر وهذا يعود إلى سياسة الخنوع والضعف والتخاذل !!
للحديث بقية وتتمة قد تعود مع عودة الطيور إلى أوكارها .....
تحياتي
يوم سعيد
المفضلات