بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
لقد امتدت يد التحريف إلى مختلف العلوم الإسلامية تعصباً لمذهب أو حقد على أخر وكان التاريخ الإسلامي احد المجالات الخصبة لهؤلاء المنحرفين المحرفين ورغم إن الحقائق لابد إن تظهر لان التلفيق والتزوير لا يصمد أمام التحقيق والتمحيص إلا إن بعضاً من هذا الكذب ظل متخفياً بلباس الشهرة وكثرة التداول وما قيل ( رب مشهور لا أصل له ) ومن هذه الروايات التي بقيت صامدة رغم وضعها زوراً هي رواية الخنساء وأبناءها الاربعةوالتي تقول الرواية أنهم استشهدوا في معركة القادسية ومن خلا التحقيق الذي انبرى له سماحة المرجع الديني أية الله الشيخ محمد اليعقوبي يتبين إن الرواية موضوعة يمكن إن يراد وضعها تحريف وتضيع الحقيقة التاريخية وهي الوقفة التي وقفتها أم البنين (ع) للحسين (ع) حينما أعطت أولادها الأربعة في معركة ألطف لأليمة فداء للإمام الحسين (ع) وفيما يلي تلخيص لهذا البحث :-
((.......... تقديم : اولا : نص الرواية ( في الاستيعاب لابن عبد الرب في ترجمة الخنساء وفي الإصابة لابن حجر جمعاً بين النصين ) : ذكر الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن المخزومي وهو المعروف بابن زبالة احد المتروكين عن عبد الرحم بن عبد الله عن أبيه عن أبي وجزه عن أبيه قال : حضرت الخنساء بنت عمرو السلمية حرب القادسية ومعها بنوها الأربعة رجال فقالت لهم من أول الليل يأبني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين والله الذي لا اله إلا هو إنكم لبونا رجل واحد كما إنكم بنوا امراة واحدة ما خنت ابكم ولافضحت خالكم ولاهجنت حسبكم ولاغيرت نسبكم وقد تعلون ما اعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين واعلموا إن الدار اباقية خيرمن الدارالفانية يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ...) الخ الرواية .
ثانياً: مناقشة السند لهذه الرواية.
1- الزبير بن البكار : في ميزان الاعتدال للذهبي قال إن الزبير بن بكار في عداد من يضع الحديث ، وقال مرة اخرى انه منكر للحديث وفي كتاب الجرح والتعديل للرازي الزبير رايته ولم اكتب عنه .
2- محمد بن الحسن المخزومي : وفي تهذيب التهذيب لابن حجر إن المخزومي كذاب خبيث ولم بثقة ولامامون وكان يسرق.
3- عبد الله بن عمر : قال ابن المديني إن عبد الله ضعيف .
4- ابو وجزة : في التهذيب إن ابو وجزة مات سنه 130هـ وهو ثقة قليل الحديث وفي الجرح والتعديل للرازي ابو وجزة كان شاعراً لم يذكر اباه في من روى عنه .
. ثالثاً : استنتاج : بعد سير احوال رجال السند اتضح إن اكثره كذاب وضّاع متروك الحديث أو مجهول وان وجود احدهم كابن زبالة يكفي لطرح الروايه واهمالها ، رابعاً مناقشة متن الرواية : لم يكن للخنساء اربع بنين من زوج واحد كما تنص الرواية فقد ولد لها من زوجها الاول وهو رواحة بن عبد العزى السلمي ولدها الاكبر عبد الله وهو ابو شجرة ولها من زوجها الثاني ابي عامر السلمي ثلاث اولاد وبنت .
2- إن ابناء الخنساء توفوا أو قتلوا في تواريخ مختلفة .
3- إن ابا شجرة وهو ابن الخنساء من زوجها الاول كان ممن ارتد عن الاسلام بعد وفاة الرسول ( ص) وقد روى التاريخ له ابياتاً جسدها حقداً وحنقاً على الاسلام .
4-لاوجود للرواية في كتب الاقدمين سواء منها كتب التراجم والسير وكتب التاريخ المطولة .
5- لو صح هذا الخبر لكان احرى بالخنساء إن تمجده وتسجلة في شعرها بدلاً من إن تتبقى ترثي اخويها الذين قتلا في الجاهلية .
خامسا ً : ثمرة البحث بعد التمحيص الذي تعرضت له الرواية فقد اسفرت الحقيقة عن وجها بان الرواية من نسيج الوضاعين الكذابين وقد راق للزبير بن بكار - وهو مصدرها الوحيد - بثها لكي يغطي على ماثرة ام البنين فاطمة بنت حزام الكلابية زوجة امير المؤمنين (عليه السلام ) التي تلقت نبا استشهاد بنيها الاربعة في معركة كربلاء سنة 61 هـ وهي تقول ( الحمد لله الذي جعل اولادي فداء لابي عبد الله الحسين ) والحسين يعني رسول الله صلى الله عليه واله والاسلام فهم فداء للاسلام ولكن الزبير بن بكار وهو من نسل عبد الله بن الزبير الذي ترك الصلاة على محمد وال محمد اربعين جمعة في خطبته حتى لامه الناس فقال لمحمد اهل بيت سوء اذا ذكرته اشربت نفوسهم اليه وفرحوا بذلك فلا اصب إن اقر اعينهم ، وان انحراف الزبير بن بكار عن اهل البيت ظاهر وللزبير هذا هنات وهنات نسبها إلى اهل البيت عليهم السلام الذين طهره الله واذهب عنهم الرجس فعند الله الجزاء وهو خير الحاكمين . والتاريخ الذي كان ملكاً للحكومات الظالمة الجائرة تاثيراً بهذا الدس والتزوير فطمس الحقيقة وكل فضيلة عن ال الرسول .
وكانت ام البنين احدى ضحايا هذه السياسة الظالمة فقد اندرست ماثرها واحتلت الخنساء بغير حق مكانها ولكن (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) .
المفضلات