إلى الأخت الكريمة/ النورس الحزين
أحب أن ألفت نظرك لشيء قبل أن يلج الجمل في سم الخياط ..!! وهو إن الموضوع الذي داعب عينيك هو من بنات أفكاري وليس منقولاً من أحد غيري على حد تعبيرك ، فليس هناك داعي للحيرة باستخدام حرف ( أو ) فالكاتب هو أنا بشحمه ولحمه ولم أقم بنقل شيء من أتعاب غيري ولو قمت بذلك فسوف لن أخجل من تذييل مشاركتي بكلمة منقول جرياً على العادة المتبعة ..!!
ثم أحب أن أضيف شيئاً لمعلوماتك أختي المؤدبة يخصني شخصياً حيث أن كتاباتي دائماً أقدمها بنية النشر وللقراءة والاطلاع ولا ألزم أحداً بالرد أو التعليق لإنني لا أرجوا من ذلك جزاءاً أو شكوراً فلا يحزنني إن لم يتفضل أحدهم بالبرد أو التعليق ، وإن كانت أمنية غيري إثراء الموضوع الذي يشارك به فأنا يكفيني فخراً وشرفاً زيارة أحدهم 00 والنظرة العابرة أو الإطلالة السريعة هي منتهى طمعي ولو تحقق ذلك فسوف تبقى توقيعاً ذهبياً في سجل يومياتي 0
هذا شيء والشيء الآخر وهو الأهم والمهم في حديثي أن الموضوع بما فيه من عنوان هو لائق فوق ما يستحق ولا أعتقد أن هناك ما ينبغي التراجع عنه ، فالعرب إسم يبرز تاريخياً على خارطة العالم نظراً للسجل الحافل الذي أحرزوه وذلك إنجاز يشرف جبين كل عربي ويرفع هامة كل من ينتسب إلى العروبة قلباً وقالباً وهذا لا يختلف عليه إثنان وأنا أفتخر بعروبتي ولغتي العربية وأتمنى أن نقارع بعروبتنا كل الحضارات الأخرى التي تعتز بأديانها وأجناسها ومعتقداتها وهويتها وشخصيتها ، ولكن كل هذا الكلام الذي ذكرته يضيع في هرج العرب ، فأين العروبة الآن ؟ أين الضمير العربي ؟ أين الموقف الصادق ؟ أين الكلمة العربية ؟ أين الغيرة وأين الوحدة العربية ؟ وأين الدم العربي ؟ وأين وأين وأتعب وأنا أفتش عن الهوية العربية في هذا العالم المدجج بالحروب الجائرة ضد العروبة ..!!
العنوان الذي أخترته راجعته أكثر من مرة ومحّصته فلم أجد أليق منه بل على العكس فلقد جاملت العروبة على حساب الحقيقة فمرض الأيدز أهون من غيره ، ولو فتّشتي بين طيات الكتب والمقالات التي تنشر عبر الصحف لرأيتي العجب العجاب فقد سبقني غيري إلى الذم في العروبة والسب والشتم ، فلقد مرّت الشعوب العربية بالكثير من المحن والمآسي وذاقوا الويلات والعذابات وكانت تستجدي الصوت العربي ولكن لا حياة لمن تنادي ؟ فمن المسؤول عن شتات فلسطين الآن ؟ أليسوا هم العرب ؟ كانت هناك بعض البلدان العربية تكابد الموت وتصارع العدو الغاشم بيد جرداء في وقت كانت فيه الأمم العربية تتعيش أفضل حالاتها من الرخاء والغنى والثراء ؟ فأين تلاحم العرب ؟ وأين تضافرهم ؟ وأين اعتصامهم بحبل الله ؟ ولكن حروف العروبة تفرقت وتمزقت وتفككت قواها وياريت حدث ذلك من جرّاء غزو خارجي كان هو السبب وراء سقوط الراية العربية ووصولها إلى الحالة المخزية ..! بل العرب أنفسهم هم الذين خانوا شرف العروبة وتاجروا بها وباعوها بأرخص الأثمان وأوصلوها إلى هذه الحالة المزرية 00 صارت العروبة للأسف علكاً يلاك في أفواه الماجنات والمحتلين وأصبحنا أضحوكة في فم الساخرين والمتآمرين ..!!
إنني يا أختي الفاضلة .. أشد غيرة منك على العروبة ولا أرضى بأن تهان العروبة وأن توطأ بالأقدام ، ولكن الغربة التي تعيشها كلمة العروبة والشتات الذي حدث للعرب والعروبة نفسها هي وراء سخط الكثير من الشعوب المطحونة ، ولا عزاء لمن أخطأ في حق العرب والعروبة 00 لأنه ليس هناك ذكر للعروبة ولا هيبة يحسب لها ألف حساب ! العروبة الحقيقية هي لأشخاص معدودين دون غيرهم ممن يحملون شعار العروبة وشكل العروبة ظاهرياً لا جوهرياً ، وهم للأسف محسوبين من العرب بينما هم خونة مستعربين يفتقدون لأبسط مواصفات العروبة ..!!
العروبة التي تخافين عليها وتحتجين على وصفها بأنبز الألقاب ضاعت في خضم الخيانات والمؤامرات والمعاهدات الرخيصة ! إن العروبة هي تشكي حالها للعالم مما وصل بها الحال من سوء الأوضاع 00 لقد أريق ماء وجه العروبة وتلاعبوا بمصير شعوبهم بمهادناتهم الوضيعة ، ولو كان هناك إثنان فقط في نفس عروبة السيد حسن نصر الله لكانت العروبة بخير ولما تجرأ أحدهم مثلي بوصف العروبة بهذا الوصف الشنيع والمهين ..!!
أقدر لك مشاعرك وربما هزّ العنوان جوانحك ولامس الجرح العربي في قلبك ، فدبّت الغيرة والوطنية والعروبة في ضميرك فاستأسدت فيك الحمية والنخوة ولم تقبلي بهذا العنوان الزهيد لأنه يمس عروبتك ، وأنا ولا فخر سعيد بهذه المشاعر الأصيلة وأشاطرك الرأي فالعنوان فيه إجحاف كبير في حق العرب والعروبة ولكن ليس هناك بالإمكان بأفضل مما كان ، ويجب أن أقول الحقيقة وأعبر عنها بما يصف حال العروبة وواقعها المرير ، فلقد وقع فأس العروبة على رؤوسنا ونحن من نغتال عروبتنا بأيدينا ونحن من مرّغنا أنف عروبتنا في وحل الابتذال 00 فلا تلوميني لو قسوت قليلاً على مشاعرك وكسرت شكيمة العرب التي هي في الأصل مصابة بالصدع وشروخها لا يمكن أن تلتئم ما لم تجتمع الأمة العربية على كلمة واحدة ويتركون عنهم الركون إلى الذين ظلموا حتى لا تمسهم النار وتحترق شعوبهم بلهيب الذل والاستعمار والاذلال !!
أصدقيني القول .. هل هناك من ثمة زعيم عربي يتحلى بالوفاء والصدق والأمانة والغيرة والإخلاص والشهامة وترينه مستحقاً ومناسبا لأن يرفع راية العروبة ويحميها من التلاعب غير شخص السيد حسن نصر الله ؟ هل السيد حسني مبارك أو السنيورة أو القذافي أو زعماء الخليج هم حزمة العصا التي لا تنكسر ؟ ولا تخاف من سطوة الزعماء الكبار ؟
ما أكثر القادة العرب حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل ، والشخص الذي يخشى على عرشه ويرى في عرشه قيمة أكبر من قيمة شعبه شخص لا يستحق أن يطلق عليه عربي وهو ليس مصاباً بمرض الأيدز فقط بل هو مريض بكل أمراض العصر الخبيثة ويستحق أن يتعذب بها ولا يستحق أن يشفى بعدها أبداً ، هذا رأيي في العروبة الآن بمعناها المتداول وبحقائقها المعروفة وبأشخاصها المخدعين بها ، ولا أسحب كلمتي وأرى العنوان هو أصدق ما يجب أن يتصدر موضوعي ، وأترك لك الخيار في المشاركة والتعليق وهذا شأنك فلا ألزمك به ولا أعضلك عليه لإنني قلت مسبقاً أنا أقول رأيي وأرحب بآراء الآخرين ولكن أن أقنع بما لست مقتنع به فهذا شيء لا يمكن الانصياع له وهذا قرار لا رجعة فيه مثلما أنتي قرنتي شرط الرجعة إلى مناقشة الموضوع بتغيير العنوان ..!!
معذرة إلى أختي القديرة/ نوارة الدنيا ، فلقد ضعت عن الرد عليك ، ولا بأس أن أقدم لك شكري العميق على تواجدك وحضورك في موضوعي وسعدت برأيك اللائق في وصف العروبة التي كانت حلماً يداعب أطفال الحجارة وكانت أملاً تضع الشعوب المستضعفة عليها لتنال الحرية واسترداد الكرامة ؟ ولكن أين العروبة الآن ؟ إننا فعلاً أمام عروبة مخزية ومجلبة للخزي والعار والدمار ، فمن أين لنا أن نزهو وتباهى ونفتخر وقياداتنا متنصلة للمسؤولية وخائفة وترتعد فرائصها أمام سطوة الاستكبار ..!! ألم يحن للعروبة أن تتخلى عن صمتها ؟ أن تستيقظ وأن تطالب بثمن الهيمنة والقمع الذي تفرض على شعوبنا المقهورة وأن تعانق يديها أيادي شعوبها لإستعادة هيبتها المهدورة ..!!؟
أفتخر بشخصيتين غير عربيتين في الواقع الحالي وهما رئيسا كوبا المعتزل عن الرئاسة ورئيس فنزويلا اللذان تحديا كل الظروف ووقفا بوجه الهيمنة الأمريكية ولم يتزعزع موقفهما ورفضوا الطاعة لأمريكا وقد أبت نفوسهما أن لا يعيشا العز في خيمة الذل والعار حتى وإن ترتب على مقاومتهما العزلة عن المجتمع الدولي والحصار التي تفرضه أمريكا ومن على شاكلتها 0
شكراً لك أختي ....
كلام بين قوسين : ( لا يشرّفني أن أنتمي إلى منظومة عربية جلّ قياداتها من اللصوص والخونة والعملاء والمتخاذلين بإستثناء بعض الزعماء الذين يحاولون أن يجدوا لهم موقعاً وسط هذا الجدار المتصدع ، كما لا خير في جسد مريض هزيل أصبح وباء على باقي أعضاءه الحسّية ولم يعد تجدي معه كل طرق العلاج الوقائية واستعصى عليه الشفاء العاجل ) 0
بقلم / يوم سعيد
المفضلات