بسم الله الرحمن الرحيم

علاقة الإمام الحجة المنتظر المهدي عجل الله فرجه بظاهرتي خسوف القمر وكسوف الشمس

يسرني أن أنقل إليكم هذه المحاورة مع سماحة السيد/ محمد الشوكي ، والتي تتعلق بعلامات ظهور الإمام المهدي أرواحنا له الفداء :

المحاور: سماحة السيد من الاخ احمد ابو مصطفى وردنا هذا السؤال يقول، عرفنا في الروايات المأثورة عن اهل البيت (عليهم السلام) ان من علامات الظهور الخسوف والكسوف في شهر رمضان المبارك مرتين، حيث ان ظاهرة الخسوف والكسوف هما آيتان كونيتان فما علاقتهما بقرب الظهور؟ تفضلوا:
السيد محمد الشوكي:‌ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين. في الواقع قضية الامام المهدي (سلام الله عليه) وظهور الامام المهدي سوف يسبق بمجموعة من العلامات الكونية التي تمهد لظهوره وتلفت انتباه الناس الى‌ ولادة الامل والفجر الجديد للانسانية، من جملة‌ هذه الايات التي تطمئن القلوب قلوب المؤمنين وتبشرهم بقرب ظهور الفرج وان قضية الامام قضية يهتم الله بها على مستوى الكون كله، وقد ورد في الروايات قضية كسوف الشمس وخسوف القمر كما في الرواية‌ عن الامام ابي جعفر الباقر (سلام الله عليه) عندما قال في مضمون الحديث آيتان لم تكونا منذ هبط آدم (سلام الله عليه) الى الارض تكونان قبل قيام القائم، خسوف القمر في آخر الشهر وكسوف الشمس في وسط الشهر.
فقال السائل للامام (سلام الله عليه): يكون خسوف القمر في وسط الشهر وكسوف الشمس في آخره.
قال: نعم ولكن اية او ايتان لم تكونا منذ خلق الله او اهبط الله آدم الى الارض فأذن هذه من العلامات ان تحدث ظاهرة الكسوف والخسوف على غير المعتاد، لان المعتاد ان يكون خسوف القمر في منتصف الشهر او قريب من منتصف الشهر قرب اكتمال القمر ووصوله الى مرحلة البدر وهذا هو المعتاد.

المحاور: يعني خلاف المألوف؟
السيد محمد الشوكي: نعم هذا هو المعتاد وقد رأينا ذلك ربما قبل ايام قلائل ظاهرة خسوف القمر كانت قرابة منتصف الشهر، المعتاد ان يكون الخسوف في منتصف الشهر وهذا ما تؤيده بعض الادلة العلمية التي لا مجال للخوض في تفاصيلها، المعتاد المألوف ان يكون الخسوف في منتصف الشهر وكسوف الشمس في آخره.
المحاور: يعني هذا سماحة السيد عدم كونه غير مألوفة يمكن ان نفهم انه حدوثها حتى لو كان على ضوء القوانين الفلكية ايضاً يمكن في كل كذا مئة سنة ولكن هذه الظاهرة غير المألوفة توجه الانظار الى ظهور الامام (سلام الله عليه)؟
السيد محمد الشوكي: نعم هو النكتة في كونها علامة، النكتة ليس مسألة الخسوف والكسوف والا قضية الخسوف والكسوف تحدث في كثير من السنين والايام لكن النكتة في جعلها علامة‌ لقرب ظهور الامام (سلام الله عليه) وعدم مألوفيتها، هذه هي النكتة في كونها علامة وقد يقول قائل كما قال السائل ان قضية الخسوف والكسوف هي كونية وليس لها ارتباط بالامام. صحيح هي سنة كونية ولكن كونها غير مألوفة تحدث على خلاف المعتاد هو هذا المعنى يجعلها علامة على قرب ظهور الامام (سلام الله عليه).

المحاور: سماحة السيد للاخ السائل سؤال اخر، هل لكل خسوف وكسوف اثر سلبي للحياة البشرية، بعض الكوارث الحروب او موت بعض علماء الدين وغيرها من الكوارث الطبيعية لها ربط تكويني او ارتباط تكويني بظاهرة الخسوف والكسوف؟
السيد محمد الشوكي: لاحظوا طبعاً الانسان وحياة الانسان وحركة الانسان غير منفصلة عن حركة الكون لانه الكون وحدة ‌متناسقة مترابطة، هناك وحدة تحكم كل مفردات هذا الكون وكل شيء يوثر في كل شيء ولهذا ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ولو ان اهل القرى‌ آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء‌ والارض، اذن الانسان، حركة الانسان في الحياة، هناك ارتباط لانه عالم الكون عالم الدنيا عالم الاسباب والمسببات، اما هل هناك ارتباط مباشر بين حادثة الكسوف والخسوف وبين موت بعض العلماء وبعض الشخصيات الاسلامية البارزة والمؤثرة ام لا؟ الواقع نحن لا نملك دليلاً على ذلك بل ربما يدعى الدليل على خلاف ذلك للقضية المعروفة في موت ابراهيم ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فعندما توفي وحزن النبي لفقده حزناً شديداً صادف ان الشمس قد كسفت فقيل حين ذاك جرى حديث في الاوساط الاسلامية بين الصحابة ان الشمس قد كسفت لموت ابراهيم وتناهى هذا الخبر الى مسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصعد المنبر وقال: ايها الناس ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت احد او حياته فأذا رأيتموهما قد كسفا فصلوا، اذن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه الرواية التي يرويها المسلون يفرق ويحاول عدم المزج بين موت بعض الاشحاص وبعض الحوادث الكونية، نعم هذا لا ينفي مطلقاً، قد يشاء الله عزوجل اما اكراماً لبعض الاشخاص او تحذيراً وتنبيهاً للامة عندما تسير في منحنى غير الذي اراده الاسلام لها قد الله عزوجل ينبه الامة لهذا، حتى صلاة الآيات شرعت للخوف لوجود الخوف النوعي من حادثة الخسوف والكسوف، ربما هناك آثار لا نعلمها نحن ولكن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) حاول ان يعلمنا ان لا نربط هذه الامور بهذه القضايا الكونية، الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بأعتبار انه يحمل قضية‌ كبرى وهو حجة الباري، حجة الحق على الخلق وله قضية كبرى تغيير العالم البشري كله، طبعاً الله سبحانه وتعالى جعل الشمس والقمر آيتان تدلان على قرب ظهوره.