بسمه تعالى
شذى الزهراء ..
تسألين عن العقل والعقل أحياناً تغتاله العواطف الشرسة ..!! تغيبه حب الأنا الطاغية التي تبغي على النفس وتدمرها وتحرق روح الإنسانية من قلب صاحبها ..!! إن العقل الواعي هو الذي يميز الإنسان من الحيوان ..!! ولعمري إن هناك بعض الحيوانات كما أشرت في تعقيبي السابق تحن من يغدق عليها بالحنان وتحسن إلى من يحسن إليها ..!! ولكن مع الآدمية وما يتطور فيها من تنامي الشر لدرجة أن يصل العقوق إلى ارتكاب جريمة القتل بحقهما ، فهذا مالا يتحمله العقل والمنطق ..!!
العدالة الانسانية تقول إن الذي يقتل يقتل وأمام الناس حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر ومثل هذا الذي افترى على والدته أو حتى أبيه فلا ينبغي أن يعفى عنه تحت أي عذر من الأعذار حتى ولو كان تحت تأثير السكر وغياب الوعي وفقدان التركيز ، إنه يستحق أن يعزر ويجلد ويسجن ويقسى عليه حتى يعي إن دم أمه وإن كان هيّنا عليه فهو ليس بهيّن على بعض العقلاء والقانون والحق الشرعي ..!!
--------------------------------
همسات وله ..
يؤكدون الأطباء إن المسكرات والمخدرات طريقان يؤديان بالمرء إلى الضياع وفقدان الهوية الانسانية فيصبح متعاطي هذه المواد المحرمة أشبه بالمتمرد على نفسه والناقم على آدمية غيره فيتحول إى مسخ يفتك بالآخرين حتى وإن كان أقرب الناس إلى قلبه ..!!
ولكن هل نلتمس للمجرم بحق والديه عذر ، ونضع له المبررات ونضع اللوم على شماعة الانحراف ..!! فيخرج القاتل من سجنه بحجة إنه كان مكرهاً على ارتكاب الفاحشة والقتل والسرقة وأن كل هذه الجرائم وهذه الأخطاء الخطيرة جاءت تحت دوافع قاهرة لم يكن لفاعلها ذنب سوى أنه خرج عن الصواب وفقد حس التمييز بين الحق والباطل وبين ما يكون ومالا يكون ..!!
يستحق الفاعل كل ما يستحق من أشد العقوبات ، فهو وإن خرج من قفص الاتهام بذريعة المرض النفسي أو تحت أي طائلة فهو سلفاً يعتبر مسقوطاً من أعين المجتمع وسيبقى منبوذاً بلا رحمة ، ولا عذر للمجتمع لو قسى عليه طيلة حياته ففعلته لا يمكن نسيانها ولا يمكن التسامح فيها ..!!
---------------------------------------
نوارة الدنيا ..
فعلاً الشيطان هو وراء كل هذه الجرائم ، هو المتهم الأول ولا عذر يرقق قلوبنا إلى فاعل هذه الغلطة الدموية وبحق من ؟ بحق الأم ..!! هذا مالا يمكن التغاضي عنه ..!!
أعود بهذه الجريمة وبعد تعقيبك إلى ما فعله قابيل بهابيل وكيف دفعته الأنانية وحب النفس وطغيان الذات وزوال الرحمة من قلب الأخوة إلى ارتكاب أول جريمة في التاريخ فقتل أخاه ..!! فهل هناك مجرم غير الشيطان هو من زيّن لقابيل عملية التخلص من أخيه ليخلو له الجو ويفوز بما تنازعا عليه ..!!
----------------------------------------
تأبط بودرة ..
حديثك عن العلاقة الطردية بين الناس يجعلنا نغوص في أعماق الأخلاق وفنون التعامل مع الآخرين وكيفية رسم الهندسة النفسية بينك وبين أقرانك في المجتمع ، وتضطرنا أخي إلى الإبحار في كتاب الحقوق الذي يعرفنا ويغذينا أفكاراً نيرة حول عملية التعاطي مع حقوق النفس وحقوق الآخرين ..!!
إن الاحسان إلى المسيء محاولة لإذابة الخلاف وكسر حاجز التمرد بين الطرفين بين الجاني والمجني عليه وبين المخطئ والمسيء ، فالاحسان والعفو والتسامح وسيلة لتهذيب وترويض النفس من نزعة الانتقام والكيل بمكيالين ، وقد لا تتحرك هذه النظرية مع الوالدين اللذان تختلف المقاييس والموازين معهما ، فإساءة الوالدين وعنفهما مع الأبناء لهما علاج غير العلاج الذي يقول العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم ، فكل الناس في كفة والوالدين في كفة أخرى ، فالله أوصى بالوالدين وأمر بالاحسان إليهما حتى وإن كانا في ملة غير ملة الإسلام وقد أوصانا الله سبحانه وتعالى بالبر بهما والتحنن إليهما والتعامل معهما بالحسنى إلا في شيء واحد إذا أمرانا بطاعتهما في معصيته وارتكاب ما يغضب الله 0
أقف عند هذا الحد فأنت أدرى بما أقول وما أحاول أن أوصله إليك وتعي تماماً كيف أن الوالدين لهما مقاماً رفيعاً تطوي الأرض لأقدامهما الطيبة ..!!
الأسباب التي أوردتها أخي الكريم تدخل كمحرض وكقاعدة يبني الانسان تصرفاتها على أساسهما فالشجرة الخبيثة لا تثمر إلا نتناً والشجرة الطيبة لا تخرج إلا طيباً ..!!
---------------------------------------------------------
نور الهدى ..
إن قلوبهم كالحجارة الصمّاء المغلفة بالحقد والقسوة والغلظة ، فمن غاص في وحل الرذيلة وتغذى على أكل الحرام وزاغ قلبه عن الحق وتمرغت مشاعره في الضلال وظلمة الروح ، فلا تتوقعين منه إلا الجرائم والتعديات وأكل الحرام وارتكاب ما يغضب الله سبحانه وتعالى ..!! وما ذلك بغريب على من قسى قلبه وصارت مشاعره شعلة من النيران المتأججة تأكل كل من يقف بوجهها ..!
------------------------------
النور الحزين ..
الفظيع هو أن تترك هذه الشرائح تعثو في الأرض وتسترحم عليها وتقاد إلى العفو بحجة تلك الأعذار المريضة كالمضطرب عقلياً والشاذ نفسياً وما شاكل ، فمثل هذه الأنواع الضالة يجب أن تفرض عليها حالة من الحصار التربوي وأن تلقن تلقيناً أخلاقياً وأن تنتشل من قاع الهاوية ومن قعر الجريمة حفاظاً على أفراد المجتمع ، إن إهمال مثل هذه الأحداث والسكوت عنها يدفعها إلى التمادي واذكاء روح الجريمة في نفسها ، فكم والد تنصل من مسؤولية تقويم أخلاق إبنه بحجة إنه أعيته المحاولات فالولد فاسد ولا يمكن السيطرة عليه ، وهذا الاستسلام يدفع بالولد إلى التعايش مع أجواء العقوق والمخالفات والتجاوزات فتتنامى بذور الفساد في نفسه ويصبح متمرداً وساخطاً على نفسه ومن حوله من أفراد المجتمع وقد تكون أول الضحايا هم أهله وأفراد أسرته ، وهذا ما حدى ببعض الأولاد من ارتكاب أولى جرائمهم في حق أنفسهم وأهلهم ..!!
كان بودّي التعرف على رأيك وموقفك وأن تدلين بدلوك في هذا الخصوص ولكن سعدت بمداخلتك رغم تواضعها فلا ألومك إن كان التعرف على هذه الجرائم شيء ينغص على النفس السماع بها ..!!
شكراً للجميع
يوم سعيد




رد مع اقتباس
المفضلات