بسمه تعالى
سمعنا منذ يومين خبر تناول اعتداء شاب على والديه فأردى الأم قتيلة تسبح في بركة من الدماء بينما تعرض الأب إلى بعض الطعنات والجروح أرقدته على سرير العناية المركزة ، وأريد أن أطرح سؤالاً على الأعضاء الكرام عن القلب الذي تربى في حضن الأمومة هل بإمكانه أن يتنكر لهذا الفضل العظيم ؟ هل بإمكان للإبن وفي حالة غضب وأثناء ضعفه أن يخرج عن آدميته فيصبح حيواناً مفترساً يأكل كل من يقف بوجهه كهذا الشاب الذي تلطخت يده بدم والدته ؟
أعرف إن الجنون فنون يفعل بالمرء ما لا تتوقعه الظنون ؟ أعرف إن الغضب شيطان يفترس عقل الإنسان فيحوله إلى حيوان متوحش لا يميز أمه من أبيه أو أبنه من إبنته ؟ تماماً مثل الذي يتعاطي المخدرات والعياذ بالله فالإدمان عليها تفتك بالعقل فتلقي بمن يدمن عليها في دوامة الاجرام والجنون والخروج عن جادة الصواب ..!! لكن أن أجعل أمي التي سكبت حليب الحنان في فمي ضحية بين مخالبي ؟ هذا مالا يمكن أن أتصوره فلقد سمعت من القضايا الغريبة التي راحت الأم ضحيتها مثل السب والشتم والصراخ والإهانة ولكن جريمة بشعة مثل هذه تقطع نياط القلب جراء السماع بها ؟ لا أعتقد إن الانسان وتحت أي سبب وتحت أي ظرف من الظروف يتطاول على والدته ويصفعها ولا يكتفي بذلك فيرديها قتيلة بين يديه ..!!
لا أريد أن أتخيل نفسي يوماً أرفع فيه طرف عيني بزمجرة في وجه أمي وأن أحد النظر في وجهها الملائكي ؟ اللهم أعذني يا الله وخذ روحي قبل أن أعيش جو النكران هذا الذي وقع فيه مثل هذا الشاب المجنون والمتهور ولا أدري أي شفاعة يمكن أن تمتد لتنقذ هذا الشاب من جحيم العقاب ؟ لا أدري حقيقة ؟ ولكن الجواب الوحيد هو قلب الأم هو الشفيع الوحيد لإنقاذ رقبة هذا الشاب من القصاص ؟ ولكن أين صوت الأم الذي توارى وخبا واختنق على يد هذا الشاب ؟ ولعمري لو كانت الأم حاضرة وهي تشهد حالة إعدام إبنها لتنازلت عن حقها عتقاً لرقبته وهجمت على صدر طفلها لتنقذه من حد القصاص ؟
نسمع كثيراً عن قصص تذهب الأم أو الأب ضحية تهور أحد أبنائه لسبب بسيط يرجعه المختصين لأمراض نفسية يعيشها الإبن فيطلق سراحه ويعيش حياته كما لو لم يرتكب شيئاً ..!!
هل يعقل ذلك ..؟
وهل تستحق الأم كل هذا عرفاناً بجميلها ومعروفها ؟
الجواب لاشك بين أيديكم فهل شرفتموني بالتعرف على آرائكم
تحياتي
يوم سعيد
المفضلات