بعض اجوبة الامام عليه السلام
نقدم في هذه المقالة القصيرة بعض اجوبته عليه السلام في مسائل شتى من الاخلاق والعرفان والاداب وجوابه عليه السلام ـ على اختصاره ـ لا نجد في مطولات كتب الأخلاق، وحكماء الاسلام. وبعض هذه الاسئله، سأله عنها امير المؤمنين عليه السلام اظهاراً لفضله، واشادة بمقامه. كما ان بعض هذه الاسئلة بدرجة من الغموض ـ كمسائل ملك الروم ـ لا يمكن الاجابه عنها، والاهتداء اليها. ولكنهم أهل البيت علمهم عن جدهم عن جبرئيل عن الله.
1 ـ سئل عليه السلام عن عشرة اشياء بعضها اشد من بعض فقال: اشد شيء خلق الله الحجر، واشد منه الحديد، يقطع به الحجر، واشد من الحديد النار تذيب الحديد، واشد من النار الماء، واشد من الماء السحاب، واشد من السحاب الريح التي تحمل السحاب،واشد من الريح الملك الذي يردها، واشد من الملك ملك الموت الذي يميت الملك، واشد من ملك الموت الموت الذي يميت ملك الموت، واشد من الموت امر الله الذي يدفع الموت(3).
2 ـ وعنه عليه السلام في جواب ملك الروم: ما لا قبله له فهو الكعبة، وما لا قرابة له فهو الرب تعالى(4).
التشييع المهيب للامام عليه السلام
كان تشييع الامام تشييعاً حافلاً لم تشهد نظيره عاصمة الرسول، فقد بعث الهاشميون الى العوالي والقرى المحيطة بيثرب من يعلمهم بموت الإمام فزعوا جميعاً الى يثرب ليفوزوا بتشييع الجثمان العظيم(5). وقد حدّث ثعلبه ابن مالك عن كثرة المشيعين فقال: (شهدت الحسن يوم مات، ودفن في البقيع، ولو طرحت فيه ابره لما وقعت إلا على رأس انسان)(6) ، وقد بلغ من ضخامة التشييع أن البقيع ما كان يسع أحداً من كثرة الناس، وحق على المسلمين أن يهبّوا لتشييع حفيد نبيهم الذي تكفل بمصالحهم، وعال بضعيفهم وعاجزهم، وأوقف نفسه على البر والمعروف اليهم.
الفتنة التي حدثت في تشييع الامام الحسن عليه السلام
واتجهت مواكب التشييع نحو المرقد النبوي ليجددوا بهذا التشييع للجثمان الطاهر للامام عهداً عند جده ويوارونه بجواره، ولما علم الأمويون ذلك تكتلوا وانضم بعضهم الى بعض فقد دفعتهم الأنانيه والبغضاء والحقد الاعمى للهاشميين إلى إحداث المعارضة والشغب في دفن الإمام بجوار جده ذلك لأنهم رأوا أن عميدهم عثمان قد دفن في حش كوكب مقبرة اليهود، ويدفن الحسن عليه السلام مع جده فيكون ذلك عاراً عليهم وخزياً، وأخذوا يهتفون بلسان واحد: (يا رب هيجاء، هي خير من دعة، أيدفن عثمان باقصى المدينة، ويدفن الحسن عليه السلام عند جده!!؟). فقامت عائشه مسرعة مدهوشة، فجيء لها ببغلة فامتطتها وأقبلت الى مواكب التشييع الحاشدة، وهي تصيح بلا اختيار قائله: [لا تُدخلوا بيتي من لا أحب!! والله لا يدفن الحسن ههنا أبداً أو تجزَّ هذه ـ وأومت بيدها الى شعرها ـ]. فأراد بنوهاشم المجادلة فقال الحسين عليه السلام: الله الله لا تضيّعوا وصيّة أخي، واعدلوا به إلى البقيع فأنّه أقسم عليَّ إن أنا مُنعت من دفنه مع جدّه صلى الله عليه وآله وسلم أن لا أخاصم فيه أحداً وأن أدفنه بالبقيع مع أمّه عليها السلام فعدلوا به ودفنوه بالبقيع معها عليها السلام.
أقوال العلماء
هذه كلمات لبعض كبار الصحابه، والتابعين، وغيرهم من العلماء، والشخصيات ما في الامام الحسن عليه السلام وهي وان كانت تفصح عن اكبار هؤلاء الاعلام لشخصية الامام عليه السلام، وسمو مقامه، الا انها تتضاءل أزاء مدحة الله تعالى له اذ جعله مطهراً من الرجس، وتتلاشى عند مدحة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم له اذ جعله سيد شباب أهل الجنه.
1 ـ قال عبد الله بن جعفر لمعاوية لما قال له: انت سيد بني هاشم. قال: سيد بني هاشم حسن وحسين(7).
2 ـ قال ابو بكرة بن عبيد لما بلغه موت الحسن عليه السلام: فقد الناس بموته خيراً كثيراً، يرحم الله حسنا(8).
3 ـ قال واصل بن عطاء: كان الحسن بن علي عليهما السلام سيماء الانبياء، وبهاء الملوك(9).
وفي الختام ندعوا من الله بحق هذا الشهر العظيم ان يعفوا عنا ويغفر لنا ذنوبنا انه هو التواب الرحيم واخر دعوانا ان الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين.
(1) تاريخ اليعقوبي ج 2 / ص: 215.
(2) المناقب، ج: 2 / ص: 152.
(3) البحار: ج: 10 / ص: 90.
(4) المناقب، ج: 2 / ص: 152.
(5) تاريخ ابن عساكر / ج: 8 / ص: 228.
(6) الاصابه، ج: 1 / ص: 330.
(7) الحسن بن علي لكامل سليمان، ص: 173.
(8) اعيان الشيعه ج 4 / ص 101.
(9) المناقب، ج: 2 / ص: 170.
تحياتي لكم
المفضلات