[align=center][align=center]((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))
قال الله تعالى :
(( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ))[/align] [/align]
[align=center]في البداية أرحب بكل العاملين في هذا المنتدى المبارك وهذه أول مشاركة لي معكم فإن شاء الله تنال رضاكم .[/align]
[align=justify] نتحدث حول الآية قليلا ونقول الآية جاءت على نحو التبعيض و معنى قوله ( فَلَوْلا نَفَرَ) أي على نحو الأمر للبعض هلا نفر منكم وهي للتخصيص إذا دخلت على الفعل وأما إذا دخلت على الاسم فتكون بمعنى الامتناع ولكن وقع الاختلاف في الآية في كلمة نفر هل هي بمعنى النفر أي الخروج أم هي بمعنى الفرد أي العدد ولكن الرأي المشهور أنها للخروج باعتبار سياق الآية جاء في الحث لطلب العلم واستدلوا على ذلك بقوله ( لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ)
من خلال الآية الكريمة نستنتج أن طلب العلم من العلوم المستحبة والمحببة والمؤكد عليها في الروايات
والطالب لهذا العلم له ثواب كثير وفي الروايات " أن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم " ومن خلال الآيات الواردة في العلم وكذلك الروايات تعرفنا على فظل العلم وعظمة حامله ولكن دعونا نلقي نضرة على أصناف حاملي هذا العلم من خلال الرواية الواردة عن أمير المؤمنين ( ع) في كتاب جامع السعادات " طلبة هذا العلم على ثلاثة أصناف ألا فاعرفهم بصفاتهم وأعيانهم :
صنف منهم يتعلمون العلم للمراء والجدل .
وصنف منهم يتعلمون للاستطالة والختل((أي الخداع والنفاق)) .
وصنف منهم يتعلمون للفقه والعمل .
نترك الكلام حول الأول والثاني ونجعل حديثنا حول الثالث ولكن قبل الكلام لا بأس بهذه الملاحظة " ليس المقصود فقط بالكلام في الرواية حول جميع الأصناف بطالب العلم المتلبس بلباس الدين وإنما كل من صدق عليه أنه طالب للعلم " ومن منطلق الرواية الواردة عن الرسول(ص)
" ما أخذ الله على الجهال أن يتعلموا حتى أخذ على العلماء أن يعلموا "
نحن ولله الحمد نعتز ونفتخر بكثرة العلماء والمجودين في بلادنا الطيبة وقبل السؤال ماذا قدموا لنا نسأل أنفسنا ماذا استفدنا منهم هل حاول أحدُ منا أن يستفيد من وجود العالم الذي في منطقته ولله الحمد لا تكاد تخلو منطقة من رجل دين بل لا تكاد تخلو عائلة من شخص متعلم أكثر ما نحاول الاستفادة منه هو في الخمس أو صلاة الجماعة أو بعض الاستفسارات التي تخص المناسبة كالصوم أو الحج وأما في بقية المسائل نتركها للابتلاء لو لاحظ القارئ للرسالة العملية يجد ما بين المسائل الأولى أن فيها مسالة تقول يجب على كل مكلف أن يتعلم المسائل التي يبتلى بها فكلمة المكلف المقصود بها هو الرجل والمرأة وبالنسبة للمسائل يتفق الرجل والمرأة في بعض المسائل كالصوم والصلاة والغسل والوضوء وغير ذلك ويختلفان في بعضها كالمسائل الخاصة بالمرأة ولو تأملنا أيضا في ضمن الرسائل العملية تمر علينا مسألة تقول الجاهل على قسمين الجاهل القاصر والجاهل المقصر فأما القاصر هو الذي يكون معذورا يوم القيامة لو كانت أعماله غير صحيحة أو ناقصة لعدم وجود شخص يوصل له الحكم الشرعي أو كتاب أو ما شابة ذلك وأما المقصر هو الذي يكون بين يديه كل شيء من عالم أو كتاب أو شريط أو ما شابه ولا يحاول البحث عن حكم المسالة إلا إذا ابتلا بها على قول البعض فعلا هذا الكلام لو ابتلى بالشك في عدد ركعات الصلاة وهو في الصلاة ماذا يفعل ينتظر إلى أن يسأل في المسالة ثم يتدارك الصلاة ويكمل ؟
وليس المطلوب من الناس أن يتركوا أعمالهم ويذهبوا ليتعلموا ولكن بالحد الواجب المسائل المبتلاة بها وأنا لا أقول كما يقول البعض( العالم كالكعبة يؤتى ولا يأتي) ولكن بالحد المعقول بمعنى أن على كلا الطرفين التقدم للأخر فكما يقول أحد العلماء أن المواقع والمنتديات وسيلة لدخول طالب العلم في أوساط الناس
وفي الرواية عن الإمام الصادق (ع) " أسأل في دينك حتى يقال أنك مجنون" بمعنى على الإنسان أن يسأل عن كل مسألة تدور في ذهنه فما كان العلماء إلا بالسؤال وكما يقال هناك استغلال ممدوح وهو استغلال العلماء في العلم يقال أن احد العلماء اشتكى لتلامذته عدم سؤال الناس وكأنهم كلهم عالمون وبقي سنوات على هذه الحال حتى جاء إليه رجل في يوم من الأيام وهو ذاهب لدرسه فقال له مولانا عندي سؤال استبشر ذلك العالم وقال أخيرا عرفت الناس قيمة العلم قال العالم للسائل تفضل قال الرجل مولانا أين حمام هذه المنطقة ؟؟ على كل حال دعونا نستثمر أوقاتنا ونستثمر من حولنا ونستفيد من كل ذي علم صغيرا كان أو كبيرا فكما في كلمة للإمام الخميني " إن أمة عظمة شهدائها ووقرت علمائها تلك أمة لا تموت " [/align][align=center]وفي الختام نسأل الله التوفيق الصلاح .[/align]
المفضلات