بسمه تعالى

المسألة فيها نظر وقد يدخل فيها العامل النفسي خصوصاً لدى المدير الذي ترجع أنت أيها الموظف وهو من نفس أبناء هذه المنطقة ، وربما الحساسية التي تطغى على الأثنان هي ما تجعل موضوع التفاني والتقييم محل حيرة في نفس الجميع ، وقد سمعت مثلاً يردده المبتلون وأعني بذلك الموظفين الذين لم يجنوا شيئاً من إبن بلدهم أو منطقتهم ولم ينالوا منه الثناء المتوقع فيقولن : ما يأكلك غير دود بطنك ..!! وقد دفعتهم الظروف بأن يتسلوا بهذا المثل وأن يكون عزاءاً لهم ..!! في حين إن الأمر أكبر من ذلك ، فكما هو معلوم إن العاطفة تلعب دورها دائماً في عملية الانصاف بين الناس وخصوصاً إذا كان أحد الخصوم أو أحد الطرفين واحد يجتمع معك في النسب أو يقترب منك من حيث الفكر والطائفية أو ما شابه ذلك ..!!
فالرئيس أو المدير المحترم والذي فوّض بإدارة قسم ما يبلى بهذه المشاكل فهو لم يوضع في هذا القسم إلا من قبل مدير أعلى منه ويريد أن يلمس مدى كفاءته في إدارة القسم بما فيه من موظفين ، وهو بذلك يريد أن يثبت للمدير الأعلى بأنه لم يستحق هذا المركز وهذا المنصب إلا عن جدارة فيسعى دائماً أن يؤكد إن الرجل المناسب في المكان المناسب ويحاول دائماً أن لا يترك للعاطفة من مكان في مساحة عقله وقلبه فيتعامل مع الجميع بالحق والحزم وعدم المحسوبية كلا على حد سواء ، بينما يتوقع الموظف المرؤوس أن يلقى اللين والتعامل الجيد من قبل رئيسه الذي هو في الأساس من أبناء منطقته ، بينما المنطق يقول والذي يحتكم إليه هذا الرئيس بأنه ينبغي أن تشعر الجميع بأن ليس هناك من طائفية أو عنصرية أو حزبية في التعامل مع المرؤوسين فلا يعني إبن عمك موجوداً في القسم أن تتعامل معه بمحاباة وتعاطف على حساب الآخرين أو أن هذا الموظف من قريتك أو من بلدك فتميل معه كل الميل وتحسن معاملته ، فهذه المعاملة تقصم ظهر البعير لا فقط تؤثر على الموظف ..!!
خلاصة الكلام أخوتي وأخواتي إن المدير مبتلى في مثل هذه الظروف وخصوصاً في العمل الإداري ، فكما أن ذلك يحدث في عالم الوظائف لدى الرجال فكذلك أيضاً يحدث لدى النساء خصوصاً في سلك التعليم وأقصد بذلك في المدارس فتجد معلمة من نفس المنطقة ولديها مجموعة من البنات من مختلف القرى والمناطق وربما تلتقي بطالبة من نفس المنطقة وقد يحدث أن تكون جارة لهم الطوف بالطوف كما نقول في اللهجة الدارجة فالمعلمة تخشى أن تتهم وتطعن في أخلاقها من قبل الأخريات سواء معلمات أو طالبات بأنها تنحاز مع بنت جارتهم وحارتهم وتغدق عليها في الدرجات ، والطالبة تحمل شعوراً وتتوقع بأن المعلمة ستضع ذلك في عين الإعتبار وستجزل في كرمها معها ، فحين يحدث العكس تحدث الحساسية لدى الطالبة فتنفعل وتقوم بضرب المعلمة في شخصيتها ..!!
الموضوع حساس كما ترون وعلى الجميع أن يأخذ الموضوع بمنطقية وأن ينظر فيه بطريقة عقلية وإدارية وبحكمة بالغة لا نظلم فيها الرئيس في كفاءته الأخلاقية ، وإن وجد أن كان هناك رئيس متملق ومتسلط من أبناء منطقتك فلا يطبق الأحكام والأنظمة الإدارية ولا يمنحك حقوقك المفترضة ويحاول أن يقتص منك لأتفه الأسباب فأجدر بك أن تقف بوجهه وتناقشه في أمر سياسته المتبعة في الإدارة فإن تجاوب معك فجميل منه هذا التفهم وإن لم ؟ فما عليك إلا أن تشتكي أمرك إلى من هو أعلى من رئيسك ليضع له حداً لا يتجاوزه فلا تنسى أخي إن هناك عينات بمجرد أن تمتطي صهوة الرئاسة يحدث لها انقلاباً ويرى حاله أعلى من الجميع ولا يسلط غضبه إلا على أبناء منطقته ليشهد له الآخرين بحسن كفاءته .. وهذا يحدث كثير ولكن المسألة فيها نظر وبعد نفسي ربما يتفق معي البعض وقد لا يتفق معي البعض الآخر ..!!
تحياتي
يوم سعيد