باسمه تعالى

اللهم صل على محمد وآل محمد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين .

أتمنى من جميع الأخوة والأخوات المشاركة الفعلية والجدية في هذا الموضوع الجديد والذي أهدف منه إلى تجميع الروايات التي وردت في فضائل أهل البيت عليهم السلام في الكتب السبعة ( عند أهل السنة ) والتي كما نعلم حذف منها الكثير , وبما أنه بامكان أكثرنا الحصول على مثل هذه المصادر أرى وجوبا علينا أن نتعاون جميعا على جمعها وإدراجها طلبا للأجر والثواب وتسهيلا للباحثين العقلاء الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم , وسأبدأ حسب الترتيب الموجود عندي بذكر فضائل الأمير سيد البلغاء والحكماء عليه السلام وبعد أن ننتهي من ذلك نتناول وليا آخرا من أولياء الله تعالى عليهم الصلاة والسلام .

بعض ما ورد في قول النبي – ص – : علي وليكم من بعدي

علي وليكم من بعدي


ورد في صحيح الترمذي ج 2 ص 297 روى بسنده عن عمران بن حصين قال :
بعث رسول الله - ص – جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب عليه السلام فمضى في السرية فأصاب جارية فانكروا عليه وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله - ص - فقالوا : إذا لقينا رسول الله - ص - أخبرناه بما صنع علي , وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدؤا برسول الله - ص - فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم , فلما قدمت السرية سلموا على النبي – ص – فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ألم ترى إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا ؟ فأعرض عنه رسول الله – ص- ثم قام الثاني فقال مثل مقالته , فأعرض عنه ,ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه , ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا فأقبل رسول الله- ص – والغضب يعرف في وجهه فقال : ما تريدون من علي ؟ ما تريدون من علي ؟ ما تريدون من علي ؟ إن عليا مني وأنا منه ,وهو ولي كل مؤمن بعدي .

أقول ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ج 4 ص 437بإختلاف يسر في اللفظ ,وأبو الداوود الطيالسي في مسنده ج 3 ص 111 بإختلاف يسير أيضاً في اللفظ,وأبو نعيم في حليته ج 6 ص 294 ,والنسائي في خصائصه مختصرا ص 19 و 23 ,وذكره المحب الطبري في الرياض النظرة ج 2 ص 171 ,وأورده المتقي في كنز العمال ج 6 ص 154 بطريقين وفي صفحة 399 , وأخرجه إبن أبي شيبة .

ورواه الهيثمي في ج9 ص 128 عن بريدة باختلاف يسير إلى أن قال ... وخرج ( اي رسول الله - ص - ) مغضباً فقال : ما بال أقوام ينقصون علياً ؟ من تنقص عليا فقد تنقصني , ومن فارق علياً فقد فارقني , إن عليا مني وأنا منه , خلق من طينتي وخلقت من طينة ابراهيم وأنا أفضل من ابراهيم ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) يا بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ وأنه وليكم بعدي ؟ فقلت : يا رسول الله بالصحبة إلا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديداً , قال : فما فارقته حتى بايعته على الإسلام , ورواه الطبراني في الأوسط .

وفي مسند أبي داوود الطيالسي ج 11 ص 360 قال : أنت ولي كل مؤمن بعدي .

وفي تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 4 ص 339 إلى أن قال : قال رسول الله - ص - : سألت الله فيك خمساً فأعطاني أربعا ومنعني واحدة , سألته فأعطاني فيك أنك أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة , وانت معي , معك لواء الحمد , وأنت تحمله , وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي .

وذكره المتقي في كنزالعمال ج 6 ص 396 وقال أخرجه إبن الجوزي , وذكره أيضاً في ج 6 ص 159 وقال أخرجه الخطيب والرافعي عن علي عليه السلام .

وفي صفحة 401 قال : عن علي عليه السلام لما نزلت هذه الآية " وأنذر عشيرتك الأقربين دعا - اي النبي - ص - بني عبد المطلب وصنع لهم طعاماً ليس بالكثير فقال : كلوا بسم الله من جوانبها فإن البركة تنزل من ذروتها ,ووضع يده أولهم فأكلوا حتى شبعوا ثم دعا بقدح فشرب أولهم ثم سقاهم فشربوا حتى رووا , فقال أبو لهب : لقدماً سحركم ,وقال اي النبي - ص - يا بني عبد المطلب إني جئتكم بما لم يجيىء به أحد قط , أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وإلى اللهوإلى كتابه , فنفرواوتفرقوا, ثم دعاهم الثانية على مثلها فقال أبو لهب كما قال في المرة الأولى , فدعاهم ففعلوا مثل ذلك ثم قال لهم - ومد يده - من يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووليكم من بعدي , فمددتيدي وقلت : أنا أبايعك _ وأنا يومئذٍاصغر القوم فبايعني على ذلك قال : وذلك الطعام أنا صنعته ,وأخرجه إبن مردويه .

وفي الرياض النضرة ج 2 ص203 عن عمرو بن ميمون قال : اني لجالس عند إبن عباس إذ أتاه سبعة رهط فقالوا : يا إبن عباس اما أن تقوم وأما أن تخلوا من هؤلاء , قال : بل اقوممعكم - وهو يومئذٍ صحيح قبل أن يعمى- فانتدوا يتحدثون فلا أدري ما قالوا , قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر ,وساق الحديث في فضل علي عليه السلام إلى أن قال : وقال له رسول الله- ص - أنتولي كل مؤمن من بعدي .

وأخرجه بتمامه أحمد والحافظ وأبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال , قال وأخرج النسائي بعضه .

وذكره الهيثمي أيضاً في مجمهعه ج 9 ص 199 وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار .

وفي أسد الغابة لإبن الأثير ج 5 ص 94 في ترجمة وهب بن حمزة قال : روى حديثة يوسف بن صهيب عن ركين عن وهب بن حمزة قال : صحبت عليا عليه السلام من المدينة إلى مكة فرأيت منه بعض ما أكره فقلت : لئن رجعت إلى رسول الله - ص - لأشكونك إليه , فلما قدمت لقيترسول الله - ص - فقلت رأيت من علي كذا وكذا , فقال : لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي .

وذكره المناوي في فيض القدير في الشرح ص 357 وقال فيه أخرجه الطبراني , وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 9 ص 109 , وإبن حجر في اصابته ج 6 قسم 1 ص 325 , واورده المتقي في كنز العمال ج 6 ص 155 وقال : لا تقل هذا فهوأولى الناس بكم بعدي - يعني عليا عليه السلام ثم قال أخرجه الطبراني عن وهب بن حمزة .

سنعرض في اللقاء القادم بعونه تعالى بعض ما جاء في قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) .

عاملي