قال رجل لأبي ذر رضوان الله عليه : ما لنا نكره الموت ؟ قال أبو ذر ( لأنكم عمَّرتم الدنيا وخرَّبتم الآخرة ، فتكرهون أن تُنقلوا من عمران إلى خراب ) نتعامل مع الموت وكأنه لا يعنينا ، نحضر تشييع الجنائز ، ونفقد الأهل والأقارب والأصحاب ، ولكننا في غفلة عن الموت وعن أننا في الأثر لاحقون بمن سبقنا ، بل نتضايق من ذكر الموت أو مجرد الكلام عنه ، ولو أننا درَّبنا أنفسنا على تذكر الموت لأحسسنا بالطمأنينة ولتوجهنا إلى الأعمال الصالحات توجهاً دائماً ومستمراً وشعرنا برحمة الله الواسعة وحبه الحقيقي وعدم الأعتناء بغيره أبداً
( الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا )
ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا
ونُسأل بعد ذا عن كل شي
هذه قصيدة نبطية لشاعر قالها قبل وفاته لأنه رأى في المنام أن منادياً يناديه وأنه ميت فقال هذه القصيدة وأودعها في درج مكتبه وبعد وفاته فتشوا مكتبه ووجدوها فيه
حذاري من الغفلة ..... حذاري من الغفلة
كلنا سننتقل من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة حتماً إذ الموت حقيقة لامفرّ منها
جاني وانا في وسط ربعي وناسي " " جاني نشلني مثل ما ينشل النـــاس
مني نشل روح تشيل المآســـــــي " " تشكي من ايام الشقى تشكي اليـاس
اثر الالم في سكره المـــوت قاسي " " ماهالني مثله وانا انسان حـــساس
جابوا كفن ابيض مقاسه مقاســــي " " ولفوا به الجسم المحنط مع الـراس
وشالوني اربع بالنعش ومتواســي " " عليه ومغطى على جسمي البـــاس
وصلوا علي وكلــــــهم في مــآسي " " ربعي ومعهم ناس من كل الاجناس
ياكيف سوا عقبنا تاج راســــــــي " " وامي الحبيبه وش سوى بها الياس
اسمع صدى صوت يهز الرواسي " " قولولها لاتطـــلــم الخــد يانـــــاس
قولولها حق وتجرعت كاســـــــي " " لاتحترق كل يبي يجرع الكـــــاس
اصبحت في قبري ولابه مواسي " " واسمع قريع نعولهم يوم تـــــنداس
من يوم قــــــفوا حل موثق لباسي" " وعلى رد الروح صوت بالاجراس
هـيكل غريب وقال ليه التــــــناسي" " صوته رهيب وخلفه اثنين حـــراس
وقف وقال ان كنــت يانـمر نـاسي " " هاذي هي اعمالك تقدم بكـــــراس
ومن هول ماشفته وقف شعر راسـي " " وانهارت اعصابي ولاارد الانـفاس
يالــيتــني فكرت قبل انغمـاســـي " " بالـغفله اللي منتـهاها لــلافلاس
وفزيت من نومي على صوت ناسـي " " واصرخ واقول الموت وأحذر الناس
أسأل الله لي ولكم حسن الختام
المفضلات