بسمه تعالى
لن أكابر وأقول إن رأيي هو القيّم على آراء الجميع ، فكل واحد منّا له عقل يثق فيه ويحمّله مسؤولية التفكير ويأمره بطرح قناعاته ، والذي أراه من مداخلة الأخت الفاضلة/ النورس الحزين أنها تحمّلني صفة الإزدواجية على أثر حالة التذبذب والقرار المتباين والموقف المتأرجح ، فرغم تأييدي لما توصلت إليه إلا أن الطريق التي انتهت إليه لا يصف الحالة الدقيقة التي أفكر فيها ولا يجسد الرؤية الخاصة التي أؤمن فيها وأعتقد بها ، فأنا قلت سلفاً إن هناك تعسف في تحليل الوضع القائم فالمسؤولين في أغلب المراكز الاجتماعية ترى في ظاهرة التحرش إنها وليدة أصابع ذكورية وتنسب هذا الاتهام إلى شخصية الرجل وقد وضحت ذلك ضمن سياق ما كتبته في موضوعي ودعمته وعززته في مداخلاتي التي تتابعت بين وقت وآخر ، ولا أنكر إنني فعلاً كمؤشر الأسهم فتارة أصعد الموقف فأدين المرأة في قضية التحرش وأزج بها في وجه المدفع فلا أتورع من وصفها الفاعل والرجل هو المفعول به ، وتارة أخرى أتراجع فأحنو عليها وأرى إن النساء يختلفن كاختلاف الأصاب فهناك البعض إن لم يكن الأغلب من النساء العفيفات والشريفات والعاقلات والمؤدبات والفاضلات وهن مصانع الرجال ونصف المجتمع إن لم يكن ثلاثة أرباعه ، فالوسطية تلازمني أحياناً وتغلب على مسار طريقي في حلحلة الموضوع فأخاف أن تجرفني العاطفة وميولي الذكورية فأحكم في صالح الرجل وأبرئ ساحته مما يحدث من إتهامات جريئة ومما يطاله من افتراءات هو في الحقيقة شبه برئ منها ، وقد تعمدت أن أصفه بأشباه المجرمين باعتبار إن اللص لم يسرق ما لم يلقى المال معروضاً في الشوارع دون رقيب أو حفيظ فالمال السائب يعلم اللصوصية وهذا هو الواقع فلا تعتقدي أختي الكريمة إن التذبذب الواضح على موقفي يفسّر عدم الاستقرار وعدم الثقة في تثبيت رؤيتي وعدم الاطمئنان في صحة ما يقرره فكري ، فأنا حتى هذه اللحظة مؤمن إن اللائمة تقع على الإثنان هذا إذا أردنا أن نكون منصفين ، ولو حللنا الموضوع جزئياً وغربلناه من حيث الدقائق والجزيئيات لعرفنا إن المرأة تقع على عاتقها جزء من المسؤولية الكبيرة وهي وراء ما يحدث من شحن عاطفي في الشارع الاجتماعي وبيدها السيطرة على الموقف إن خيراً فخير وإن شراً فشر 0
كما لا أخلي مسؤولية إن هناك طرفاً ثالث يحفز الشريكان في تهمة التحرّش على التفاعل والانصهار في بوتقة التطاول والتقارب والتلامس وأعني بذلك ( الشيطان ) ، فهو الآخر يشكل خطراً كبيراً على احتدام الموقف بين الطرفين ويدفع بأحدهما نحو التحرش بالآخر 0
أعتقد إنني هذرت كثيراً في هذا الموضوع وقد بحّ صوتي وأنا أعلق على الموضوع منذ فترة طويلة فالنتيجة واضحة وضوح ما أدليت به من إيضاحات وندائي لمن يهمه الأمر بأنه لك مطلق الحرية والحق في تتبع واستقصاء ما قيل في هذا الصدد على لساني 00 ولا ألزمك أختي الفاضلة بالأخذ به والإقرار به فهي قناعة لمستها وشعرت بها عن قرب والبعض من الأخوة والأخوات شاطروني الرأي وأعتقد إن الاتفاق الذي حظيت به عزز ثقتي بنفسي وأوضح لي بإن استنتاجي كان في محله الشرعي ولم أفتي بشيء من جيبي ..!!
تنويه خاص للأخت المعنية بالأمر : حيث أقول إن إثارتي لهذا الموضوع لم تكن موجهة لإلقاء العبء الكامل على كاهل المرأة ، بل الإثارة التي رافقت الموضوع أوقعت برجل المرأة في هذا الموضوع وتعاملت معها على أنها عنصر أساسي في إشعال حفيظة الرجل 0
كانت نيتي في إثارة الموضوع هي مناشدة المسؤولين في إيقاف هذا المد الجائر ولف حبل المشنقة حول رقبة الرجل بداعي أنه وراء كل ما يجري من تحرشات وفوضى سلوكية وأنه هو المسؤول رقم 1 في هذه العملية ، وأنا أبديت اعتراضي وتذمري من هذا القرار وأن الرجل لا يمكن أن تزل قدمه ما لم يجد دهناً تحت رجليه ، وإلا السقوط خطر يهدد الإثنان وليس الرجل لوحده ، فتارة يكون الرجل هو صاحب المبادرة وتارة يكون هو المغدور والمجني عليه ، وفي النتيجة يجب أن تعلمي إن حالة اللااستقرار التي وضحت في موقفي لا تعني بالضرورة إن هناك حالة فقدان للوعي والتركيز بل العكس من ذلك فأنا في كامل تركيزي وأعرف أين أضع قلمي قبل أن أختار الورقة المناسبة 0
لا أريد أن أطيل فوق ما أطلته وشكراً لأنك أضئت صفحتي بعد أن كنت قد قطعت تيار الكهرباء عنها 0
آخر سطر : أعتذر من شاطئ الجراح & نوارة الدنيا على عودتهما مرة أخرى وقد أخجلتموني لهذه الروح الأخوية لترميم ما تصدّع من بنية موضوعية ولملمة ما قد بعثرته المداخلات الرقيقة ، وأرى إن مداخلتكما أزاحت بعض الأنقاض وأعادت الأمور إلى نصابها الطبيعي 0
بقلم/ يوم سعيد
المفضلات