بسمه تعالى
لديّ أفكار تولدت مؤخراً وأحب إضافتها علّها تثري الموضوع ، فالمعلوم لدى الجميع إن المرأة هي أخت وإبنة وأم وهي البهجة في هذه الدنيا ولا أعتقد إن الرجل بإمكانه أن يعيش مستمتعاً بهذه الحياة دون وجود إمرأة بجانبه ، وهذا الأمر يمنح المرأة قيمة كبيرة فلا تحسب المرأة إن هذا التعزيز يجعلها تصعد فوق ظهر الرجل لتتحكم في أسلوب حياة الرجل ، فرغم حاجة الرجل الماسة للمرأة إلا أن هذا لا يعني إن بإمكانه الاستغناء عنها وأن يدير حياته بدونها ، ومن يريد أن يتأكد إن المرأة تستثمر الفرصة بطريقة خاطئة وتحاول استغلال موقفها كأنثى وبأنها تمتلك مفاتيح القيادة في جانب من جوانب الحياة 00 يمكنه أن يقرأ أي كتاب يتناول أهمية كلا من الرجل والمرأة لبعضهما البعض فسوف يكتشف إن المرأة وبفضل ما أعطاها الله عزوجل من مميزات ومواصفات تستفيد من هذه الفرصة لتتغلب على نقاط ضعف الرجل وحاجة الرجل إليها فتتحكم بقوانين اللعبة بطريقة أستطيع أن أسميها "حمقاء" !!
يقولون أن النساء تتمنع وهن الراغبات ، ويقولون إن المرأة تتمسكن حتى تتمكن ويقولون أشياء كثيرة في حق المرأة لا لشيء إلا بهدف الحط من كيان المرأة ، ولو افترضنا جدلاً إن كوكب المرأة يحوي أصناف كالذي تنطبق عليهم هذه الأمثلة السالفة الذكر إلا أن المرأة لا زالت محط تقدير واحترام وعلى المرأة أن تحترم شخصية الرجل وأن تراعي نقاط ضعفه وأن تحسب حساب للحساسية التي تثار بين الرجل والمرأة حتى تستقر العواصف وتخمد العواطف 0
كما أحب أن أضيف شيئاً إلى ما سبق وهو إن الحشمة المعنية والذي أشار إليها بعض المتداخلين فهي الحشمة الأخلاقية بمعنى أن تكون ملتزمة بالحياء والعفة والورع والاستقامة والأدب لا أن تكون من بره هالله الله ومن داخل يعلم الله ..! فلقد رأينا في عدة دول إسلامية كإيران ولبنان وبعض الدول التي لا ترى في العباءة ضرورة إسلامية لستر المرأة حتى تصدق مقولة الحشمة والهداية فترى النساء بملابس عادية ووجهها مكشوف وتسير في الشارع ولكن يبدوا على سيماءها الأدب والاحترام فترى خطواتها بإتزان وبعناية وبدون مبالغة فلا تتحرك بسرعة حتى لا يصدر منها ما يثير حاسة السمع لدى الناظر إليها ، فمثل هذه النسوة لا تحمّل نفسك عبء النظر إليها لإنها محترمة أصلاً وتفرض عليك أن تغض النظر عنها 0
أما في بعض المجتمعات الخليجية فهناك عباءات - أعوذ بالله - ليست غطاء شرعي بل هي لوحة جميلة تحتوي على الطبيعة الغنّاء من الفواكه والألوان الجميلة التي ترغب أن تلتقط لك صورة بجانب هذه العباءة لروعتها وجمالها الأخاذ .. كما أنها تغري رغم ما بها من اتساع ورغم أنها تغطي كامل بدن المرأة ورغم أن صاحبتها ترتدي القفاز ولا ترى شعرة ولا بشرة من شكل هذه المرأة ولكن الألوان الخاطفة والرسومات والأشكال التي تطرز هذه العباءة تجعلك تشك إن صاحبة هذه العباءة إمرأة ذو شخصية مهملة ومستخفة وغير مبالية وصاحبة أخلاق هشّة مما يجعلك تتحرش بنظرك عنوة وبشكل عفوي لا تريد سوى أن تملئ عينيك بهذا المنظر الطبيعي الشاد والشاذ 0
فبا الله عليكم أين الحشمة في المرأة المتقيدة بكامل شروط الحشمة والفضيلة وهي تقطع الشوارع طولاً وعرضاً وتشق الأرض شمالاً وجنوباً وتتنقل من دكان لآخر ومن محل لآخر وتخالط الرجال وتزاحم الشباب وتفضل أن تسير في الشارع بينما يتسنى لها أن يقلها زوجها أو أخيها أو أبيها إلى هدفها التي تريد الوصول إليها ، أعتقد إن الحشمة تعني الأخلاق الحميدة وعدم الاستخفاف والالتزام بالأدب في كل شيء لا الحشمة بالشكل فقط دون الجوهر ..!!
الحديث يطول ويتشعب ويلد أفكاراً جديدة قد تتصل بالموضوع الأساسي وقد لا تتصل به ، وإنما الاستفادة انتشرت ووصلنا إلى عدة نتائج عديدة من خلال هدف واحد ..!!
الخلاصة : إن التحرش طبيعة بشرية ، فمثلما تتحرش في الرغبة لأكل بعض الوجبات الشهية وهي مذبوحة بالطريقة اللاشرعية فإن لم تقبل على شراء هذه الوجبة فسوف تشبع معدتك بشم الرائحة وتكتفي بذلك ، بينما ترى الوجبة تبعث روائحها وتحاول خطف حاسة الشم لديك خصوصاً إذا رأيت المايونيز يتصبب من بين لحوم وسلطة هذه الوجبة المعروضة 00!! هل العيب في الناظر إلى هذه الوجبة أم أن صاحب المطعم ترك الوجبة معروضة للزبائن وتركها مهملة دون مراقبة ودون متابعة ولم يقم بتغطية هذه الوجبة 00 فالنتيجة واحدة من إثنتان إما أن يموت الناظر إلى هذه الوجبة حسرة وجوعاً وهو يرى اللحم المشوي المحشو بين الرول وإما يضطر إلى السرقة ويخطف هذه الوجبة ولا من شاف ولا من درى ..!!!
تحياتي
يوم سعيد
المفضلات