دنيانا الفانية
هي الـدار دار العـنى والمحــن---ودار الـغرور ومـأوى الحزن
و دار الكـروب ودار الـخطوب--- ودار الـحروب ودار الفتـن
ولو نـلت ما نـال قارونـهـا---لـمت و في القلب شجــن
فمـن رام يومـا بها أن يعيـش---خلياً من الهـم فهو الأجــن
فلا العذب منها خلا من أجـاج---و لا الصفوا منها خلا من درن
فلا تـأمـلـن بها راحـــة---و في رغد العـيش لا تطمعـن
فما أحـد عاش مـن شـرها---معـافا سليمـا خلا من وهـن
و لا ملك نـال فيـها منـاه--- و لا ذو الفـنى بغنـاه اطمئـن
و لامعدم جانبته الهمـــوم---و لا سالمتــه صروف الزمــن
و لا الأنبيـاء و لا الأوصياء---و لا مؤمـن عـاش لم يمتحــن
فأي أمرىء عاقـل يرتـجي---دوام السـرور ولم يفتتــــن
يا كاشف الهم
فهون عليك الأمور الشـداد---ومـن رحمة الله لا تقنطــــن
وعنك أطرحن واردات الهموم---وثق بالإلـه ولا تجزعـــــن
فكم كربة ضاق منها الخنـاق---فزالت و فرجهــا ذو المنــن
وكم أعقب العسر يسرا قريب---وكم جــاء نصر خلاف الـجبن
وكم فرحة أعقبت ترحـــة---وكم أخلف الظـن ما لم يظـن
فثق بالإله و حقق رجـــاه---و من لطف ذو اللطف لا تيأسن
انتظرو المزيد من الكوفي
المفضلات