نداء عاشوراء في زمن الظهور

تردد على أفواه خطباء االمنبر الحسيني عبارة((يا ليتنا كنا معكم سادتي فنفوز فوزاً عظيما ))..كذلك نحن نرددها معهم ..فهل هي مجرد كلمات صفت من باب التمني فقط وهل لو أننا كنا معهم وفي حومة المعركة هل سنكون من المخلصين في نطقنا لها قولاً و فعلاً!ً!
سؤال يحتاج إلى أن نعرضه على أنفسنا ،ونعرج بأرواحنا إلى تلك الأرض..أرض الطف ..أرض البطولة والقداسة،فعندما ينادينا الحسين عليه السلام ويستغيث بقوله:(ألا هل من ناصر ينصرنا..)
فهل نلبي دعاءه وننساق نحو مطلبه متجردين من عوالق الدنيا الدنية
كلا !!فالكثيرمنا يجبن عند اللحظة الحاسمة لحظة تلبية الدعوة،ولكن
لنتحاور مع أنفسنا من جديد ولنعرض عليها عرضا هو من أثمن العروض الذي ننال به كرامة الدنيا والآخرة ، ولنقل لها: إن لم نكن شهدنا كربلاء ولم نكن ممن لبوا استغاثة الحسين عليه السلام حين
ذاك فالفرصة ما زالت في أيدينا ، فنحن هنا مع حسين زماننا مع فلذة كبده مع من سيأخذه الثأر له وينادي بـ ((يا لثارات الحسين )).
فما علينا إلا أن نمهد لظهوره ولنمحص أنفسنا وننقيها من كل ما يشوبها ، فهو غائب عنا لعدم وجود الناصر منتظر ذلك ولن يتحقق
إلا بالعمل المستمر ومجاهدة أنفسنا بالجهاد الأكبر ألا وهو جهاد النفس .. لنرتقي في سلم التكامل الأخلاقي الذي يوصلنا إليه..
كما قال الصادق عليه السلام :((طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته،والمطيعين له في ظهوره،أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)) .
وكما ورد إن الإمام الحجة (عج) عند القيام يسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيراً به ثم يبتدىء خطبته التاريخية: بالحمد والثناء لله ثم ينادي :
(أيها الناس!إنا نستنصر الله ومن اجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم محمد ،ونحن أولى الناس بالله وبمحمد (ص).. ثم يقول :
وأسألكم بحق الله وبحق رسوله وبحقي فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله الا أعنتموني ومنعتموني ممن يظلمنا فقد أخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا، وبغي علينا ،ودفعنا عن حقنا ،
وأفترى أهل الباطل علينا ،فالله الله فينا، لا تخذلونا ، وانصرونا
ينصركم الله تعالى ...))
فلنرفع أصواتنا ولتخرج من أعماق قلوبنا بكل أخلاص ولنلبي نداء الحجة المنتظر (عج)ولنقل له يا مهدي..إننا منتظروك..ومتلهفون للقائك.. فهل لنا من لقاء؟؟!!

اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة ولينا وكثرة عدونا وقلة عددنا وشدة الفتن بنا وتظاهر الزمان علينا فصلي على محمد وآل محمد وأعنا على ذلك بفتح منك وبضر تكشفه ونصر تعزه وسلطان حق تظهره ورحمة منك تجللناها وعافية منك تلبسناها برحمتك يا أرحم الراحمين