1 فاضي :
مداخلتك أثارت بعض النقاط ، وأثارت في قلمي رغبة الرد عليك وهذا من دواعي سروري أن أرد على من يستفز الأفكار ويحرك في القلم نبض التجاوب ، وأما قولك بأن الرجل يتحمل أعباء المسؤولية فهو المتهم الأول فهذا صحيح ، وربما الدراسات التي أشرت إليه لم تخالف الحقيقة ، فلا يمكن لأي عاقل أن يرفع طرف أنفه ليقول إن الأنثى هي التي تتجاوز حدودها وتقطع الإشارة الخضراء لكي تخالف المرور الأخلاقي ، ولكن هذا الإتهام الذي يصوّب في إتجاه الرجل .. ماهي أسبابه ؟ ماهي محركاته ؟ ما هي الخلفية الخفية التي انطلق خلالها هذا السلوك الجنسي الشاذ ؟ ليس هناك سبب بدون مسبب ؟ وتتعدد الأسباب والنتيجة واحدة ، فالظاهر الذي نراه في الأماكن العامة سواء كانت مجمعات تجارية أو شوارع مترامية الأطراف أو حتى على شكل اتصالات بلوتوث أو انترنت فالصورة مقلوبة حيث نرى الرجل هو في وجه المدفع وبذلك يكون في وجه المسؤولية وهو في نظر من يرى شاشة التلفزيون بالشكل المقلوب هو المتهم وليس أحداً غيره فالمرأة بهذه الصورة بريئة براءة الذئب من دم يوسف ..!! لا يمكن أطلاقاً أن نرى الرجل في أحدى الشوارع تلاحق الرجل وتشير إليه بأصبعها وتحدثه وتلقي بطريقه ورقة التعارف .. لا نلحظ مثل هذه الصورة وهذا لا ينفي صحة أن هناك بوادر وتحركات خفية قد لا تلحظ بالعين المجردة ، فالنية لا تنطلق أحياناً بالحركة الملحوظة فهناك الشر والوسوسة والإقبال على العمل شيء باطني يتحرك خلسة دون أن نلحظه وهذا ما يتحقق أحياناً وأقول أحياناً حتى لا تثار ضدي تهمة التحيّز والتحامل على جنس المرأة ، لإن الرجل هو الذي يستدرج إلى التحقيق ويعرض على الملأ على أنه المتهم الأول في قضية التحرش بينما المرأة تبرئ ساحتها وتعتبر الضحية والمرأة المسكينة التي وقعت دون أن يسمّي أحداً عليها ..!!
يقولون الذئب لا يهرول عبثاً ، فحضرة الرجل المحترم الذي تحول بشكل غريب إلى حيوان يلهث لم يدلع لسانه إلا لأن هناك لحمة مشوية تسير بالشارع ورائحتها النفاذة تملأ أرصفة الطريق ، وأود أن أقول إن المحاسبة يجب أن توجه للأثنان وقد أشدد كثيراً على المرأة أن تركن إلى الهدوء والاتزان والمحافظة على أنوثتها بطريقة لا تجلب لها الأذى وللآخرين الرجال المسعورين ، وقد لا يقع إلا الشاطر أحياناً ، والمرأة ببراءتها تظن إنها لن توجه لها أصابع الاتهام لأنها تمشي في حال سبيلها ، وهذه هي المشكلة لأن المرأة كلها عورة وكل شيء فيها يثير الفتنة ابتداءاً من صوتها من رائحتها من مشيتها من حتى لون العباءة التي ترتديها ، فكل ما فيها من عناصر تعتبر شيئاً يثر الانتباه وليس هذا من صنع يدي بل اقتضت الحكمة أن تكون المرأة هي الجوهرة النفيسية التي يجب أن تصان من صاحبها وهي مسؤولة عن نفسها بأن تضع نفسها في المكان الآمن لا أن تعرض نفسها صورة معروضة للناظرين ، وقد يستاء البعض من أخواتي الأناث فيقلن : هل تريدنا أن نلزم أنفسنا في جدران حجراتنا مثلنا مثل بنات باب الحارة ونسجن أنفسنا تحت سقف غرفة واحدة نحيى ونموت ونحن حبيسين العادات والأعراف لا لسبب سوى أن خروجنا ودخولنا يعرضنا للفتنة وكأن حكم علينا أن نموت بسبب العادات الغريبة ..!!
بين سطورك أخي 1 فاضي الكثير من النقاط ماهي بحاجة إلى النقاش والحوار وأتمنى من أخوتي وأخواتي المقاطعة والمداخلة ليكون الموضوع ملكاً للجميع علّنا نصل بالفائدة للجميع كافة ..!!
----------------
كبرياء :
أغلب الأحيان .. هذا ما نحاول أن نجد له تفسير ..!! فهي المتهمة وهي المدانة وهي البريئة أيضاً باعتبار أنها المدرسة التي تتخرج منها الأجيال وأخطائها الصغيرة توزن بمثاقيل من الوزن الثقيل ..!! لذلك تحسب عثرتها على أنها ضربة جزاء يحاسب عليها القانون ..!! والمشكلة أن القانون يأخذ بها الشفقة ويراعي كونها أنثى أيضاً لأننا لا يمكن أن نضع الحمل الوديع مع الذئب المتوحش في زنزانة واحدة ..!! فالحكمة تقتضي أن نتأدب مع المرأة لا أن نطمع فيها ..!! وربما الشهوة العارمة التي تجرف الرجل والمرأة على حد سواء تجعل من الرجل هو المعتدي الأول وهو الفاعل المرفوع بالذنب الظاهر على ملابسه دنيا وآخرة .. ولا نحاول أن نتجنب دور المرأة الفاعل في تنشيط هذا التحرش فهي أيضاً يجب أن تنال نصيبها من المحاسبة وعلى العقلاء وأولياء الأمور أن ينتبهن جيداً لبناتهن وشبابهن وأن يضعوا نظارة من المقاس الكبير التي تبصر بعض السلوكيات لتقويمها أولاً بأول وإلا وقع الفأس على الرأس وعندئذ لا ينفع الاستغفار مع الذنب ..!!
----------------
الإسلام الحقيقي :
كلامك معقول جداً ولو رجعنا للأحكام والقوانين الإسلامية لربما رأينا إنه يضع المرأة والرجل في نظره على أنهما مسؤولان وكلاهما موقوفان على تصرفاتهما فإن عملوا مثقال ذرة شراً يره وإن فعلوا مثقال ذرة خيراً يره ، ولا يعفى الرجل والمرأة عن كونهما ارتكبا الخطيئة سواء بطريقة التحرش أو بطرق أخرى ..!! ونحن في موضوعنا هذا نريد أن نتغلب على النظرة الخاطئة التي دائماً تعلق حبل المشنقة على رقبة الرجل أولاً ومن ثم ينظر في اتهام المرأة وتستأنف وتبدأ المرافعة الثانية بعد الأولى ويتوقف القضاة كثيراً ويتمهلون خصوصاً إذا كانت المرأة طرفاً في نشوب المشكلة ..!! وربما تتفق معي أخي إن المرأة يؤخذ برأيها دائماً في المحاكم وأن رأيها هو الشاهد الأول على ملابسات القضية وتفاصيلها ، ويعتبر الرجل هو مصدر الذنب وهو الذي يتحمل وزر ما حدث ولا تؤخذ به الشفقة والرحمة ..!! فينال قسطاً كبيراً من العقاب ولا ينفك منه حتى ينال جزاءه الأوفى ..!!
هذا ما نريد أن نوضحه للسادة القرّاء إن الرجل وبسبب ما عليه من تكاليف شرعية قد لا تتساوى مع أنوثة المرأة وإنما الجميع منهما مسؤولان ولا يمكنهما أن يتنصلا من المسؤولية غير ان الاجتهادات البشرية تتعاطى مع قضية التحرش على أنها من إنتاج الرجل فهو المجني والمجني عليه وهو الذي يحاسب أولاً بغض النظر والبحث عن الأسباب الرئيسية حول نشوء المشكلة ، فربما تكون المرأة هي المتهمة في صنع الجريمة الأخلاقية ولكن لا يهم من الناحية اللغوية ( المفعول به ) فالفاعل في هذه القضية غير مرفوع ولا يرفع عن حد السيف ، فيجب أن يتخذ بحقه أقسى العقوبات ولا تأخذ بأقواله الاهتمام والنظر ، فما الذي حد المسمار غير المطرقة ..!! أعتقد إننا يجب أن نتوقف لنحاسب المسؤول عن إصدار مثل هذه التقارير ، وأننا يجب أن ننظر إليها بعين الإنصاف والدقة ؟ فالمرأة يجب أن تنال حقها من المساءلة وأن تستدعى أمام القضاء وأن تمتثل لتستجوب هي الأخرى لكي يظهر الحق من الباطل ..!!!
----------------
الناري :
شكراً لك أخي ووقاك الله شر نار جهنم ومتعك بنعيم الجنان 0000
كلامك جميل وتأييدك لرأي الاسلام الحقيقي أجمل منه أيضاً ، وعلينا أن نقف في الوسط فلا نقول إن الرجل همه غريزته وهو الذي يركض خلف شهواته فقط ، فمثل هذه الطبيعة هي متواجدة في نفس الأثنان ( الرجل / المرأة ) وقد يزيد أحدهم فيقول إن أحدهم يحمل من الرغبة والميل إلى هذه النزعة أكثر من الصنف الآخر ، ولا أريد أن أغوص عميقاً في مثل هذا التفريق والتصنيف وإن كان من المهم التطرق إلى هذه النقطة وإثارتها ، إلا أن الأخلاق بالدرجة الأولى هي السلاح الذي نحمي به أنفسنا ، وقد تتوافر عناصر الجريمة من بيئة وأصحاب سوء وأجواء إباحية وإغراءات ورقصات غير سوية وخطوات مسموعة وروائح متسربة وأنوف وأعين وأفواه تشم وتأكل وتلعق دونما مبالاة ، ولكن الأخلاق هو الحاكم وهو الذي يسيطر على الموقف ويستطيع أن يضع لكل شيء حد ، ولكن الإرادة تصطدم مع الأخلاق ، فالبعض أخلاقه هشة تتهاوى أمام ضربات الجلاد ، وتتساقط أمام المد والجذب ، فأتفق معك أخي إن الرجل ينجذب نحو الضد دائماً وتناسينا شيئاً آخر هو إن الانسان دائماً يبحث عن المجهول ويتابع النقيض له ، ولا نريد أن نقول لإن المرأة خلقت للرجل وإن الرجل مخلوق للمرأة فمن الطبيعي أن يحدث التجاذب والتقارب وبحث كل واحداً منهما عن الآخر ، فهذه نظرية خطأ ، والخطأ الجسيم أن الانسان لا يحاسب نفسه ولا يكبح جموح شهوته ، ويسمح لنفسه أن يتحول إلى حيوان ويرضى بذلك ..!! فيسقط من عين المجتمع ..!!
-----------------
شذى الزهراء ..
الصراحة الصراحة ما قصّرتي وقد أنصفتي المرأة وقد أمنتي على نفسك ..!! ولا أدري إنه يجب ان تأخذي نصيبك من اللوم ..!! وإلا اللوم ليس من استحقاقك ، فعملية التحيّز واضحة تماماً على موقفك ، فقولك بأن الرجل هو وراء كل هذه المصائب فيه مبالغة ومجازفة ..!! لا أعتقد إن النقاش معك سيجدي نفعاً فالبداية تغني عن النهاية وأترك المايك لأحد الأخوة الغيارى على أبناء عشيرته ليستلم الموقف ..!!
------------------
للدموع احساس :
المشكلة محصور بين الشهوة والمادة المشهية ..!! الكرة تتناقل بين الهدف وأرجل اللاعبين ..!! القضية تقفز ما بين اللعاب والمشهد ..!! الغريزة متوفرة لدى الأثنان ..!! والمشكلة أن هناك احتكاك ما بين الخشونة والنعومة وما بين جمال الحديد الصلب وجمال الأسفنج ..!!
الاختلاف هو التجاذب .. لم نرى في حياتنا شيئاً متفقان يلتصقان ، وقد تصرح النظرية الفيزيائية صحة ما أقول ، لذلك تحتار الحلول إلى أي إتجاه يستقر بها الأمر ، فتارة تسلط الإتهامات في دائرة الرجل ، فننسى إن المرأة بيدها الصولجان وهي الجمال الساحر التي تحرك الصخرة من فوق فوهة الجبل ...!!
برأيي التوقف فرأيك أختي يجعلني أراجعه عدة مرات لأستقر أنا الآخر قبل أن تثور ثائرتي ..
---------------
أتوقف الآن لحاجتي إلى تناول كأساً من الشاهي الساخن ، فالعقدة تولدت برأسي وأحتاج إلى استراحة بين الشوطين وأعدكم بالعودة لنستأنف الحديث والنقاش مع آراء وأقوال البقية الباقية ...
تحياتي على أمل العودة
يوم سعيد
المفضلات