بسمه تعالى
قرأت منذ أيام موضوعاً لأحد الأخوة الأعضاء هنا في هذا المنتدى والتصق رحى النقاش برأسي ، ولم تحضر الأفكار في حينها حتى أنال شرف المشاركة ، ولكن أحب الإشارة اليه فلقد كان الموضوع يتناول حال الشيعة والتنكيل الذي يطالهم من قبل حكوماتهم والفكرة السيئة التي دفعت السلطان الى اعتقال قياداتهم ورموزهم والتنكيل بأفرادهم وكل من يتصل بهذا المذهب من قريب و من بعيد ، وقد تشعب الموضوع واتسع وأخذ بعض الأعضاء يتحدث عن عروبة بعض القيادات وشكك في نزاهتهم ومواقفهم وعطاءهم وولائهم وقد شدّني النقاش أكثر وبدأت فكرة الدخول لا تبارح رأسي حين كان الأخ الكريم/ جمال أبو الخير طرفاً في الحوار فلقد كان الأخ يحاول ومن خلال ردوده الحكيمة أن يهدئ الجو الحواري لأن الحديث عن العروبة شائك ومتفرع ، بينما كانت هناك أطراف أخرى دخلت النقاش وأخذت تضرب بيد من حديد فهي مقتنعة أن هناك بعض العربان من يخلو قلبه من الإسلام ، فهو محسوب على المسلمين كونه عربياً بينما هو _ أي الزعيم _ لم يقدم لا للعرب ولا للمسلمين سواء بعض الاجتماعات والوعود التي لا تسمن ولا تغني من جوع فهو يمد يديه إلى من تعضنا أنيابه 0
بعد هذه المقدمة أحببت الانخراط في الموضوع وجهزت كلمة لكي أشارك بها ولكنني ضعت عن الموضوع ، فاضطررت أن أفرد له زاوية خاصة به علّني أحظى بالأعضاء الذين كان لهم موقف وكلمة في ذلك الموضوع أن يشرفوني بحضورهم وإن لم يكن فلا بأس أن أحظى بحضور جديد من بقية الأعضاء الكرام الذي أحب أن أتعرف على آرائهم في عروبة بعض القيادات التي تحمّل عليهم شعوبهم بعض الوقفات المشرفة 0
إليكم ما كتبته وأرجوا أن تكوني معي أمينين وصادقين في الرد والتعليق والنقد والتوجيه فالإنسان خطّاء وخير الخطاؤون التوابون وربما نختلف في بعض الرؤى ولكن حتماً لا نتمنى أن نصل إلى الخلاف ، فمهما يكن فالاختلاف قد يثري ويخلق بعض الأفكار التي تغيب عن أسماع بعض القيادات المسؤولة 0
النص :
الحديث عن العروبة كالحديث عن مرض الأيدز تماماً ، فلا يغضب عليّ أحد الأخوة العرب إن كنت قاسياً بعض الشيء في وصف العروبة والعرب أنفسهم ..!! ذلك لإنني بحثت عن مصطلح العروبة في كل القواميس فلم أجد الا اللغة العربية فقط اللغة التي نتحدث بها ونجيد نطقها فالكثير يتحدث باللغة العربية فما بقى أمريكياً ولا هندياً ولا صهيونياً ولا بريطانياً إلا وعرف كيف يدخل إلى اللغة العربية ويتسلى بالتحدث بها ، لأنها فعلاً صارت تسلية للبعض ، فلم يكتفوا بذلك حتى بدأت المخططات تحاك من ورا لورا أي من خلف الكواليس للتوغل إلى الإسلام من منفذ اللغة العربية نفسها 0
فالعربية موجودة ولكن العروبة مغيبة عن معالم حياتنا ..!!
رغم كل ذلك يجب أن نتحدث عن العروبة وإن أصابنا الحديث عنها بالمرض العضال فذلك لا يهم فماء وجه العروبة أريق وصار الانتساب إلى العروبة شيئاً مذلاً وخزياً يعيّرنا به العرب الأوائل ، فأين العروبة بالله عليكم أسألكم ؟ هل هي هناك في تلك الاجتماعات العربية التي تعقد ولا نسمع منها إلا التصاريح والكلمات البراقة والوعود ذات الألوان والأصباغ المجوفة؟ هل هي في الزي العربي الذي يرتديه أولئك القادة ؟ هل هي في الأموال الذي تعمل في الخارج في حين إن الأطفال العرب يموتون قهراً تحت دبادات الصهاينة ؟
يجب أن لا نخلط بين العروبة والإسلام ..؟ فكل مسلم عربي وليس كل عربي بمسلم ؟ هذا هو الواقع المرير الذي تعيشه العروبة وهي حالة مخاض لن يصحوا منها الأمة العربية ؟ فنحن للأسف فالحين في كل حاجة في الرغي والكلام والسلام والسباحة في الحمام وتربية الغنام وأسراب الحمام وفي القتل والمؤامرات وفي الاغتيالات والإرهاب والاعدام ..!! وعبادة المال والنساء والأصنام ؟
أما أن نترجم الإسلام أفعالاً ومواقف فهذا لم يفعلها إلا الصادقين أمثال السيد حسن نصر الله حفظه الله ومن قبله الامام الخميني (قدس) ولو نبشنا التاريخ لاكتشفنا أن هناك أبطال قاوموا ببسالة لتحقيق العروبة ودفعوا حياتهم ثمناً لها ، أما الآن فالقومية هي القوة الضاربة وهي التي تنعق مع الناعقين ، فلو كانت هناك عروبة حقيقية لكان هناك اعتراف بالحديث الذي قاله الرسول (ص) : لا فرق لعربي على عجمي ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى !! فأين التقوى والإسلام تتشرد أطفاله وتتمزق وحدته ولا نجد عربي أصيل يعتصم بحبل الله مع جماعته ، فالكل يحارب على عرشه والكل يخطط ويهادن ويعاهد ويتصل في الخفاء لتطويق نفسه بالحاجز الأمني وبرم الاتفاقيات والمعاهدات من تحت الأسرة والبطانيات ..!!
أسكتوا أفضل لكم لو ساوركم بعض الخوف على مناصبكم وإن كنتم تملكون ذرة من الشجاعة فسيروا على نهج أوليائكم الأبرار الذين قالوا وصدقوا ، فالموت خير من الحياة مع الظالمين وإن العيش معهم إلا برماً ، والموقف سلاح ومصافحة الأعداء ذل وهوان ، تفلا تصادروا عروبتكم وقولوا الحق ولو على أنفسكم ، فنحن نعاني من تلك الأجساد العربية التي تلبس الملابس الفارهة وتعيش في القصور والفلل الفخمة وهي عارية من الصدق والعروبة الحقّة ..!!
نشر الغسيل لا يحتاج إلى حبال نعلق عليه الفضائح فكل الأكاذيب والنفاق والسلطات المحكومة ما هي إلا خفافيش وطيور البوم التي لا تظهر حقائقها في النهار بينما من يريد أن يستدل عليها فسوف تراها متخفية في ظلمة الليل فهي تتحدث اللغة العربية في الجو المظلم حيث الظلم ديدنهم والظلام ستارهم 00!!
وأضطر إلى الختام بختام لا يفوح مسكاً على عكس ما نردده من المثل المتعارف عليه فأقول : يا مآمن للعروبة يا مآمن للماء في الغربال ..!! فعلاً 00 فهؤلاء العرب - ولا أعني بالعرب جميعهم – لأن هناك عرب أشراف ونفتخر أن نضعهم على رؤوسنا ، إنما أعني بأولئك العرب المتعربون والمندسون للعروبة ولا يحملون جوازاً عربياً وإن كانوا بالفعل يحملون هذا الإسم في هويتهم الشخصية فهم مجرد قوالب فارغة خالية من مفهوم العروبة الحقيقية ، فالعروبة تجدها ( ربما ) في الرئيس الراحل السيد جمال عبد الناصر ، وفي شجاعة الرئيس الراحل ( حافظ الأسد ) ، وفي بسالة السيد حسن نصر الله حفظه الله وفي بعض القيادات الأخرى التي ضاعت في جعجعة المواقف السياسية وانجرفت بين المد والجزر ، ولا يهمّني مرة أخرى ماذا يجرّ علي كلامي هذا ، لإنني لم أخطئ في حق العروبة المهدرة لذلك لا أخاف أن أقول كلمة الحق أمام حاكم جائر جنى على نفسه وعلى شعبه وعلى عروبته 0
يجب أن نستيقظ ونعيد أمجاد العروبة إلى موقعها الصحيح ، وإلا سنسقط بدل المرة مرات عديدة وسوف تصبح قيمومة الغرب وليس العرب علينا وسوف تبقى العصمة بأيديهم يتحكمون في مصائرنا كيفما يشاؤوا وربما يسرحونا ويطلقونا بالطلقات الثلاث ويجعلونا نتسكع في الطرقات بلا هوية عربية ، ووقتها لن تكون الثورة العسكرية سهلة على بعض الشعوب ، فلتبقى الثورة على الذات هي الأهم ومن ثم تبدأ الثورة على الآخرين لإسترداد الهيبة العربية المسلوبة ، كأن ترفع صورتك ولا تدع السلطات تخمد صوتك وتجعلك مداساً توطأ بالأقدام وتركل بالجزمة أعزكم الله 0
تحياتي
يوم سعيد
المفضلات